
أخي وأرضي – حكاية من فلسطين
صدر عن منشورات تكوين كتاب ” أخي وأرضي – حكاية من فلسطين ” تأليف سيرين صوالحة وسامي هرمز، ترجمة: إيمان سعد، مراجعة وتدقيق: شهد دعباس.
أطلقت جائزة الشيخ يوسف بن عيسى للكتاب دورتها الأولى (2025–2026)، خلال المؤتمر الصحفي الذي أُقيم مساء يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، في تمام الساعة السادسة مساءً، على مسرح المركز الأمريكاني الثقافي بمدينة الكويت، بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والإعلامية وممثلي المؤسسات الداعمة للجائزة.

افتُتِح المؤتمر بكلمة ترحيبية ألقاها الإعلامي حسين سنا، رحّب فيها بالحضور والمشاركين، واستعرض فكرة الجائزة ورسالتها الثقافية ودورها في دعم الإبداع والمعرفة في العالم العربي.
تلتها كلمة رئيس مجلس الأمناء الدكتور عبدالعزيز السلطان، وكلمة الأمين العام للجائزة الروائية بثينة العيسى. وقدَّم د. إبراهيم الحوطي محاضرة بعنوان: “يوسف بن عيسى: مؤسس وصانع الريادة التعليمية“، تناول فيها الإرث التربوي والفكري للشيخ يوسف بن عيسى، ودوره الريادي في ترسيخ التعليم الحديث في الكويت.
رئيس مجلس الأمناء د. عبد العزيز السلطان:

