اشتعلت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، واشتعلت قلوب العرب معها، فيديوهات تنكيل جيش الاحتلال بالشعب الأعزل الذي استخدم الحجارة كأداة للدفاع عن الكرامة والمقدسات والأرواح، كانت تُعرض على الدوام على نشرات الأخبار المحلية والعربية والعالمية.
بالطبع كان فوزي المجادي أحد أوائل الذين تسابقوا للدفاع عن فلسطين، استطاع السفر، مرة أخرى، إلى جنوب لبنان، والانضمام إلى مقاتلي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين كمقاتل عادي، أتم دورته التدريبية لمدة 3 أشهر، ثم حصل على اسمه الحركي “فيليب”. حينها تقدم الشهيد بطلب خاص للقيام بمهمات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتمت الموافقة على طلبه من قبل لجنة خاصة، بعد أن تم التثبت من جاهزيته القتالية والنفسية والانضباطية، ومن النتائج العالية لدورته التدريبية.
تم اختياره ضمن مجموعة تضم، أيضاً، الرفاق الشهداء: الملازم حسين أحمد حسين “قائد المجموعة”، المساعد رياض عبد العزيز السروجي، ليتم تحديد موعد انطلاق العملية العسكرية في 4 يونيو/ حزيران 1989 في مستعمرة “مسكاف عام”، وهي التي أطلق عليها “عملية شهداء نابلس”.
هناك، اشتبك الأبطال الثلاثة مع حامية المستوطنة من الجنود الصهاينة، لمدة ساعة ونصف الساعة قبل استشهادهم جميعاً، موقعين حوالي 12 إصابة بين قتيل وجريح، وفق رواية العدو.
في الذكرى الـ 35 لاستشهاد المقاوم البطل الكويتي فوزي عبدالرسول المجادي الذي ارتقى شهيداً، مع رفاقه، على طريق تحرير فلسطين، أردنا أن تكون الذكرى من القلب إلى القلب من خلال شهادة ومقابلات مع رفاق وأصدقاء للشهيد فوزي المجادي تضيء على جوانب من حياته الشخصية والنضالية وانتمائه بالموقف والممارسة إلى فلسطين التي ارتقى شهيداً على درب تحريرها.
وتأتي الذكرى الـ 35 لاستشهاد فوزي المجادي، على وقع عملية طوفان الأقصى التي تسطر منذ السابع من أكتوبر العام الماضي إلى يومنا هذا، ملاحم بطولية في مقاومة العدوان الصهيوني على غزة العزة والكرامة، ملحقة في جيشه الخسائر الفادحة، مؤكدة أنها استمرار للسير في التاريخ النضالي المقاوم للشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني، حتى تحرير كامل فلسطين من رجس الاحتلال.
إعداد وحوار: هلا عبد الله
فوزي المجادي كثير الصمت يلفت الانتباه ما أن يبدأ الكلام
من المعروف عن الشهيد فوزي المجادي أنه كان يقضي جلَّ وقته مع الفلسطينيين، سواءً كانوا رفاقه في التدريب العسكري في منظمة التحرير الفلسطينية، أو مع أصدقائه وزملائه في العمل، لهذا بحثنا عن أحدهم، لأننا أردنا أن نتعرف على جوانب من اهتماماته العامة، تواصلنا مع الأستاذ عبد الله المجادي، من عائلة الشهيد، الذي دلّنا على الأستاذ عبد الفتاح الرنتيسي، الصديق المقرب للشهيد، المقيم حالياً في الأردن.
كانت المشاعر المختلطة للأستاذ عبد الفتاح الرنتيسي جلية، ما بين الحنين لذكرياته مع الشهيد في الكويت التي ولد وقضى فيها أجمل سنوات عمره، والفخر بالصديق الشهيد فوزي الذي بذل الدم في سبيل نصرة فلسطين القضية المركزية، والأسى لاضطراره ترك الكويت بسبب سياسات ترحيل الفلسطينيين بعد التحرير.
سألناه عن كيفية تعرفه على الشهيد:
عبدالفتاح الرنتيسي: كان الشهيد فوزي المجادي عسكرياً في وزارة الداخلية برتبة رقيب، وفي أوائل الثمانينات استطاع الالتحاق في صفوف المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان – من دون علم أهله بالطبع-، قاتل هناك ببسالة لما يقارب الأربعة أشهر، لكنه اضطر للعودة إلى الكويت بعد حصار بيروت في العام 1982، بواسطة السفارة الكويتية.
