لماذا “تقدُّم”؟

تحت شعار نحو صحافة نقدية وإعلام حرّ تنطلق “تقدُّم” في آنٍ واحد معاً كمنصة إعلامية ومجلة شهرية.

تقدُّم” هي صوت الاعتراض ليس من أجل الاعتراض، وصوت النقد ليس من أجل النقد، وصوت التمرد ليس من أجل التمرد، وإنما هي صوت الاعتراض على الاستبداد، وصوت النقد ضد نهج الإنفراد، وصوت التمرد في وجه قوى الفساد، وصوت كسر حاجز الانسداد أمام حركة التحرر والتنمية والتقدم.

تقدُّم” هي صوت الوعي الشعبي العربي المناهض للإعلام الإمبريالي وأبواقه، هي صوت التمرد الوطني والقومي لمقاومة المحتل الغاصب ورفض تسيّد مشروعه الصهيوني الاستيطاني التوسعي العدواني… “تقدُّم” هي صوت الاعتراض على التبعية وصولاً إلى استقلالات حقيقية لا شكلية لأوطاننا الخاضعة التابعة لسطوة المركز الإمبريالي المهيمن، مثلما هي الآن، استقلالات تنجز التحرر الوطني وتتجه نحو التنمية والتقدم الاجتماعي وتلبي متطلبات التطور الديمقراطي…”تقدُّم” هي صوت المهمّشين والمهمّشات ولسان حال المفقرين والمفقرات وإعلام الثائرين والثائرات على واقع التخلف والخضوع والطغيان والانسداد.

وفي الوقت ذاته فإنّ “تقدُّم” هي حامل لمشروع بديل… مشروع التحرير والتغيير، مشروع التنمية والتحديث والتنوير.

واليوم، لئن كان معظم الإعلام مملوكاً لأصحاب رؤوس الأموال، فإنّ “تقدُّم” هي وسيلة إعلام الناس البسطاء من ضحايا الاستغلال والاضطهاد والتمييز.

وإذا كان غالب الإعلام مدعوماً من شركات ورساميل ومراكز نفوذ وسفارات، فإنّ “تقدُّم” تسعى لأن تنال ما تستحقه من  دعم من جماهير الشعب وطلائعه وقواه الحيّة.

تقدُّم” ليست صحافة إثارة، ولا هي صحافة سبق صحفي خبري حصري، وإنما هي صحافة رأي ونقد وتحليل وتفكيك للواقع المتناقض ومحاولة لإعادة تركيبه، هي صحافة وعي وتعبئة لا تكتفي بتفسير الواقع، مع أهمية تفسيره، وإنما هي معنية كذلك بالدفع باتجاه تغييره.

تقدُّم” صحافة نقدية تعتمد الموضوعية في أخبارها وتحليلاتها ومتابعاتها وتقاريرها ومقالاتها وموادها كافة، ولكنها في المقابل ترفض “الحياد”، فشتان شتان ما بين الموضوعية والحياد الكاذب والمتكاذب… إذ لا حياد في الصراع بين مستغَل ومستغِل، ولا حياد مع المحتّل، ولا حياد في مواجهة الاستبداد والفساد، وليست هناك نقطة وسط أو محطة التقاء بين المضطهَدين والمضطهِدين… فانحياز “تقدُّم” هو الأصل، انحيازها مع الإنسان، وانحيازها مع المرأة، وانحيازها مع الذين يعانون، وانحيازها مع المهمَشين، وانحيازها مع المناضلين من أجل التغيير.

تقدُّم” لا تنتمي للماضي، ولكنها تستخلص منه الدروس، فهي منصة إعلام ومجلة تُعني بالواقع الراهن وتهتم باستشراف آفاق حركة هذا الواقع وتطوره نحو المستقبل… لذا فإنّ “تقدُّم” ترفض الجمود، الذي هو نقيض الحياة والحركة، ولكنها تتمسك بالأسس والمبادئ والقيّم الإنسانية.

تقدُّم” ليست بوقاً دعائياً للتأجير أو البيع، وإنما هي صوت حرّ… هي باختصار تسعى لأن تجسد شعارها: نحو صحافة نقدية وإعلام حرّ.

Author

اقرأ المزيد من المقالات ذات الصلة

سنة على طوفان الأقصى: وحدة المصير… مقاومة على درب التحرير

طوفان الأقصى أعاد الاعتبار إلى المقاومة بوصفها الخيار الأساسي الأول أمام شعبنا العربي الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وأبرز مآثر الصمود الشعبي الفلسطيني الأسطوري في وجه آلة القتل والدمار الوحشية الصهيونية، وقطع الطريق على محاولات التآمر الصهيوني- الإمبريالي المحمومة لتصفية القضية الفلسطينية، وطوى صفحة العار المتمثلة في اتفاقات أوسلو الخيانية.

ليست مجرد مهزلة رياضية!

لابد من محاسبة المسؤولين عن هذه المهزلة ووضع حد لها، وبالتأكيد فإن الحلول الإدارية متوفرة وهناك طاقات بشرية متخصصة مهم الاستعانة بها والاستفادة منها لخدمة البلد.

نهج حكومي غير مقبول

مضت ثلاثة أشهر ونصف الشهر على تشكيل الحكومة الحالية بعد تعطيل الحياة النيابية وتعليق عدد من مواد الدستور، وخلال هذه المدة وعلى الرغم من الوعود المتكررة لم تعلن هذه الحكومة برنامج عملها، فيما تجاهلت تماماً إصدار قرارات مستحقة بشأن تحسين مستوى المعيشة بما يخفف من وطأة التضخم والغلاء.