كان الشيخ يوسف بن عيسى رجلَ نهضةٍ حقيقيًّا جمعَ بين العلم الشرعي الأصيل والفكر المستنير
قدَّم رئيس مجلس الأمناء عبدالعزيز السلطان نبذة تاريخية عن مسيرة الشيخ يوسف بن عيسى وجهوده في التعليم والإصلاح، فقال في كلمته “أودُّ إعطاء خلفية تاريخية موجزة عن الشيخ يوسف ورفاقهِ من التجار، الذين أدركوا منذ أوائل القرن العشرين أن نهضة الأمم تبدأ من التعليم، وتنمو مع التراكم المعرفي”.
وأضاف “للإيجاز، سأركز على مساهمات الشيخ يوسف بن عيسى، في مجالات التعليم والقضاء والفقه والإصلاح الديني فقط، دون الخوض في مساهماته الكثيرة الأخرى. كما سأُلخّص التحديات التي واجهت مسيرته في تأسيس المدارس النظامية وإدخال المناهج العلمية الحديثة.
يُعتبر الشيخ يوسف بن عيسى أحد رواد النهضة في تاريخ الكويت، حيث ساهم في نهضتها الثقافية والأدبية، وحمل شعلة الإصلاح الاجتماعي والديني، بهدف فهْم الدين الإسلامي فهْمًا صحيحًا. كما يُعد أحد الآباء المؤسسين للنظام التعليمي الحديث في الكويت. فقد كان من أهم الداعمين والمشرفين على تأسيس المدرسة المباركية (1911م) –أول مدرسة نظامية في الكويت– وساهم في وضع مناهجها والإشراف على شؤونها التعليمية والإدارية.
كما شارك أيضاً في تأسيس وتطوير المدرسة الأحمدية (1921م)، وكان من المشجعين والداعمين لافتتاح المزيد من المدارس الأهلية. وسعَى لإدخال المناهج العلمية الحديثة بجانب العلوم الدينية، إذْ كان مؤمنًا بأن نهضة الأمة تكون بالجمْع بينهما. وكان ديوانه مقرًا للندوات العلمية والأدبية، يلتقي فيه طلابُ العلم والأدباء والمثقفون من داخل الكويت وخارجها.
تولَّى الشيخ يوسف -لسَنوات طويلة- منصبَ القضاء في الكويت، وعُرف بـ”قاضي الكويت” أو “قاضي القضاة”. وتميَّز بأخلاقه الرفيعة وعدله الشديد واستقلاليته، فقد كان يحكم بالشرْع الإسْلامي ويعملُ على تحقيق العدالة بين الناس. وحرِصَ على حلّ النزاعات بالصلح والتراضي بين الخصوم قبل اللجوء إلى إصدار الأحكام، كما كان قاضي التمييز للقضايا الصعبة التي تُرفع إليه.
دعا الشيخ يوسف إلى تجديد الخطاب الديني ومحاربة البِدع والخُرافات، وكان من أبرز الداعين إلى المنهج السَّلَفي الإصلاحي الذي يجمع بين الأصالة والحداثة. واُشْتُهِر بفتاواهُ المستنيرة التي تراعي تغيُّر الزمان والمكان، وكان من أبرزها فتواه الشهيرة بجواز تعلُّم المرأة وعملها في إطار الضَّوابط الشرعية، التي كانت متقدمة على زمانها وقتذاك.
واجه الشيخ يوسف بن عيسى تحدّياتٍ كثيرة من التيار المحافظ المتشدد، الذي رفض أفكاره الإصلاحية مثل تأسيس المدارس الحديثة، وتعليم العلوم العصرية، والدعوة لتعليم المرأة، ومنهجه التجديدي في الفقه والاجتهاد، ومحاربته لبعض المفاهيم الخُرافية والجمود الفكري الذي كان منتشرًا في المجتمع الكويتي بدايةَ القرن العشرين. واستطاع تجاوز هذه التحديات بدعم النخبة المتنورة من رفاقه التُّجَّار والمثقفين، وبتقديمه نموذجًا يجمعُ بين الأصالة والحداثة، مؤكّدًا أنْ لا تعارُضَ بين الإسلام والعلوم الحديثة.
باختصار، كان الشيخ يوسف بن عيسى رجلَ نهضةٍ حقيقيًّا، جمعَ بين العلم الشرعي الأصيل والفكر المستنير. وبكلّ تأكيد، لم يكن بناء المدرستين المباركية والأحمدية مَجهودًا فرديًا، بل كان ثمَرةَ تعاونٍ وتكاتُفٍ بينَ مجموعة من تجار الكويت البارزين.
فصحيحٌ أن الشيخ يوسف بن عيسى كان المحرّكَ الأساسيَّ والشُّعلةَ التي أضاءتِ النَّهضةَ التعليمية الحديثة والإصلاحَ الاجتماعيَّ والدينيَّ، لكنه لم يكن وحده. فقد ساهم رفاقه التُّجَّار والفُقهاء معه في نهضة التعليم وإدخال المناهج الحديثة وتمويل بناء المدرستين وفي الإصلاح الاجتماعي والديني، ومِن أبرزهم:
محمد الصالح الشايع، وخليفة بن شاهين الغانم، وحمود الزيد الخالد، والنوخذة محمد بن علي بن سعيد، وجراغ بن محمد الصرعاوي، وهلال فجحان المطيري، وخالد عبد اللطيف الحمد، وعبد العزيز حمد الصقر، وحمد الخالد الخضير، وخالد الزيد الخالد، وعبد العزيز رشيد، وإبراهيم بن مضف المضف، وعبد الوهاب بن محمد الفارس، وعبد المحسن بن ناصر البدر، وحمد بن صالح الصالح، وعبد الله بن خلف الدحيان، وعبد اللطيف الثويني. رحمهم الله جميعاً”
وعن جائزة الشيخ يوسف بن عيسى للكتاب أشار د. عبد العزيز السلطان إلى أنها “امتدادٌ طبيعي لتلكَ المسيرةِ المستنيرة. إنَّها تحمل نفْس الروح ونفْس الهدف، أيْ دعْم المعرفة والإبداع، وإثراء الحركة الثقافية في عموم الوطن العربي، وذلك بتشجيع الإصدارات في حقول الآداب والعلوم الإنسانية بدايةً، وقد تمتدُّ لاحقًا -في المدييْنِ المتوسط والبعيد- لتشملَ الحقول المعرفية الأخرى.
لقد انطلقت الجائزة بمبادرة من القطاع الأهلي، بمساهمة عددٍ من الشَّركات والمبادرين، أسْوةً بما حدث عند تأسيس المدرستين المباركية والأحمدية، حين قام عددٌ من رجالاتِ الكويت، على رأسهم الشيخ يوسف بن عيسى، بتسخيرِ مقدَّراتِهم المادية والمعرفية من أجل بناء أول مدرستين للتعليم النظامي في الكويت؛ وإدخال مَناهج العلوم الحديثة.
واختتم كلمته “آمَلُ أنْ تحفّزَ هذه المبادرةُ المزيد من المبادرات الأهلية، التي تستثمر في الإرث المادي والمعنوي لرجالاتِ الكويت ورموزها. كما أتمنَّى أن تؤدي في النهاية إلى تنمية وعْي الإنسان، والارتقاء بالوعْي العام، وخلْق مجتمع يتحلَّى بقيمٍ إنسانيَّةٍ رفيعة”.
الأمين العام للجائزة الروائية بثينة العيسى:

