
قضايا الاقتصاد الوطني والتنمية من منظور التقدميين الكويتيين
إنّ أزمة الاقتصاد الريعي التابع ليست أزمة وقتية عابرة يمكن تجاوزها عبر الارتفاعات التي تطرأ على أسعار النفط، وإنما هي أزمة بنيوية عميقة وهي مرشحة
استضاف مركز دار الخبرة للدراسات والتطوير ومركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني في العاصمة اليمنية صنعاء، الناشطيْن التشيليين في مجال حقوق الإنسان، الدكتور بابلو أليندي الدولي والوطني لشبكة الدفاع عن الإنسانية – رئيس مؤسسة الدكتور سلفادور أليندي للسياسة والصحة والتكامل بأمريكا اللاتينية، إلى جانب الدكتور روبرتو بيرموديز رئيس مؤسسة راؤول بيليجرين تشيلي – عضو تجمع الجدران والمقاومة المناهضة للإمبريالية – عضو حركة المقاومة الصحية، لإلقاء محاضرة بعنوان “التصدي للهيمنة الأميركية والتحديات المشتركة – حوار بين تجارب أميركا اللاتينية والتجربة اليمنية”.
أظهر الدكتور بابلو أليندي إعجابه بنضال الشعب اليمني الذي وقف بوجه حرب الابادة الصهيونية التي يتعرض لها أبناء غزة وفلسطين عمومًا ، مشيرًا إلى أن زيارته لليمن جاءت عن قناعة ورغبة لتسليط الضوء على التجربة اليمنية، والتعرف على واقعها عن كثب، كما تحدث الدكتور أليندي عن النضالات التاريخية لشعوب امريكا اللاتينية في مواجهة الهيمنة الأميركية، وعن الاتحادات النضالية في امريكا اللاتينية وأهمية وجود اتحادات مماثلة في العالم العربي، وأمله بأن يكون هناك اتحاد عربي مماثل للاتحاد الافريقي لتنسيق العلاقات بين العرب وأميركا اللاتينية.
وأضاف:” نتمنى من الحكومة اليمنية زيادة الوعي الشعبي حول نضال شعوب امريكا اللاتينية ورموزها التاريخيين، كما نسعى في دول أميركا اللاتينية لتوحيد نضالنا مع الدول العربية وعلى رأسها اليمن”.
من جانبه تحدث الدكتور روبرتو بيرموديز عن التاريخ الاستعماري لنشوء الولايات المتحدة واصفًا إياها بالدولة التي قامت على أنقاض أسوأ إبادة جماعية في التاريخ، كما تطرق لاحتلالها لأجزاء من المكسيك وتحويلها لما يعرف حاليا بدولة “بنما”، وتحدث كذلك عن تجربة أميركا اللاتينية في حشد القوى الشعبية مع القوى التحررية في مواجهة الإمبريالية، بما في ذلك النشاط المدني السلمي، مشيرًا إلى أن التجربة الديمقراطية في أميركا اللاتينية شهدت صعود أول رئيس يساري “سلفادور أليندي” إلى السلطة عبر الانتخابات والتصويت الشعبي.
في نهاية المحاضرة، أكد الدكتور بيرموديز على اعتزازهم كشعوب أميركا اللاتينية بالمناضلين التاريخيين أمثال سيمون بوليفار وفيديل كاسترو وسالفادور أليندي وهوغو شافيز، مشيرًا إلى أنه وعلى الرغم من تراجع الوهج الثوري بعد وفاة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو والفنزويلي هوغو شافيز، إلا أن شعوب أميركا اللاتينية مصممة على الدفاع عن سيادتها في وجه الإمبريالية الأميركية، وتعزيز تعاونها مع كل الشعوب الحرة في العالم.
الجدير بالذكر بأن الدكتور بابلو أليندي هو حفيد الرئيس التشيلي سلفادور أليندي، الذي تم اغتياله على يد المخابرات الأميركية عام 1973، عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية، وقد مثل فوز أليندي تجربة فريدة لصعود اليسار للسلطة عبر الديمقراطية، والتي حاربتها الولايات المتحدة الأميركية بشدة خوفًا على مصالحها من انتشار الاشتراكية، فتم تدبير انقلاب عسكري قام به الديكتاتور أوغستو بينوشيه.

إنّ أزمة الاقتصاد الريعي التابع ليست أزمة وقتية عابرة يمكن تجاوزها عبر الارتفاعات التي تطرأ على أسعار النفط، وإنما هي أزمة بنيوية عميقة وهي مرشحة

إنّ مواجهة سياسة الضمّ تتطلّب استنهاضَ دور حركة التحرّر العربيّ، وإقامةَ جبهةٍ تقدّميّةٍ عربيّةٍ لإحياء المشروع الوطنيّ التحرّريّ الشامل ضدّ المشروع الإمبرياليّ– الصهيونيّ التوسّعيّ، وضدّ التبعيّة والاستبداد

منذ عامين والعدو الصهيوني يمعن في جرائمه النازية في قطاع غزة ويحاصره، ويمنع وصول المساعدات الإنسانية إليه، ويمارس قرصنة في المياه الدولية لمنع وصول سفن

يجب أن يكون موقف الفلسطينيين في قلب أي نقاش حول «اليوم التالي»، بحيث يستند إلى إرادة الشعب ويعكس حقوقه التاريخية والسياسية الكاملة.



