مع د. هشام غصيب
لا يُنبئك مثل خبير … هذه السلسلة التي نفتتحها في الفعالية (21) من فعاليات منتدى الأطروحة الـ 11 على منصة “كلوب هاوس” هي بعنوان “الماركسية والعلم”، وهي مخصصة لتناول العلم تتناول فيها فلسفة العلم والتطور التاريخي للعلم في الحضارات المختلفة وعلاقة هذا التطور بالرأسمالية، كما تتناول فيها بُنية الثورات العلمية، والعلم في نظرية ماركس في التاريخ، وحديث عن الجدل أو الديالكتيك في العلم وفي الطبيعة. ليس هنالك ثمة رحلة معرفية أفضل من هذه السلسلة التي يقدمها عالم فيزيائي كبير ومفكر ماركسي عتيد، إذ لا يمكن أن يتصدى لمثل موضوعاتها إلّا مفكر بقيمة وقامة الدكتور هشام غصيب الذي يمثل في المجال العام، الأردني والعربي، مشروعاً فكرياً نهضوياً قائماً بذاته يعمل عليه منذ أربعين عاماً. وباختصار شديد نقول في التعريف بالدكتور هشام إنه مفكر ماركسي كبير أستاذ الفيزياء بجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا في الأردن، وهي الجامعة التي كان هو أوّل رئيس لها، وهو كمفكر عربي يملك تكويناً فلسفياً متقدماً وإنتاجه الفكري غزير سواء على شكل مؤلفات أو في المنابر العامة ومواقع التواصل الاجتماعية، ومن بعض مؤلفاته: مدخل مبسط إلى منطق النظرية النسبية الخاصة (1983) – مقومات التصور الثوري للديمقراطية (1983) – أصول الميكانيكا الموجية (1984) – جولات في الفكر العلمي (1985) — المغزى الحضاري التاريخي للعلم (1986) – الطريق إلى النسبية (1988) – دراسات في تاريخية العلم (1992) – جدل الوعي العلمي (1992) – فلسفة التحرر القومي (1992) – هل هناك عقل عربي (1993) – تجديد العقل النهضوي (2003) – نقد العقل الجدلي (2003) – فلسفة كارل ماركس (2007) – العقل أولاً … العقل لا نهائياً (2016) – العقل والمنهج في الثورة العلمية الكبرى (2018)، وقد صدرت في العام 2007 مجموعة لأعماله الفكرية الكاملة في عدة مجلدات عن دار ورد الأردنية للنشر.
د. هشام غصيب: تحية لكم على هذا المشروع التقدمي. سأتحدث في هذه الحلقة عن نقد فلسفة العلم. لقد أخذت فلسفة العلم، وخصوصاً في الوسط العربي، نوعاً من الهالة كأنها لا تُمَس إذ تبدو وكأنها ليست فلسفة فقط، وإنما هي أكثر من ذلك، كأنها مقدسة. مثلاً، عندما يُذكر اسم مثل (كارل بوبر أو توماس كون) نجد بأن الناس تنبهر ظناً منهم بأن هذا هو القول الفصل، وهو المرجع، وأننا نستطيع أن نحكم على كل المنظومات الفكرية الأخرى من خلال منظورهما، إذ يُنظَر أحياناً إليهما وكأنهما مرجعيتان دينيتان لا يُمَسَّان. لذلك أردت أن أبدأ بنقد فلسفة العلم، لكي أزيل هذه الهالة الخاصة التي تحيط بها.