«جائزة الشيخ يوسف بن عيسى للكتاب» محاكاة للنَّموذج الأوَّل الذي وُلِد قبل أكثر من مئة سنة
استعرضت الأمين العام للجائزة الروائية بثينة العيسى في كلمتها قصة تأسيس الجائزة وأهدافها، فقالت “أحيانًا، يقتضي الأمرُ تأكيد ما هو مؤكَّد، وتعريف ما هو معرَّف.
وأحيانًا، ينبغي أن نذكّر أنفسنا بما نعرفه عن أنفسنا، لأنَّ التذكر في مقامنا محمودٌ، وربَّما لأن جُلَّ ما نفعله، في مقامنا هذا، هو مكافحةُ النسيان.
وعليهِ يجب القول، إنَّ «جائزة الشيخ يوسف بن عيسى للكتاب»، هي في حقيقتها مجرَّد محاكاة.
إنَّها محاكاةٌ للنَّموذج الأوَّل، الذي وُلِد قبل أكثر من مئة سنة، أو في عام 1910 تحديداً.
أي أنَّ الأمرَ حدث قبل الحرب العالمية الأولى، وقبل سنة الطَّفحة، وقبل ظهور اللُّؤلؤ الصناعي، وقبل اختراع السُّفن البخارية، وقبل اكتشاف النفط.
صادفت تلك الليلة ذكرى المولد النبي، أو المالد، كما كنَّا نسمّيه، فاجتمعَ الرجال في مجلس الشيخ يوسف بن عيسى للاستماع إلى المدائح النبوية التي كتبها البرزنجي، على عادة الناس في تلك الأيَّام.
في نهايةِ التلاوة، قال المرحوم ياسين الطبطبائي إنَّ القصْد من «المالد» ليس تلاوة المدائح النبوية، بل الاقتداء بالسيرة النبوية، وهو ما لا يتحقق إلَّا بطلب العلم، وبوجود مدارس متطورة. نحتاج إلى ما هو أكثر من تلك الكتاتيب البسيطة التي بالكادِ تُعلّمُ النَّاس القراءة والكتابة ومبادئ الحساب.
أكثركم يعرفُ هذه الحكاية.
لم يذقْ الشيخ يوسف طعْمَ النوم في تلك الليلة، فقد كان لكلمات الطبطبائي وقْعًا شديدًا على قلبِهِ، وقرر في صباح اليوم التالي أن يبادر لأجل تأسيس مدرسة، ستصبح فيما بعد نواةَ ولادة التعليم النظامي في الكويت.
تحوَّلتِ الفكرةُ التي ألقى بها المرحوم ياسين الطبطبائي في مجلس الشيخ يوسف إلى مشروع، ساهم فيه نخبة من رجالات الدولة؛ شملان بن علي الرومي، أولاد خالد الخضير، هلال المطيري، قاسم وعبد الرحمن الإبراهيم وآخرين كثر ذَكرهم د. عبد العزيز السلطان في كلمته.
لقد نهضَ المجتمع ذاتيًّا للإتيانِ بحلولٍ لمشكلاته الخاصة.
لو أردتُ استخدام توصيفٍ حديث لقلتُ إنَّه حِراك عضوي «Organic»؛ وهذا سرُّ فاعليته.
في الحقيقة، لم يتوقف الأمرُ عند تأسيس المدرسة المباركية في 1911. بل تعدَّاه إلى تأسيس المدرسة الأحمدية في 1921، والمكتبة الأهلية في 1922، ودائرة المعارف في 1936، وأول مدرسة نظامية للإناث (المدرسة الوسطى) في 1937.
وعليه، لن يكون من قبيل المبالغة القول، إنَّ ما جرى في مجلس الشيخ يوسف تلك الليلة، كان وراء بناء النظام التعليمي الكويتي برمَّتهِ، بالطريقة نفسها التي يقال فيها إنَّ رفرفاتِ جناح فراشة في البرازيل ستتسبب بإعصارٍ في الصين.
هذا، أيُّها الحضور الكريم، هو ما يعرف بتأثير الفراشة.
وهذا هو سرُّ ولَعي، بهذه الحكاية.
لأنها حكاية عن مجتمعٍ حيّ، متفاعلٍ مع قضاياه، ومبادِرٍ في صميمه.
قبل سنتين، كنتُ أتساءل بيني وبين نفسي، ماذا لو استعدنا هذا النموذج، حيث ينهض المجتمع متمثلًا بأفراد ومؤسسات أهلية بقضايا الثقافة والتنمية البشرية؟
ولدت فكرة «جائزة الشيخ يوسف بن عيسى للكتاب» من وحي تلك الحكاية، أو بفضلِها، وعليه يمكن اعتبارها من آثار رفرفات جناحَي تلك الفراشة، التي ما زال أثرُها ممتدًّا بعد مرور ما يزيد عن قرنٍ من الزَّمان.
