المنسق العام للقاء اليساري العربي د. سمير دياب في حوار خاص مع «تقدُّم»
عملية طوفان الأقصى امتداد للتاريخ النضالي لمقاومة الشعب الفلسطيني والعربي
ومهمة اليسار العربي تقوم على استنهاض حركة تحرر وطني عربية بقيادة ثورية
إذا دققنا البحث والمراجعة والتقييم نجد أن كل مواقف “قوى الحرية والتغيير” وبعض من مكونات تحالف “تقدم”(*) كانت سلبية بل وكانت كارثية أدت إلى ذبح وقتل الثوار لإجهاض الثورة ومنعها من تحقيق الشعار الذي رفعته الجماهير بخبرتها الطويلة وتجاربها التي اختزنتها منذ الاستقلال وهو شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) أي أن الشعب يريد التغيير الشامل والجذري لنمط حياته ومستقبل الأجيال القادمة. وهذا أمر يهدد كل القديم بأحزابه وطوائفه وحركة “الإخوان المسلمون” واسلامييه ويهدد طموح بعض الشرائح الانتهازية من البرجوازيين الصغار ومنهم من هم محسوبين على اليسار مع كل مكونات وكيانات رأسمالية السمسرة والمرابحة وتجارة التصدير للمواد الخام السودانية وفتح الباب واسعاً أمام السلع الأجنبية ومنع البلاد من الاعتماد على مواردها الذاتية الهائلة وتعطيل التصنيع الذي يهلك الرأسمال الطفيلي الربوي؛ كل هذا كان ولا زال يشكل معسكر اليمين وقد حدد السيد الصادق المهدي عليه رحمة الله بدقة أطراف هذا المعسكر حينما سمّاهم بـ (أهل القبلة) أي أن الخلاف بينهم ليس جوهرياً وهم (أحزاب الأمة والاتحادي والإخوان المسلمون)، وإن شئت فالخلاف بينهم ليس جذرياً ينفي بعضه الآخر بل هو بنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً. ولذا وقف هذا المعسكر ضد شعار إسقاط النظام لأنه ينهي معسكره، ورفع المرحوم الصادق الشعار البديل (الشعب يريد تغيير النظام) أي أن تكتفي الثورة بتغيير السلطة الحاكمة دون المساس بجوهر النظام القديم لأن خلافهم مع حزب “المؤتمر الوطني” كان حول السلطة وسياسات “المؤتمر الوطني” الذي يريد الانفراد بالكيكة تحت شعار تغيير السلطة وليس إسقاط النظام وهذا ما سارت عليه “قوى الحرية والتغيير” ومكوناتها منذ 11 أبريل 2019 حين استغلت غفلة البعض أو تآمر أطراف من القوى الثورية وقبلت بل تحمست لضم كتلة “نداء السودان” إلى ميثاق “الحرية والتغيير” في يناير 2019 فوجد اليمين المعادي للثورة بمساندة القوى الإمبريالية والإقليمية واستخباراتها الفرصة الذهبية لضرب الثورة في مقتل بتوجيه اليمين ممثلاً في “نداء السودان” والمتآمرين من جناح الثوار في أن يضعوا أيديهم في أيدي العسكر المرتجفة والمذعورة آنذاك من الطوفان الجماهيري الضخم فتشاركت “”قوى الحرية والتغيير” مع اللجنة الأمنية الممثلة للعسكر المخترق تماماً من “الكيزان”(**) ومن حينها بدأ ضرب الثورة من داخلها لتحقق شعار مهووسي الإسلاميين (فلترق كل الدماء) وبدأوا بمذبحة اعتصام القيادة العامة في 3 يونيو 2019 إلى انقلاب البرهان في 25 أكتوبر 2021 وقتل الثوار في الشوارع بدم بارد على مرأى ومسمع من حكومة الفترة الانتقالية. إن “لمة تقدم” هو التكتيك الجديد لمنع إعادة تجميع الثوار لأطرافهم لاستعادة الثورة وهذا واضح من إصرار “الكيزان” والعسكر على استمرار الحرب من ناحية، وبادعاء إيجاد جسم جامع لإيقاف الحرب من ناحية أخرى بقصد العودة إلى النظام القديم (ارجع إلى مكونات “تقدم” وإلى بيانها الختامي لمؤتمرها التأسيسي الأخير). نعم “تقدم” تدعو لمائدة مستديرة بعد أن شكلت نفسها وضمنت أن خطتها قد تنجح أو أن تمر على الثوار ولا مانع لديها، بل وتلح لينضم الحزب الشيوعي إلى المائدة المستديرة فتكون القوى المعادية للثورة، ومن خلال “تقدم”، قد ضمنت أسباب نجاح إجهاض الثورة. نعم سوف توقف الحرب باسم “تقدم” وبفعل من الخارج الإقليمي والدولي ولكن إيقاف الحرب لكي يتم تمرير التسوية ولإعادة الشراكة (بين المدنيين والعسكر) ولا مانع من العودة بالنظام إلى ما قبل 25 أكتوبر 2021 ليضمن كل اليمين – وعلى رأسه “الكيزان”- والإمبريالية والإقليم الاستمرار ولا مانع من مشاركة الشيوعيين. أما حكاية هجوم “الكيزان” وعدائهم “لتقدم” وتركهم الهجوم على الحزب الشيوعي عدوهم الرئيسي؛ فهذه فرية وخدعة لا تنطلي على البصيرة النافذة.