جذور فلسفة العلم: فلسفة العلم حديثة حيث ظهرت في القرن العشرين، أو بمعنى أدق فإن الزخم الحقيقي لها ظهر في القرن العشرين. لكننا إذا نظرنا إلى صور الفلسفة، نجد أن الفلسفة لها فروع قديمة منذ أفلاطون وأرسطو، خاصة أرسطو إذ أنه هو، في الواقع، الذي أرسى خارطة الفلسفة في القرن الرابع قبل الميلاد. تجد لديه نظرية الوجود (ontology) أو (metaphysics) كما أسماها؛ نظرية المعرفة (Epistemology) الابستمولوجيا؛ نظرية المنطق، وهي أساسية عند أرسطو؛ نظرية الجمال (أو فلسفة الجمال) Aesthetics ؛ فلسفة الأخلاق (Ethics)؛ فلسفة السياسة Politics. بشكل أساسي هذه هي الفروع الرئيسية للفلسفة، منذ عصر أرسطو حتى اليوم، إذ نجد بأن لديه العديد من الكتب في كل هذه المجالات، مثلاً كتاب الميتافيزيقا metaphysics وهو في الواقع حول الأنطولوجيا أو نظرية الوجود، وبنية الوجود الأساسية؛ لديه مثلاً أكثر من كتاب في المنطق، أكثر من كتاب في فلسفة الأخلاق؛ أيضاً لديه كتاب في فلسفة الجمال؛ كما له كتاب هام في السياسة. إذن هذه هي الفروع الرئيسية في الفلسفة، تقليدياً. لاحظوا أن فلسفة العلم لم تكن جزءاً منها، وإنما كان لدينا نظرية المعرفة Epistemology، وهي أوسع من فلسفة العلم، ولا زالت إلى حد ما موجودة.
هذه الفروع للفلسفة استمرت، ولكن في القرن العشرين،برزت فلسفة العلم بديلاً لنظرية المعرفة (Epistemology)، حيث اختزلت المعرفة إلى العلم، وأخذ الناس في الواقع يمارسون فلسفة العلم بحيث يمكن أن نقول إن فلسفة العلم حلت مكان الابستمولوجيا، أي حلت مكان نظرية المعرفة أو فلسفة المعرفة. ومن هنا تراجعت نظرية المعرفة بالنسبة إلى فلسفة العلم في القرن العشرين، بينما فيما قبل ذلك كان مثلاً كانط أو هيوم أو ديكارت، وغيرهم من الفلاسفة يشتغلون بنظرية المعرفة أو الابستمولوجيا. كذلك الأمر مع هيجل، إذ أنه حتى نهاية القرن التاسع عشر كنا نجد أن الابستمولوجيا كانت تحتل ركناً أساسياً أو فرعاً أساسياً في الفلسفة، فإذا بها في القرن العشرين تحل محلها فلسفة العلم: فلسفة العلم إذن أزاحت الابستمولوجيا. ويبقى السؤال عمَّا إذا كان هذا في صالح الفلسفة أم لا، هو مسألة أخرى خارج نقاشنا الآن.
أين تكمن المشكلة إذن؟! فلسفة العلم ظهرت وازدهرت بشكل كبير، وربما هذا الازدهار جاء نتيجة الثورات في الفيزياء: أي ثورة النسبية الخاصة عام 1905، وثورة النسبية العامة عام 1915، ثم ثورة الكوانتم في عشرينيات القرن العشرين، بحيث كان لهذه الثورات الرئيسية الدور الأساسي في ازدهار فلسفة العلم بهذه الصورة الكبيرة. المشكلة تكمن في أن هناك ميلاً إلى التماهي ما بين فلسفة العلم والعلم، بحيث يميل البعض إلى أن يماهي بين فلسفة العلم والعلم، وهذه ظاهرة خطيرة لأن التفرقة بينهما ضرورية. أولاً فلسفة العلم ليست موضوعاً متماسكاً كالفيزياء مثلاً، فنحن نستطيع أن نقول إن الفيزياء تقرر كذا أو كذا بحيث يوجد اتفاق عام على تلك المسائل. ولكن فلسفة العلم هي متعددة بطبعها، إذ أنها قراءات فلسفية متنوعة للعلم، لهذه الظاهرة الاجتماعية التاريخية المهمة التي نسميها العلم. إذن، فإن فلسفة العلم هي قراءات فلسفية، بحيث لا نستطيع أن نتحدث عن فلسفة العلم بوصفها موضوعاً