العدوان الصهيوني على لبنان: الأهداف والمواجهة
في هذه المعركة المفتوحة، والطويلة، وبغض النظر عن مساراتها، ومراحلها، تترابط مسائل التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي ومواجهة السيطرة الإمبريالية وربيبتها الصهيونية، فلنكن على مستوى التحدّي.
بيروت – «تقدُّم»:
العدوان الصهيوني على لبنان دخل أسبوعه الرابع… طائرات العدو المحملة بأحدث أسلحة القتل الهمجي تُغير على مناطق وأحياء سكنية في المحافظات اللبنانية موقعة شهداء وجرحى أبرياء وتدمر المباني، ولليوم الرابع عشر تحاول قوات نخبته، تحت غطاء قصف جوي ومدفعي كثيف، التسلل إلى قرى جنوبية والتقدّم نحوها من دون أي خرق يذكر، محاولات يائسة تفشلها المقاومة اللبنانية وتوقع في صفوف قوات العدو قتلى وجرحى، وتواصل دك عمق الكيان الصهيوني بالصواريخ والمسيرات، تفشل قببه الحديدية ومقالعه الصاروخية في التصدي لها.
هجوم بالمسيرات على معسكر تدريب في بنيامينا جنوبي حيفا المحتلة وقوات النخبة الصهيونية في مرمى المقاومة
شهد مساء أمس الأحد عملية نوعية للمقاومة اللبنانية بإطلاق مسيرات على معسكر تدريب للواء غولاني في “بنيامينا” جنوبي حيفا المحتلة رداً على المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني، بخاصة مجزرته التي ارتكبها في النويري والبسطة في العاصمة بيروت وسائر المناطق.
وقد أفادت وسائل إعلام صهيونية عن مقتل 3 وإصابة 67 صهيونياً جراء انفجار المسيرة في “بنيامينيا” جنوبي حيفا المحتلة، بينهم عدة إصابات خطرة. وبحسب وسائل إعلام صهيونية أن المسيّرات أطلقت نحو حيفا تحت غطاء وابل من الصواريخ باتجاه الجليل. إذاعة جيش العدو الصهيوني أعترفت بمقتل ثلاثة على الأقل. وتحدث إعلام العدو ان “غرف طعام جنود الجيش ”الإسرائيلي“ تشكّل فخاخ الموت”. وذكرت مواقع إعلام صهيونية أن المسيّرة أصابت قاعة طعام كان يتواجد فيها الجنود. وهرعت حوالي 50 سيارة إسعاف إلى مكان العملية لإجلاء القتلى والجرحى الصهاينة. كما نقلت المروحيات العديد من الإصابات من مكان العملية .
وقالت وسائل إعلام صهيونية إن المسيّرة أطلقت صاروخاً، وانقضّت بعد ذلك على هدفها وانفجرت، وفشلت الدفاعات الجوية للعدو في اكتشاف الطائرة، التي انفجرت من دون أن تدوي صفارات الإنذار في المنطقة.
في أرض الميدان – الجنوب تخوض المقاومة اللبنانية عمليات اشتباك وتصدٍ لقوات النخبة الصهيونية التي تحاول التقدّم إلى قرى جنوبية حدودية، وتواصل قصف تجمعاته العسكرية:
تواصل المقاومة قصف عمق الكيان الصهيوني بالصواريخ: استهداف القاعدة العسكرية في حيفا لتصنيع المواد المتفجرة، وقاعدة “زوفلون” شمال حيفا وقاعدة الكرمل في جنوبها، وشمال “تل أبيب”، وعكا وصفد وطبريا و”كريات شمونة” و”ومرغليوت” “ومسغاف عام” ومنطقة المنارة. وليل الأحد استهدفت المقاومة، بالصواريخ مركز التأهيل والصيانة (7200) في جنوب حيفا المحتلة.
في المقابل يواصل العدو الصهيوني التغطية على فشله في التقدم إلى أي متر في الجنوب، بشن غارات الإجرام والهمجية على المحافظات اللبنانية، بخاصة في البقاع والجنوب، مستهدفاً المدنيين والمباني السكنية، فصباح الأحد قصف العدو الصهيوني المنطقة الواقعة بين بلدتي حانين والطيري – الجنوب بصواريخ محشوة بالقنابل العنقودية المجرمة دولياً.
ويمعن العدو في استهداف المسعفين ومنعهم من القيام بواجبهم الإنساني، فقد أصدر الصليب الأحمر اللبناني بياناً جاء فيه: “إثر الغارة التي استهدفت أحد المنازل في بلدة صربين في جنوب لبنان صباح الأحد 13 تشرين [أكتوبر] عند حوالي الساعة 8.00، وبعد إجراء الاتصالات اللازمة مع اليونيفيل لتحرك طواقم الصليب الأحمر اللبناني الى المكان للبحث عن مصابين لنقلهم، وصلت سياراتا اسعاف مع الفرق الى المكان فتم استهداف المنزل للمرة الثانية فأصيب 4 مسعفين برضوض واحدهم إصابته طفيفة ولحقت اضرار بالسيارتين. وتم نقل المسعفين الى مستشفى تبنين”. وفجر الأحد استهدفت غارة معادية منطقة الشرحبيل شمال شرق صيدا – الجنوب.
