العدوان الصهيوني على لبنان: الأهداف والمواجهة
في هذه المعركة المفتوحة، والطويلة، وبغض النظر عن مساراتها، ومراحلها، تترابط مسائل التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي ومواجهة السيطرة الإمبريالية وربيبتها الصهيونية، فلنكن على مستوى التحدّي.
طار وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه عائداً إلى باريس بعد زيارته الأخيرة إلى بيروت، وقد سبقه إليها وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، حط وفد دبلوماسي أمني عسكري فرنسي.
التقت الاقتراحات البريطانية والفرنسية حول الضغط لتطبيق القرار 1701 على قاعدة توسيع مضمونه، المتمحورة حول طروحات آموس هوكشتاين، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الأمن والطاقة، تحت مسمَّى “تسوية سياسية” (لمزيد من التفصيل حول الطروحات البريطانية والفرنسية ونقاط “التسوية السياسية” لهوكشتاين، مراجعة “تقدُّم” بتاريخ 7 شباط/ فبراير الحالي)، من ضمنها ترسيم الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة في نقاط حدودية متنازع عليها، وبذلك يتضح حجم التحالف الدولي لحماية الكيان الصهيوني، طروحات تعني بالمباشر، وبكلام واضح، إقامة منطقة حدودية عازلة على أراض لبنانية، والتلويح بعدوان صهيوني على لبنان إذا استمرت المقاومة في الجنوب بدعم المقاومة الفلسطينية ضد العدوان الصهيوني التي تسطر ملاحم بطولية في مقاومة العدوان وآلات قتله النازية. الرد اللبناني على اقتراحات وطروحات الزوار أن لا نقاش قبل وقف العدوان على قطاع غزة.
العدو يحضر لعملية عسكرية عدوانية في رفح لتهجير اللاجئين
وعلى صعيد العدوان الصهيوني على غزة، برز بشكل خطير، تحضير العدو لعملية عسكرية كبيرة تستهدف منطقة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، التي أصبحت آخر ملاذ للنازحين من القطاع الواقع تحت حصار صهيوني وعدوان وحشي مستمر دخل شهره الخامس ذهب ضحيته عشرات الآف الشهداء من الأبرياء، تقدر نسبة الشهداء من النساء والأطفال حوالى 75%، والآلاف من المفقودين تحت الأنقاض. ويقدر عدد اللاجئين في رفح بحوالى 1.4 مليون لاجئ يعيشون تحت الحصار وفي ظروف معيشية لا إنسانية، في خيام، يواجهون البرد والأمطار، والمرض، والعالم بأنطمته الرسمية يتفرج على مأساة النازحين وحصار غزة وتدميرها. التحضير لعملية عدوانية عسكرية صهيونية على رفح يهدف العدو منها إلى محاصرة قطاع غزة من كل الجهات، والواضح أنه يمهد، بالحصار والقتل، لتهجير النازحين إلى خارج غزة.
التصعيد الصهيوني بتحضيره لعملية عسكرية عدوانية على رفح يحصل بموافقة أميركية يؤكد ذلك ما نشر عن المكالمة الهاتفية التي جرت، يوم الأحد، بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، التي دامت 45 دقيقة، تناولت، بحسب وسائل الإعلام، العملية العسكرية الصهيونية المحتملة على رفح، وملف تبادل الأسرى، وقد أصدر البيت الأبيض بياناً جاء فيه أن الرئيس بايدن “أكد وجهة نظره بأن العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تتم دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ تضمن سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا إلى رفح”. ممَّا يعني ان لا خلاف، كما يروج، بينهما، فبيان البيت الأبيض يعني موافقة على العملية العدوانية على رفح، أما قول ضمان سلامة اللاجئين فتاريخ الولايات المتحدة حافل بحماية جرائم العدو الصهيوني ضد المدنيين واللاجئين التي ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا.
في ظل هذه التطورات والتلويح الصهيوني بعملية عسكرية عدوانية على رفح، ما هو موقف مصر؟. حتى الآن اكتفت بالتحذير من “العواقب الوخيمة لمثل هذا الإجراء، لا سيما في ظل ما يكتنفه من مخاطر تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة”. والمعروف أن المخطط الصهيوني هدفه تهجير اللاجئين في رفح إلى سيناء.
الواضح أن هناك تحضيرات عدوانية، بغطاء أميركي، لتهجير اللاجئين من رفح، ممَّا يعني نكبة أخرى للشعب الفلسطيني، وتصفية للقضية الفلسطينية. كل ذلك يحدث والأنظمة الرسمية تكتفي بالتحذير، والمطالبة بسلامة اللاجئين أما وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة وآلة قتله المجرمة، فليس أولوية عندهم. الأمر الذي يستوجب مواجهة شاملة لتلك المخططات العدوانية وتوحيد الساحات بمشروع سياسي وطني تحرري يربط مقاومة الاحتلال والمشاريع الامبريالية بالتغيير الديمقراطي.
في هذه المعركة المفتوحة، والطويلة، وبغض النظر عن مساراتها، ومراحلها، تترابط مسائل التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي ومواجهة السيطرة الإمبريالية وربيبتها الصهيونية، فلنكن على مستوى التحدّي.
دفاعاً عن حرية الصحافة وما تعرضت له الزميلة الصحافية هبة أبو طه في الأردن، من تضييق وتعسف، أصدرت ٢٤ منصة إعلامية حول العالم بياناً تضامنياً
منذ عام ونيف والعدو الصهيوني يشن حربه العدوانية، بدعم أميركي، على قطاع غزة ويمعن بالاستهداف المباشر للصحافيين وتعمد قتلهم أثناء قيامهم بواجبهم، ويستهدف، بشكل مباشر، مقرات المؤسسات الإعلامية، بهدف ترهيب الكلمة التي تكشف الإجرام الصهيوني
يستمر العدو الصهيوني في تعمده استهداف الصحافيين ومكاتب الإعلام وذلك لإرهاب الكلمة التي تنقل حقيقة مجازره وإجرامه ضد المدنيين في قطاع غزة المقاوم وفي لبنان.