عاد الشهيد للعمل في وزارة الداخلية ولكن بصفة موظف مدني وليس عسكرياً كما في السابق، وكنت موظفاً في وزارة الداخلية، المسؤول عن ملفات العسكريين “اللي عليهم إشكاليات”. هنا تعرفت على الشهيد لأول مرة، ما شدني إليه إنه كويتي قاتل من أجل فلسطين، وأنا فلسطيني أعيش في الكويت التي اعتبرها بلدي الثاني، قررنا أن نلتقي في “كوفي شوب” في منطقة السالمية، وتوطدت العلاقة بيننا وأصبحنا مقربين جداً.
شخصية الشهيد فوزي المجادي لطيفة جداً، هادئةً جداً وخجولةً جداً، كثير الصمت لكنه يستطيع أن يلفت انتباه الجميع بمجرد أن يبدأ في الكلام، فهو شخص ذو منطق وثقافة عالية، ملم بأبعاد القضية الفلسطينية وارتباطها التاريخي بالكويت، فالجميع يعلم بأن منظمة التحرير الفلسطينية تأسست في الكويت وكان مقرها الرئيسي فيها، وبأن أغلب قياديي المنظمة كانوا يعيشون فيها أيضاً آنذاك، كما أن الكويت كانت تحتضن أكبر جالية فلسطينية في المهجر.
“قدساوي”… يحب الإيقاع العدني “العدنيات”
عبدالفتاح الرنتيسي: كنا من عشاق المسرح حيث شاهدنا أغلب المسرحيات آنذاك، مسرحيات عبد الحسين عبد الرضا على سبيل المثال، وأذكر أيضاً إنه كان يحب مسرحية (لولاكي)، بطولة انتصار الشراح، وولد الديرة.
يحب كرة القدم، وبالمناسبة هو يشجع نادي القادسية “قدساوي”، بينما أنا أشجع نادي العربي، يعشق الأغاني ذات الإيقاع العدني “العدنيات”، ويحب أغاني الفنان محمد البناي، وأشعار محمود درويش وسميح القاسم.
كان الشهيد مؤمناً بأفكار التحرر الوطني والتقدم والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، معجباً بالشخصيات الوطنية أمثال أحمد الخطيب وعبد الله النيباري وأحمد الربعي.
وعن الجانب الإنساني من شخصيته، وحياته اليومية يخبرنا الأستاذ عبد الفتاح الرنتيسي:
الشهيد فوزي كان شديد التعلق بوالدته ويحرص أن يشتري لها هدية مع كل راتب شهري يحصل عليه، بالمناسبة هو يعشق قصيدة (أحنُّ إلى خبز أمي وقهوة أُمي – للشاعر محمود درويش)، كان دائم العطف على العمال حيث أنه يقدم لهم الهدايا، وأذكر بأنه عندما نذهب إلى “مطعم السلام” في منطقة السالمية، الذي كان يقدم “برياني اللحم” الأكلة التي يفضلها الشهيد فوزي، كان غالباً ما يدخل إلى المطبخ الداخلي للمطعم ليمازح الطباخين الآسيويين ويتحدث معهم أثناء إعدادهم للطعام.
سألناه عن مدى تأثر الشهيد فوزي المجادي بالقضية الفلسطينية:
عبدالفتاح الرنتيسي: لم تغب القضية الفلسطينية عن وجدانه وفكره، كان أغلب أصدقائه من الفلسطينيين، يتعمد التحدث باللهجة الفلسطينية على الرغم من أنني أتحدث معه باللهجة الكويتية التي أتقنها، دائماً ما يرتدي البنطلون والقميص عوضاً عن الزي الكويتي (الدشداشة والغترة والعقال)، حتى عندما يتعرف على أصدقاء فلسطينيين جدد، كانوا يسألونه “من أي بلدة في فلسطين؟” وذلك لاعتقادهم بأنه فلسطيني.
اعتنق خيار المقاومة وتأثر بقياديي منظمة التحرير الفلسطينية، خصوصاً القيادي صلاح خلف (أبو إياد). لقد عاش القضية الفلسطينية شكلاً ومضموناً، كان مؤمناً بعمق وتجذر ترابط الشعبين الكويتي والفلسطيني، ووحدة الهدف والمصير، وكان يستشعر المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، رافضاً كل أشكال الانهزام والذل والخذلان.