ومثلما فعل الشيخ يوسف، في عام 1910، بدأتُ بحثي الدؤوبَ عن داعمينَ وشُركاءَ لهذا المشروع، حريصةً على أن يتصدَّرَ القِطاع الأهليُّ هذه المبادرة، لأننا ما زلنا مجتمعًا حيَّاً”.
واختتمت العيسى كلمتها بتوجيه الشكر “لجميع الأكارم، الذين مكَّنونا من إطلاق الجائزة، وتبنّوا الفكرة منذ بداياتها.
شركة فوزك التعليمية، وشركة كيو إنترناشيونال كونسلتنس، وشركة علي عبد الوهاب المطوع، وشركة كيا المطوع، وجمعية سلطان التعليمية، ومبرة الشيخ صباح السالم المبارك الصباح، والجامعة الأمريكية في الكويت AUK، وشركة Kuwait Solutions Expert، وشركة XY Studio، وورثة شملان يوسف بن عيسى، و ZBOM (زي بوم)، ومنصة أبجد، وشبكة لينك الإعلامية.
فممَّا يثلج القلب، أن تجد اهتمامًا عميقًا بالعمل الثقافي والتنمية الإنسانية، في عالمٍ تحكمه الماديَّات وتهيمنُ عليه السطحية والتفاهة.
أما بالنسبة لما حققته الجائزة في دورتها الأولى، حتى هذه اللَّحظة، فهو الآتي:
شاركتْ في هذه الدورة (خَمْسُ مِئَةٍ وَاِثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ) 532 مُشَارَكَةً كانت على الشكل الآتي:
390 (ثَلَاثَ مِئَةٍ وَتِسْعِينَ) كِتَابًا في مجال الآداب (الرواية)،
و79 (تِسْعَةً وَسَبْعِينَ) كِتَابًا في مجال التاريخ،
و63 (ثَلَاثَةً وَسِتِّينَ) كِتَابًا في مجال التربية والتعليم؛
بلغت مشاركاتُ الإناثِ 158 (مِئَةً وَثَمَانِي وَخَمْسِينَ) مُشَارَكَةً، مقابلَ 374 (ثَلَاثِ مِئَةٍ وَأَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ) مُشَارَكَةً من الذكور.
توزَّعت هذه المشاركات على 32 (اِثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ) دَوْلَةً؛ تصدَّرتها مصر بـ 249، تلاها العراق بـ 36، فالجزائر بـ 34، وسوريا بـ 33، والسعودية بـ 28، وفلسطين بـ 25، والكويت بـ 21، ثم المغرب بـ 19، فالأردن بـ 16، وتونس بـ 11، وعُمان بـ ـ10، بينما توزّعَت بقية المشاركات على 21 (إحدى وعشرينَ) دولةً عربيةً وأجنبيَّةً.
واختتمت كلمتها “سيتمُّ الإعلان عن القوائم الطويلة للمرشحين للفوز في فروع الجائزةِ الثلاثة، في شهرِ نوفمبر القادم بإذن الله، مع انطلاقة الدَّورةِ الـرابعةِ والأربعينَ لمعرض الكويت الدولي للكتاب.
نأملُ أنْ تساهمَ هذه الجائزة في تسليطِ الضَّوء على رواياتٍ خلَّاقة تعبّر عن إنسانِ اليوم وتساؤلاته، وأنْ تضيءَ دراساتٍ جوهرية وملحَّة، سيثمر دعمها وانتشارها في نشْر الوعي وبناء الإنسان”.

صدر عن منشورات تكوين كتاب ” أخي وأرضي – حكاية من فلسطين ” تأليف سيرين صوالحة وسامي هرمز، ترجمة: إيمان سعد، مراجعة وتدقيق: شهد دعباس.

صدر عن منشورات تكوين كتاب “موجز تاريخ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني” تأليف إيلان بابيه، ترجمة شهد عباس، والكلمة التقديمية للكتاب بقلم آفي شلايم. كلمة تقديمية

يتركز الهجوم على النظرية الماركسية – اللينينية، تحت مسميات تيارات عديدة، منها ما ذكرناه أعلاه وغيرها من التيارات البرجوازية، هو في أسه سعي، محموم، لنزع عصبها، الصراع الطبقي، محرِّك التاريخ، لنفيه كون حامله، الطبقة العاملة، حفَّارة قبر النظام الرأسمالي.

رغم المعاناة الشديدة، ورغم الخسارات الكثيرة، والعسف، ومرارة العزلة، إلا أنَّ فهد العسكر لم يتراجع عن مواقفه، بل بقي متمسِّكاً بها حتَّى النهاية، واستمرّ الأذى باللحاق به حتَّى النهاية