متماسكاً، بنية موحدة متماسكة كالفيزياء مثلاً أو الكيمياء أو الجيولوجيا. هذه فلسفة، ولذلك فهي تقبل التعدد، علينا أن ندرك ذلك، وعلينا أن نتفادى أن نماهي بين فلسفة العلم والعلم. طبعاً من يحاول أن يفعل ذلك، أي أن يماهي بينهما، يحاول أن يضفي هيبة العلم على فلسفة العلم، ونحن يجب أن نقاوم ذلك، فهذا الشيء مرفوض، يجب أن نفصل بينهما تماماً. فالعلم له هيبة كبيرة حتى عند أولئك الذين يرتعبون منه، فهم يحاولون أن يضفوا هذه الهيبة للعلم على فلسفة العلم، لكن هذه الأخيرة مجرد قراءات فلسفية للعلم، وهذه القراءات الفلسفية للعلم يجب أن تُناقَش وتُعالَج فلسفياً. يجب ألا نظن بأن فلسفة العلم هي امتداد للعلم وإنها نوع من العلم. لا، هي ليست ضرباً من العلم وإنما ضرب من الفلسفة، كما أنها ليست امتداداً للعلم. بصورة خاصة، ألاحظُ أن محاولة التماهي بين العلم وبين فلسفة العلم تحدث في فلسفة العلم الأنجلو سكسونية. في الواقع فإن فلسفة العلم الأنجلو سكسونية هي الفلسفة التي راجت وما زالت رائجة في العالم الأنجلو سكسوني، لاسيما في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، وهي تحاول أولاً أن تعطي انطباعاً بأن قراءتها هي القراءة المشروعة الوحيدة للعلم، وثانياً أن تبيّن بأنها علمية، وأن أدواتها وأساليبها هي أدوات وأساليب العلم نفسه، وأنها امتداد للعلم في الواقع، وهذا ليس صحيحاً.
لذا، فإن فلسفة العلم الانجلو سكسونية هي التي وضعتنا أمام هذا الإشكال، إشكال التماهي ما بين العلم وفلسفة العلم، مع أن فلسفة العلم ليست هي العلم. من المهم ملاحظة أنه، عند حديثي عن فلسفة العلم الأنجلو سكسونية، لا أعني بذلك بأن كل من ساهموا في بنائها هم من الانجليز والأميركيين. على العكس من ذلك، فأغلبهم من النمسا، نجد مثلاً: (1) لودفيغ فتغنشتاين Ludwig Wittgenstein، نجد بأنه أسس لفلسفة العلم الحديثة، وأسس أيضاً لفلسفة اللغة.. إلخ. فتغنشتاين نمساوي، وكان مُشَرَّباً بالإرث النمساوي والألماني، ومع ذلك أصبح رمزاً للفلسفة الأنجلو سكسونية. (2) كارل ﭙوﭙر Karl Popper وهو نمساوي، ثم هاجر إلى بريطانيا واستقر وتوفي هناك حيث كان قد أُضفي عليه لقب “Sir”، رغم أنه نمساوي لكنه ساهم مساهمة كبيرة في بناء فلسفة العلم الأنجلو سكسونية. (3) پول فيرآبند Paul Feyerabend، وهو غير معروف لكثيرين لكنه مهم جداً، وهو أيضاً نمساوي. (5) وبالإضافة إلى ذلك، نجد Vienna Circle ، دائرة – حلقة ڤيينا، وهي نمساوية، طبعاً نشأت بتأثير فتغنشتاين وقام بتأسيسها موريتز شليك MoritzSchlick، رودولف كارناب Rudolf Carnap الألماني؛ وأيضاً إيه جي آير A. J. Ayer النمساوي الذي استقر في بريطانيا؛ كارل همبل Carl Gustav Hempel الذي استقر في أميركا. نجد أن هذه المدرسة المهمة (الوضعية المنطقية) المهتمة بالعلم بشكل شديد ازدهرت في الواقع في العلم الأنجلو سكسوني. فأولئك الفلاسفة بنوا فلسفة العلم. بالطبع كان يوجد أنجلو سكسون أيضاً، على سبيل المثال بريدجمان صاحب المدرسة الأداتية أو النظرة الأداتية للعلم، وأيضاً توماس كون Thomas Kuhn وهو كان أميركياً بمعنى الكلمة أي إنه لم يكن ينتمي إلى التراث الألماني أو النمساوي، توماس كون طبعاً أثره ما زال كبيراً جداً.