الرفيق “فيليب”
لم يكن الشهيد فوزي عبد الرسول المجادي الكويتي الوحيد الملتحق بصفوف المقاومة الفلسطينية، بل سبقه العديد من الشباب والشابات الذين ترجموا تضامنهم مع فلسطين إلى أفعال وطنية ثورية، بيد أن ما يميز الشهيد فوزي هو إصراره على القيام بعملية فدائية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفقاً لشهادات بعض قياديي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، استطاع الشهيد فوزي إتمام الدورة التدريبية المكثفة على الرغم من معاناته من مشكلة صحية في قدمه، وأيضاً عندما عرف أن من شروط الالتحاق بالعمليات الفدائية هي سلامة النظر-وحيث إنه يلبس النظارات الطبية- رجع إلى الكويت واستبدل النظارات بالعدسات الطبية، أي أنه “تحايل” لكي يلتحق في عملية ” شهداء نابلس”.
في ذكراه الطيبة: فوزي المجادي نسر الكويت وفلسطين
وهنا، قدَّم الأستاذ فتحي كليب، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤول العلاقات الدولية، شهادة في ذكرى استشهاد “الرفيق فيليب”:
في استذكار الشهادة والشهداء يتجدد الأمل الذي رسمته دماء شهداء آمنوا بقضية وقدموا دماءهم من أجل انتصارها.. وفاؤنا للشهداء في استذكار مآثرهم وعظمة ما قدموا من تضحيات ليس الهدف منه أن نعلي من قدرهم فقط، فليس هناك ما يفيهم وعائلاتهم حقهم، بل لنستلهم منهم ومما صنعوا القدرة على الصمود ومواصلة النضال، وعائلاتهم الذين يعتزون بتلك التضحيات، لهم أن يفخروا أيضاً بأن إرث أبنائهم سيبقى حاضراً معنا ومع كل الأحرار يشكل لنا البوصلة الحقيقية نحو الهدف الذي قدموا أرواحهم فداء له.
إن كان لكل شهيد قصة ورواية، فجميعهم توافقوا على هدف واحد هو هذه الـ “فلسطين” التي ما زالت تشكل بالنسبة لكثيرين عنواناً وقضية تستحق أن تقدم في سبيلها الدماء. وكل رواية رسمت مساراً ما زال مضيئاً متلألئاً أمام الآلاف من الأحرار.. من بين هؤلاء الذين تركوا بصمة وصنعوا مأثرة نسر كويتي أصيل حلَّق عالياً في سماء فلسطين وأبى إلّا أن ينال شرف الشهادة فوق أرض ما زالت قبلة الأحرار، وهو الشهيد فوزي عبد الرسول المجادي الذي حمل فلسطين في دمه وقدم قصة حقيقية لمعنى أن تكون حراً.
ما الذي يدفع بشاب في مقتبل عمره، يقطع مسافات طويلة ويأتي مناضلاً متطوعاً في صفوف الثورة الفلسطينية؟ يترك متعة الشباب ليعيش حياة الثورة والنضال في القواعد العسكرية، وليبدأ حياته شهيداً من شهداء الدفاع عن فلسطين وحرية شعبها.. لم يكن قراره بأن يكون واحداً من أبناء فلسطين عاطفياً أو خياراً غلب عليه حماس الشباب، بل انه بوعيه وإنسانيته وعروبته ووطنيته قرر أن يقرن القول فعلاً وطنياً وثورياً، وليؤكد بدمه أن فلسطين، وإن تغير الزمن وتلونت رجاله، تبقى القضية المركزية للشعوب العربية وللشعوب الحرة، بل قضية الإنساني..
هو الشاب القادم من أرض الكويت العزيزة، التي لعبت ومازالت تلعب دوراً متقدماً ونموذجياً في معنى الانتماء لفلسطين، كقضية أرض وشعب. هو ابن العشرينات الذي سكنه هم كبير منذ صغره، هم ومعاناة شعب شقيق احتلت أرضه وهجر في مختلف بقاع الكون. وينقل عنه من عايشه منذ لحظة التحاقه بـ “القوات المسلحة الثورية” الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين انه كان واعياً ومدركاً لكل خطوة بدليل انه عاد إلى الكويت لكنه لم يجد نفسه إلّا بين رفاقه من الشهداء والأحياء.. وهذا ما تؤكده على كل حال كلماته الأخيرة لرفاقه: “سوف تعتزون بي، وسأرفع رأسكم ورأس العرب عالياً..”