وأول أمس السبت ارتكب العدو ثلاث مجازر، بشن طائرات القتل الصهيوني غارات استهدفت مبان سكنية، غارة على شقة سكنية في برجا – إقليم الخروب أسفرت عن سقوط (4) شهداء و (14) جريحاً، غارة على بلدة المعيصرة – فتوح كسروان وسقوط (5) شهداء وأكثر من (15) جريحاً، غارة على بلدة دير بيللا – التي تقع بين قضاءي البترون والكورة- الشمال سقوط (3) شهداء و (4) جرحى.
حدث صعب في الشمال
وصفت وسائل إعلام العدو الخسائر التي تتكبدها قوات العدو في الاشتباكات بالجنوب بـأنه “حدث صعب في الشمال عند الحدود مع لبنان”. وذكرت وسائل إعلامه أنه تم يوم أمس الأحد “نقل 7 جنود “إسرائيليين” على الأقل إلى المستشفيات جراء حدث أمني صعب عند الحدود الشمالية مع لبنان”، ومن ثم ذكرت أنه “نقل 11 جندياً ”إسرائيلياً“ من المنطقة الحدودية مع لبنان حتى الآن إلى المستشفيات حيث وصفت جراح 4 منهم بالحرجة”، وأشارت إلى “هبوط مروحيتين عسكريتين في مستشفى “رمبام” في حيفا”. وبعد ذلك ذكرت وسائل إعلام العدو أن “22 جندياً أصيبوا هذه الليلة [ ليلة السبت – الأحد] خلال الاشتباكات عند الحدود مع لبنان”. كما نقلت عن “مركز الجليل الطبي في نهاريا”: انه استقبل “منذ صباح الاحد 17 جندياً ”إسرائيلياً“ جراء المعارك عند الحدود الشمالية مع لبنان”. وذكرت وسائل إعلام صهيونية أنه منذ الساعات الأولى من يوم أمس الأحد سقط أكثر من 110 جرحى بصفوف الجيش في القطاع الشمالي.
حجم الخسائر في صفوف قوات العدو الصهيوني التي تحاول التقدم إلى قرى حدودية في جنوب من دون جدوى، بفعل تصدي المقاومة لها، هي أكثر بكثير ممّا تذكره وسائل إعلام العدو وما يعترف به جيشه، فحركة المروحيات المعادية التي تهبط لنقل القتلى والجرحى الصهاينة ومحاولات فرق النجدة سحب قتلى وجرحى العدو تدل على مدى حجم خسائر العدو في العديد والعتاد.
غزة المقاومة مستمرة في مواجهة العدوان الصهيوني
لليوم الـ 374 يواصل العدو الصهيوني، بدعم أميركي كامل، حربه العدوانية على قطاع غزة الصامد بشعبه ومقاومته الباسلة ضد جيش العدو الذي يغطي فشله وعجزه عن تحقيق أهدافه المجرمة بارتكاب المجازر ضد المدنيين. ولليوم العاشر على التوالي يحاول جيش العدو، بآلياته وغطاء طائراته المسيرة، فصل شمال قطاع غزة عن مدينة غزة.
صباح الأحد 13 أكتوبر 2024 قام جيش العدو الصهيوني بتنفيذ أكبر عملية نسف نازية لأبنية سكنية في شمالي قطاع غزه ووسطه، وما يزال جيش العدو يحاصر، لليوم العاشر على التوالي، مخيم جباليا، وتتراكم جثث ضحايا القتل الصهيوني النازي في الشوارع، وينسف البيوت فيه باستخدام الروبوتات المتفجرة ويقصف بشكل متكرر دموي مناطق عديدة في المخيم أدت إلى اشتعال النيران فيها. ويرتكب المجازر بحق 100 ألف مدني تقريباً رفضوا أوامر الإخلاء التي أصدرها المحتل الصهيوني وقرروا الصمود بأرضهم وبيوتهم ومقاومة العدو الصهيوني ومواجهة مخطط التهجير الذي أعلنه الكيان الصهيوني منذ بداية عدوانه المجرم على القطاع، وهو تحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة.
المجازر الصهيونية تواجهها المقاومة الفلسطينية بمواصلة عملياتها البطولية ضد جيش العدو الصهيوني موقعة قتلى وجرحى في صفوفه وتدمير العديد من دباباته وآلياته:
الأرض لنا…. والمقاومة درب تحريرها من العدو الصهيوني.
في هذه المعركة المفتوحة، والطويلة، وبغض النظر عن مساراتها، ومراحلها، تترابط مسائل التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي ومواجهة السيطرة الإمبريالية وربيبتها الصهيونية، فلنكن على مستوى التحدّي.
دفاعاً عن حرية الصحافة وما تعرضت له الزميلة الصحافية هبة أبو طه في الأردن، من تضييق وتعسف، أصدرت ٢٤ منصة إعلامية حول العالم بياناً تضامنياً
منذ عام ونيف والعدو الصهيوني يشن حربه العدوانية، بدعم أميركي، على قطاع غزة ويمعن بالاستهداف المباشر للصحافيين وتعمد قتلهم أثناء قيامهم بواجبهم، ويستهدف، بشكل مباشر، مقرات المؤسسات الإعلامية، بهدف ترهيب الكلمة التي تكشف الإجرام الصهيوني
يستمر العدو الصهيوني في تعمده استهداف الصحافيين ومكاتب الإعلام وذلك لإرهاب الكلمة التي تنقل حقيقة مجازره وإجرامه ضد المدنيين في قطاع غزة المقاوم وفي لبنان.