جميع هؤلاء هم مفكرون كبار، لكن تكمن المشكلة في جعلهم أصناماً وتوجد محاولة لجعلهم كذلك، خصوصاً كارل ﭙوﭙر وتوماس كون. الكل يردد مقولاتهم، ليس فقط في الوسط الفلسفي، لا بل أستطيع أن أقول بأن الوسط الفلسفي استطاع أن يتخطى هذه الصنمية. مثلاً كارل ﭙوﭙر، فإن الفلاسفة لا يأخذونه على محمل الجد. من المهم أن يعرف المهتمون العرب بأن توماس كون في الغرب لم يعد صنماً إذ انحسر تأثيره بفلسفة العلم إلى حد كبير. حتى في الوسط الفيزيائي يوجد عدد من الفيزيائيين الأميركيين ينتقدون نظرية كارل ﭙوﭙر في الفيزياء وفي العلم. هناك نوع من التمرد، حتى في الوسط الفيزيائي، أما في الوسط الفلسفي في الغرب فقد تركوه منذ زمن، حتى في العالم الأنجلو سكسوني تركوه.
— في العالم العربي، تجدنا نسمع يومياً عن فلسفة العلم لكارل بوبر، أو عن العلم كما يقول كارل بوبر، يبدو أننا متأخرون جداً في هذا الجانب؟.
د. هشام: طبعاً لأنه في الغرب وحتى الفيزيائيين الكبار، أدركوا بأن العلم الذي يمارسونه أو ممارستهم للعلم تختلف عن الذي يتحدث عنه هؤلاء الفلاسفة. في الواقع، كل من مارس العلم، كل من مر بهذه التجربة، إذا كان صادقاً مع نفسه وصادقاً مع تجربته، يدرك أن ما يقوله أغلب فلاسفة العلم لا ينسجم مع هذه الممارسة. الممارسة أعقد بكثير مما يقوله الفلاسفة، فالعلم بنية معقدة جداً في الواقع، وفقط عندما يمارسها المرء في أكثر من اتجاه يدرك إلى أي مدى لا تنسجم مع فلسفة العلم. لذا، فالممارسة العلمية ممارسة معقدة جداً، وعندما يفكر المرء في ممارستها، يجب أن يمارس العلم، وعندما يمارس العلم يجد بأنه في إزاء ظاهرة معقدة ربما تحتاج إلى جهود كبيرة فلسفية وغير فلسفية لاستيعاب هذه الظاهرة.
المهم الآن في ظاهرة تصنيم كارل ﭙوﭙر وتوماس كون، خصوصاً فيما يخص مفهوم البارديغم أو الباردايم (Paradigm) لدى الأخير، فهل يجري التفكير في هذه المفاهيم؟ لدي اعتراض كبير على مفهوم الـ Paradigm عند توماس كون، ولكن في الواقع علينا أن نحذر من تصنيم أولئك الفلاسفة.