لم تثنه عوائق وتعقيدات عن ترجمة حلمه حقيقة وبأن يكون أحد المساهمين بتحرير فلسطين، فقد جاء إلى لبنان في بداية الثمانينات ومكث فترة قصيرة، إلّا أن وزارة الخارجية وبالتنسيق مع الجبهة الديمقراطية تمكنت من تحديد مكانه وأعادته إلى الكويت لفترة قصيرة، لكنه عاد إلى لبنان مرة أخرى مصراً على تحقيق أمنيته.. ليكون شاهداً وشهيداً على أن فلسطين هي جزء من الوجدان العربي والإنساني، وكان يردد بأن هذه العبارات ستبقى مجرد شعارات جميلة ومطلوبة، لكنها لن تجد معناها وصداها الحقيقي إلّا حين تترجم على أرض الواقع، حين يختلط الدم الفلسطيني بدم العربي وبدم أحرار العالم، وحين تروى أرض فلسطين من دم أبنائها القادمين من كل أصقاع الأرض.. وهذا ما يفسر حقيقة أن في أرض فلسطين يتوحد الأحرار: فلسطينيون، كويتيون، تونسيون، لبنانيون، مغاربة، جزائريون وليبيون، يمنيون وسوريون، مصريون، وعراقيون أفارقة وآسيويون وأمميون.. دماء توحدت وامتزجت لتروي هذه الأرض التي ما زالت تنبض حرة بقوة وقداسة الدم الذي رواها..
في لفتة وفاء من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تجاه شهدائها، ومن أجل حفظ تضحياتهم ومآثرهم، قامت الجبهة بعمل جبار تمثل في تأريخ مسيرة الشهداء في عمل بحثي وأرشيفي تحت عنوان “عاشوا من أجل فلسطين”، هو الأول من نوعه على مستوى الحركات الثورية ليس الفلسطينية فحسب بل والعربية، ما يؤكد حقيقة أن الجبهة الديمقراطية التي لم تتجاهل الشهداء يوماً، تفي الشهداء وذويهم حقهم من خلال تأريخ مسيرتهم الظافرة، وليتأكد أن الشهداء وإن غادرونا جسداً، لكنهم بيننا في مبادئهم وتضحياتهم، وعائلات الشهداء الذين يعتزون بتضحيات من قدم حياته دفاعاً عن قضية فلسطين، لهم أن يفخروا أيضاً بأن إرثهم النضالي سيبقى حاضراً معنا يشكّل لنا البوصلة الحقيقية نحو الهدف الذي قدموا أرواحهم فداء له.
4 حزيران – يونيو 1989 نقطة الصفر
فتحي كليب: في الرابع من حزيران- يونيو من العام 1989، تحددت نقطة الصفر ليبلغ الرفيق فوزي مع اثنين من رفاقه باللمسات الأخيرة لتنفيذ عملية ضد العدو الصهيوني ضمن مجموعة “شهداء نابلس“، التي قامت بتنفيذ عملية اقتحام مستوطنة “مسكاف عام” على الشريط الحدودي المحتل شمال فلسطين، حيث أسفرت العملية عن مقتل وإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال واستشهاد فوزي ورفاقه في العملية واحتجاز العدو لجثمانيهم في مقابر الأرقام.
بعد أقل من عشرين عاماً، وفي 23 تموز 2008، بعد إتمام صفقة الرضوان لتبادل الأسرى وجثامين الشهداء بين المقاومة الإسلامية في لبنان والاحتلال، عاد رفات الشهيد من فلسطين إلى لبنان ومنها إلى الكويت التي أقامت له استقبالاً شعبياً وجنازة حاشدة واستقبلته عائلته بالورود في مطار الكويت، لتبقى حكاية الشهيد فوزي المجادي شاهداً على بطولات مقاتلي الجبهة الديمقراطية وشاهداً على حكاية المقاتلين العرب من المحيط إلى الخليج فداءً لفلسطين وعروبتها وحكاية لصقر عربي حر حلق من صحراء الكويت إلى لبنان ليستشهد في فلسطين مقاتلاً ملوحاً بسلاحه وشارة النصر.
