كان الله في عون أصحاب الدخول المتدنية

-+=

كشفت صحيفة “الراي” في عددها الصادر اليوم الخميس ٦ فبراير ٢٠٢٥ أنّ وزارة المالية وجّهت الوزارات والجهات الحكومية، إلى تسعير السلع والخدمات التي تقدمها للجمهور، وفق تكلفة الخدمة ومقابل الانتفاع.

ويأتي هذا التوجيه بإعادة تسعير الجهات الحكومية للسلع والخدمات العامة بعد صدور المرسوم بقانون رقم ١ لسنة ٢٠٢٥، الذي أوكل لكل جهة حكومية تحديد الرسوم والتكاليف ومقابل الانتفاع بالمرافق والخدمات العامة بدلاً من أن يتم ذلك عبر إصدار قانون، مثلما كانت عليه الحال منذ العام ١٩٩٥، وبالتالي فإنّ الجهات الحكومية، التي تقدّم سلعاً وخدمات عامة لن تكتفي الآن بإعادة تسعير سلعها وخدماتها وفقاً لتكلفتها، وإنما ستتجه نحو رفع سعر الرسوم والتكاليف ومقابل الانتفاع بالمرافق والخدمات العامة، التي يدفعها الجمهور… وهذا يمكن أن يشمل الكهرباء والماء وكذلك أسعار الوقود من بنزين وخلافه وغير ذلك من سلع وخدمات أساسية.

إنّ هذا التوجيه في حال تنفيذه يعني بالضرورة رفع أسعار السلع والخدمات العامة، التي تقدّمها الجهات الحكومية والشركات المملوكة لها، وهذا ما سيثقل كاهل المواطن والمقيم بأعباء معيشية مرهقة، تزيد من معدلات التضخم من جهة، وتفتح الباب من جهة أخرى أمام موجة جديدة من الغلاء وارتفاع أسعار العديد من السلع والخدمات غير الحكومية.

والمؤسف أنّ هذا يتم في الوقت، الذي لاتزال فيه رواتب موظفي الدولة وهم غالبية المواطنين على ما كانت عليه بعد آخر زيادة عليها في العام ٢٠١٢، أي قبل ١٣ سنة، وفيما لايزال القرار الحكومي الموعود بتحسين مستوى المعيشة مجمداً، ناهيك عن أنّ هناك تقارير حكومية سابقة أشارت إلى احتمال تقليص الدعوم أو إلغاء بعضها.

وليس أمامنا سوى أن نقول: كان الله في عون أصحاب الدخول المتدنية.

٦ فبراير ٢٠٢٥

Author

اقرأ المزيد من المقالات ذات الصلة

فنزويلا وكولومبيا تستحقان التضامن

شهدت الأسابيع الماضية تصعيداً إمبريالياً أميركياً خطيراً موجّهاً ضد جمهورية فنزويلا البوليفارية وضد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، اللذين لم يكن صدفة أنهما من أبرز المتضامنين

لا للمزايدة على المقاومة

فيما تحلّ الذكرى السنوية الثانية لطوفان الأقصى، فإنّه رغم ضراوة حرب الإبادة الصهيونية وما صاحبها من تقتيل وتشريد وتجويع وتدمير وحشي غير مسبوق، ورغم الإسناد،

“إسرائيل الكبرى” .. تهديد وجودي

تصريح مجرم الحرب الصهيوني بنيامين نتنياهو عما أسماه رؤية “إسرائيل الكبرى” لم يكن زلّة لسان، وإنما هو إفصاح متعمّد في هذا التوقيت بالذات على لسان

الغزو بين التاريخ ودروس الحاضر

جاء الغزو العراقي الغاشم للكويت في الثاني من أغسطس/ آب من العام ١٩٩٠ ليشكّل زلزالاً قوياً وذلك ليس في الكويت فحسب، وإنما على مستوى المنطقة