
كان الله في عون أصحاب الدخول المتدنية
إنّ هذا التوجيه في حال تنفيذه يعني بالضرورة رفع أسعار السلع والخدمات العامة، التي تقدّمها الجهات الحكومية والشركات المملوكة لها، وهذا ما سيثقل كاهل المواطن والمقيم بأعباء معيشية مرهقة
تحت شعار نحو صحافة نقدية وإعلام حرّ تنطلق “تقدُّم” في آنٍ واحد معاً كمنصة إعلامية ومجلة شهرية.
“تقدُّم” هي صوت الاعتراض ليس من أجل الاعتراض، وصوت النقد ليس من أجل النقد، وصوت التمرد ليس من أجل التمرد، وإنما هي صوت الاعتراض على الاستبداد، وصوت النقد ضد نهج الإنفراد، وصوت التمرد في وجه قوى الفساد، وصوت كسر حاجز الانسداد أمام حركة التحرر والتنمية والتقدم.
“تقدُّم” هي صوت الوعي الشعبي العربي المناهض للإعلام الإمبريالي وأبواقه، هي صوت التمرد الوطني والقومي لمقاومة المحتل الغاصب ورفض تسيّد مشروعه الصهيوني الاستيطاني التوسعي العدواني… “تقدُّم” هي صوت الاعتراض على التبعية وصولاً إلى استقلالات حقيقية لا شكلية لأوطاننا الخاضعة التابعة لسطوة المركز الإمبريالي المهيمن، مثلما هي الآن، استقلالات تنجز التحرر الوطني وتتجه نحو التنمية والتقدم الاجتماعي وتلبي متطلبات التطور الديمقراطي…”تقدُّم” هي صوت المهمّشين والمهمّشات ولسان حال المفقرين والمفقرات وإعلام الثائرين والثائرات على واقع التخلف والخضوع والطغيان والانسداد.
وفي الوقت ذاته فإنّ “تقدُّم” هي حامل لمشروع بديل… مشروع التحرير والتغيير، مشروع التنمية والتحديث والتنوير.
واليوم، لئن كان معظم الإعلام مملوكاً لأصحاب رؤوس الأموال، فإنّ “تقدُّم” هي وسيلة إعلام الناس البسطاء من ضحايا الاستغلال والاضطهاد والتمييز.
وإذا كان غالب الإعلام مدعوماً من شركات ورساميل ومراكز نفوذ وسفارات، فإنّ “تقدُّم” تسعى لأن تنال ما تستحقه من دعم من جماهير الشعب وطلائعه وقواه الحيّة.
“تقدُّم” ليست صحافة إثارة، ولا هي صحافة سبق صحفي خبري حصري، وإنما هي صحافة رأي ونقد وتحليل وتفكيك للواقع المتناقض ومحاولة لإعادة تركيبه، هي صحافة وعي وتعبئة لا تكتفي بتفسير الواقع، مع أهمية تفسيره، وإنما هي معنية كذلك بالدفع باتجاه تغييره.
“تقدُّم” صحافة نقدية تعتمد الموضوعية في أخبارها وتحليلاتها ومتابعاتها وتقاريرها ومقالاتها وموادها كافة، ولكنها في المقابل ترفض “الحياد”، فشتان شتان ما بين الموضوعية والحياد الكاذب والمتكاذب… إذ لا حياد في الصراع بين مستغَل ومستغِل، ولا حياد مع المحتّل، ولا حياد في مواجهة الاستبداد والفساد، وليست هناك نقطة وسط أو محطة التقاء بين المضطهَدين والمضطهِدين… فانحياز “تقدُّم” هو الأصل، انحيازها مع الإنسان، وانحيازها مع المرأة، وانحيازها مع الذين يعانون، وانحيازها مع المهمَشين، وانحيازها مع المناضلين من أجل التغيير.
“تقدُّم” لا تنتمي للماضي، ولكنها تستخلص منه الدروس، فهي منصة إعلام ومجلة تُعني بالواقع الراهن وتهتم باستشراف آفاق حركة هذا الواقع وتطوره نحو المستقبل… لذا فإنّ “تقدُّم” ترفض الجمود، الذي هو نقيض الحياة والحركة، ولكنها تتمسك بالأسس والمبادئ والقيّم الإنسانية.
“تقدُّم” ليست بوقاً دعائياً للتأجير أو البيع، وإنما هي صوت حرّ… هي باختصار تسعى لأن تجسد شعارها: نحو صحافة نقدية وإعلام حرّ.
إنّ هذا التوجيه في حال تنفيذه يعني بالضرورة رفع أسعار السلع والخدمات العامة، التي تقدّمها الجهات الحكومية والشركات المملوكة لها، وهذا ما سيثقل كاهل المواطن والمقيم بأعباء معيشية مرهقة
تأتي الجريمة الصهيونية الجديدة اليوم بتفجير مربع سكني كامل في مخيم جنين بالضفة الغربية لتضاف إلى سجل جرائم الحرب، التي يقترفها الكيان الصهيوني الغاصب ضد
الدلالة الأهم مما حدث ويحدث تتمثّل في واقع ما شهده الكيان الصهيوني من تحجيم، بحيث أصبحت المشاريع التوسعية الأسطورية من شاكلة “إسرائيل الكبرى” وهماً فارغاً
يؤكد العدوان الصهيوني المتجدد على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية الفلسطينية أنّ الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب لا يمكن أن يتوقف، وهو صراع وجودي