خذ مثلاً فكرة فيرآبند Feyerabend التي طرحها بشأن ديمقراطية المنظومات الفكرية، ديمقراطية الأفكار، ماذا يعني ذلك؟ يعني أن العلم لا يتميز بشيء عن السحر، أي بأنه يملك القيمة المعرفية نفسها (العلم والسحر واللاهوت والتصوف). بالنسبة لـ پول فيرآبند يجب ألا يكون للعلم طغيانٌ على المنظومات الفكرية الأخرى بحيث يجب ألا ننظر إليه على أنه أرقى معرفياً من السحر واللاهوت أو علم الكلام، التصوف والميتافيزيقيا وما شابه ذلك، حيث قال إن كل هذه المنظومات لها المشروعية المعرفية ذاتها، تصوروا هذه الفكرة! بالطبع هو فيلسوف متمكن وناقش أن كل منظومة متناسبة مع نفسها وعلينا أن نشعر بتماسكها المعرفي، ولذلك علينا ألا نميز بين هذه المنظومات. وهذه فكرة خطيرة جداً، لأنه نحن ليس لدينا علم في الوطن العربي، فواقع العلم لدينا ضعيف جداً. تصوروا ماذا كان سيصيبنا لو أنه تبنى العلماء والناس لدينا فكرة فيرآبند؟ السحر مثل العلم! فلتمارسوا السحر إذن، مالكم بالعلم؟! نحن اكتوينا بالمنظومات الفكرية ما قبل العلمية، فهل نأتي الآن ونأخذ فكرة فيرآبند لنصبح عرضة للتخلف الدائم؟.
—لذلك ربما بول فيرآبند ليس بنفس الشهرة التي يحوز عليها كارل بوبر في العالم العربي؟.
د. هشام: لحسن الحظ، لكن بول فيرآبند جرى الاهتمام به في الغرب ولا زالوا، لكنني، وبوصفي عربي أيضاً، عندي اعتراض مبدئي على أفكاره، إلاّ أنه حدث اهتمام كبير في أفكاره. أما فيما يخص الوضعيين المناطقة فإنه طبعاً قد انحسر تأثيرهم كثيراً، لكن كان لهم أثرهم الكبير في النصف الأول من القرن العشرين، وأيضاً توجد مثالب كبيرة في فكرهم. بالطبع جرى نقدهم، ويمكن القول إن كارل بوبر وتوماس كون، بمعنى من المعاني، كانا رد فعل على الوضعية المنطقية.
لكنني أريد أن أتحدث الآن عن المنظومة التي نسميها (فلسفة العلم). نحن يجب أن نعلم، كما قدمنا، بأن فلسفة العلم هي عبارة عن فلسفات، وليست فلسفة علم. يوجد هناك فيزياء وكيمياء، لكن ليس لدينا فلسفة علم واحدة، نحن لدينا فلسفات علمية، وهي قراءات متنوعة لظاهرة العلم، بل هي متنوعة جداً هذه القراءات. لكن ما أساس هذا التنوع؟ أرى أن فلسفات العلم، هي في الواقع، قراءات أيديولوجية متنوعة لهذه الظاهرة المهمة: ظاهرة العلم.
الآن، هل نحتاج إلى هذه القراءات الأيديولوجية؟ أقول نعم، نحن بحاجة لهذه القراءات لأننا بحاجة لأن نفهم ظاهرة العلم بوصفها قوة اجتماعية تاريخية. العلم في النهاية تصنعه المجتمعات لغايات معينة، وعلينا أن نفهم هذه الظاهرة ، لكي نفهم العصر ولكي نفهم المستقبل أيضاً، علينا أن نفهمها. وربما تساعدنا فلسفات العلم في فهم هذه الظاهرة المعقدة، أي العلم. لكن يجب أن نكون حذرين بأن ندرك بأننا بإزاء قراءة أيديولوجية، ولسنا بإزاء قراءة علمية للعلم وانما بإزاء قراءات ايديولوجية للعلم، تظهر بعض جوانب العلم وتطمس جوانب أخرى، لغايات اجتماعية، لغايات طبقية، أي لغايات اجتماعية متنوعة. لاحظوا مثلاً أن توماس كون كان مدعوماً من الطبقة الحاكمة الأميركية لأن فلسفته تخدم أيديولوجية الطبقة الحاكمة الأميركية. لماذا يأخذ كارل بوبر، وهو نمساوي، لقب Sir في بريطانيا؟
هذا تفريغ مكتوب لنص المداخلة بتصرف محدود لضرورات تنسيبها لنص مكتوب.
-
الأطروحة (11) هي منصة فكرية تبادر بالاسهام في الجهود الرامية إلى نشر الوعي بالفكر النقدي على قاعدة من أطروحات كارل ماركس بأبعادها الفلسفية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
View all posts