عملية “شهداء نابلس” البطولية لأبطال القوات المسلحة الثورية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.. رد حازم على جرائم جيش الاحتلال ومستوطنيه
أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بيانات عن مجرى عملية “شهداء نابلس” البطولية. وفي ما يلي نص البيان الأخير ونبذة عن الشهداء الأبطال: بعد أن تمكن رفاقنا أبطال عملية “شهداء نابلس” من اقتحام مستعمرة “مسكاف عام” وإبادة مجموعة الحماية الإسرائيلية بكاملها، تمكنوا من اعتقال جنديين إسرائيليين في الثكنة داخل المستعمرة وطالبوا بتأمين خروجهم سالمين مقابل اطلاقهم لكن قيادة العدو الإسرائيلي رفضت الاستجابة وأرسلت التعزيزات بواسطة أربع طائرات هليكوبتر وقامت بشن هجوم على مواقع الفدائيين مما أدى إلى مصرع الجنديين ودمار المكان وسقط نتيجة الاشتباك رفاقنا الأبطال شهداء على طريق بناء دولتنا المستقلة العتيدة وقد اعترف الناطق باسم جيش الاحتلال بالعملية مدعياً سقوط قتيل وجريحين إسرائيليين فقط.
أبطال عملية “شهداء نابلس”
وقد وزعت القيادة العسكرية القوات المسلحة الثورية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نبذة عن حياة أبطال العملية وهم:
حسين أحمد حسين الاسم الحركي: أبو سامر مكان الولادة: البطيحة تاريخ الميلاد: 1966 البلد الأصلي: صفد/ فلسطين تاريخ الانضمام إلى الجبهة: 1984
رياض عبد العزيز السروجي الاسم الحركي: جمال مكان الولادة: مزيريب/ درعا/ سوريا البلد الأصلي: الناصرة فلسطين تاريخ الميلاد: 1968 تاريخ الانضمام للجبهة: 1985
فوزي عبد الرسول ابراهيم المجادي الاسم الحركي: فيليب مكان الميلاد: الكويت تاريخ الميلاد: 1965 البلد الأصلي: الكويت تاريخ الانضمام للجبهة: 1981
ونختتم باقتباس نص قاله نائب أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل لحظة استلام رفات الشهيد: “الرفيق الشهيد فوزي المجادي هو نموذج للفداء العربي ونموذج على النصرة العربية لشعب فلسطين وأيضاً نموذج عن عمق الأصالة العربية في الشعب الكويتي الذي ينتمي إليه الشهيد.. وكم كان بودنا أن تبقى أرض فلسطين محتضنة لرفات الشهيد، لكن رغم ذلك، سنحتفظ له بأسمى آيات التقدير وللشعب الكويتي ولكل الشعوب العربية التي وقفت واستشهد أبناؤها في الدفاع عن شعب فلسطين وقضية فلسطين”.
بحلول شهر نوفمبر 2024، وفي خضم الحرب الدائرة منذ أكتوبر 2023 في غزة والضفة والجنوب اللبناني بين قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية من جهة وقوات الاحتلال الصهيوني بمشاركة أميركا من جهة أخرى، يكون قد مضى 89 عاماً على المواجهات المسلحة الأولى للشعب الفلسطيني ضد التشكيلات الصهيونية المسلحة القادمة من مختلف بلدان العالم لاحتلال فلسطين وإقامة دولة دينية لليهود طبقاً للمشروع الاستعماري بقيادة بريطانيا، أقوى دولة استعمارية في تلك الفترة.
إن دراسة التاريخ بتناقضاته وتطوراته تساهم في تجنب الأخطاء وتطوير ما كان صحيحاً. فالأحداث التاريخية تبقى في ذاكرة المجتمعات. هذه الأحداث قد لا يُرى تأثيرها وقت حدوثها، لكن تضاف إلى جينات هذه المجتمعات ومفعولها يورَّث جيلاً بعد جيل. إذاً، من المهم أن يتم تدوين واستذكار التجارب، الإيجابية منها والسلبية، بين فترة وأخرى حتى تدُرس كيلا تنسى وتندثر وتفقد الأجيال القادمة الإحساس بمدى أهميتها وتأثيرها على حياتهم.
محاولة لتسليط بعض الضوء على جوانب مهمة من مسيرة الحزب تتعلق بما تميّز به نضال هذا الحزب الطليعي ودوره وخبراته وتجاربه المتنوعة، التي تشكّل له رصيداً نضالياً تاريخياً غنياً ويفترض أن تكون مصدر إلهام للمناضلين العرب.
ضمن حالة النهوض العامة، التي شهدتها الحركة الوطنية الديمقراطية الكويتية في النصف الأول من ستينات القرن العشرين، وامتداداً للمسار التاريخي الممتد منذ الخمسينات لنضال الحركة الطلابية الكويتية، تأسست في ديسمبر من العام 1964 المنظمتان الطلابيتان الديمقراطيتان: الاتحاد الوطني لطلبة الكويت والاتحاد المحلي لطلبة الكويت “الثانويين”.