“الكيزان” يهاجمون “تقدم” لكي يجعلوا البعض يعتقد انهم هجروا عدائهم للشيوعيين وللأسف بدأ ينطلي ذلك على الكثيرين!!
الكيزان” بخبرة السنين وتكتيك الاستخبارات الإقليمية والدولية تعلموا كيف ينصبوا الشباك لينقضوا على فريستهم بالصورة والوقت الذي يريدون.
إنَّ الهجوم على “تقدم” إنما هو ذر للرماد في العيون حتى يصرفوا أي اتهام عن “تقدم” بأنها تنفذ تكتيك واستراتيجية “الهبوط الناعم” الذي صار مخرجاً آمناً “للكيزان”. أما العداء للشيوعية فلم يتوقف بدليل إصرار “الكيزان” وعناد عسكرهم على استمرار الحرب لإحداث أكبر دمار للأرضية التي يعمل عليها الشيوعيون وهي الجماهير الشعبية التي يمعنون ويبالغون في قتلها وتجويعها وإجبارها على النزوح واللجوء بمعنى اتباع سياسة “الأرض المحروقة” هذا إلى جانب مطاردة واعتقال وقتل الشباب الناشطين من لجان المقاومة والمطبخ ولجان الإيواء ولجان الطوارئ إلخ… من فرق المتطوعين لفهم “الكيزان” أنها جميعاً تمثل القواعد لبناء المقاومة وإنشاء التحالف القاعدي الذي يهدد اليمين، ولفهمهم أن الشيوعيين يعملون من خلالها لاستنهاض الجماهير الشعبية القادرة على وقف الحرب وهزيمة اليمين على خطى استكمال الثورة. ولذا ضرب هذه اللجان وأي مكونات طوعية شعبية هو ضرب لخط الشيوعيين دون حاجة لإعلان العداء السافر الذي يكشف خططهم. هذا التكتيك ليس عبقرية “كيزانية” ولكنه تدبير مؤسسات، ومعاهد وورش الاصلاح والتدابير والبحث الإمبريالي لما يراد لبلادنا من شرور وهذا يمكن أن يفسر (تقاعس المجتمع الدولي عن وقف إبادة شعب السودان) المخطط كبير وخطير.
(*) – “قوى الحرية والتغيير” هو التحالف الذي قاد ثورة 19 ديسمبر 2019. أما “تقدم” فهو اختصار لتحالف سياسي أعلن هذه الأيام بدعوى وقف الحرب اسمه (تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية).
(**)- الكيزان جمع “كوز” وهو إناء لشرب الماء وهو كنية عن جماعة “الإخوان المسلمون” فقد قيل إن أحد زعمائهم قال (الإسلام نهر ونحن كيزان ننهل منه).
عملية طوفان الأقصى امتداد للتاريخ النضالي لمقاومة الشعب الفلسطيني والعربي
ومهمة اليسار العربي تقوم على استنهاض حركة تحرر وطني عربية بقيادة ثورية
الاحتجاجات تكشف عن تزايد الاستقطاب السياسي في البلاد، حيث يعبر الشعب عن قلقه العميق من تفشي الفساد وغياب العدالة الاجتماعية.
برزت قبل وأثناء الحرب العديد من الميليشيات المسلحة المنسوبة للجيش المختطف من فلول “الإخوان المسلمين”. اندلعت الحرب في الخامس عشر من نيسان/ إبريل من العام 2023 بين الجيش المختطف وميليشيا الدعم السريع، بهدف قطع الطريق على ثورة ديسمبر المجيدة حتى لا تحقق أهدافها في بناء سلطة مدنية كاملة وتصفية الثورة.
تستند العلاقات الأميركية – “الإسرائيلية” على قاعدة ذهبية هي أن الولايات المتحدة الأميركية أهم حليف وداعم للكيان الصهيوني منذ قيامه في 1948 وأنها تصوغ وتفرض سياستها في منطقة الوطن العربي والشرق الأوسط، بل والعالم لضمان تفوق “إسرائيل” عسكرياً وانتصاراتها في حروبها المتتالية وقضمها لفلسطين.