
لا لمحو الذاكرة الوطنية
تمثّل الذاكرة الوطنية أهم العناصر المكوّنة لوحدة المجتمع والمشكّلة لوعي أفراده بهويتهم الوطنية، حيث تشمل الذاكرة الوطنية الأحداث والوقائع والوثائق والفعاليات والصراعات التاريخية الكبرى، التي
ما زال لبنان يشهد حالة من تصعيد العدوان الصهيوني على أراضيه، من الجنوب إلى البقاع، على وقع قرع طبول التهويل بحرب واسعة عليه، لاقته في منتصف الطريق صحيفة “التليغراف” البريطانية بتقرير نشرته زعمت فيه تخزين أسلحة وصواريخ في مطار بيروت الدَّولي، ليأتي زعمها المزيف في إطار حملات التهويل الصهيونية وأدواتها الإعلامية.
وسط هذه الأوضاع والتهديدات ضد لبنان التي يطلقها العدو، المهزوم في قطاع غزة، قام وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت، بزيارة إلى واشنطن مطلع هذا الأسبوع انتهت يوم الأربعاء، أجرى خلالها محادثات ولقاءات مع مسؤولين أميركيين في وزارة الدفاع والخارجية، تناولت الوضع في قطاع غزة وجنوب لبنان وخطته العدوانية، وكان في مقدمة من التقاهم المبعوث الأميركي إلى لبنان عاموس هوكشتاين. المباحثات واللقاءات وعناوينها والتصريحات والبيانات الصادرة عنها تؤكد مدى التنسيق بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على جميع المستويات، وبالطبع التنسيق بينهما في الحرب العدوانية على قطاع غزة التي لم يتوقف الدعم الأميركي لها بجميع الوسائل، السياسية والدبلوماسية والعسكرية، واستمرار توريد أسلحة القتل إلى العدو الصهيوني، على عكس ما يروّج له من “خلافات” بينهم.
تهديدات التصعيد ضد لبنان وشن عدوان واسع عليه كانت قد ترافقت مع تحركات دبلوماسية أميركية عنوانها “الجبهة اللبنانية”، فقد قام المبعوث الأميركي إلى لبنان عاموس هوكشتاين، الأسبوع الماضي، بجولة لقاءات مع مسؤولين صهاينة، وذلك بعد زيارته الأخيرة إلى بيروت. الواضح أن جولة هوكشتاين الثابت فيها منذ زياراته الأولى إلى لبنان، توسيع القرار 1701 لإقامة منطقة عازلة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة بإشراف الأمم المتحدة وانتشار الجيش اللبناني فيها، هدفها الأول والأخير حماية أمن العدو ومستوطنات قطعانه في شمال فلسطين المحتلة؛ والثابت الآخر فرض خارطة ترسيم الحدود البرية شبيهة بتلك التي رسمت بموجبها الحدود البحرية وخسر فيها لبنان 1420 كم2 من حدوده البحرية. أمَّا المواقف الأوروبية فإنها لا تخرج على ثوابت هوكشتاين.
تهويل العدو الصهيوني بتوسيع العدوان على لبنان، وقصفه الهمجي لقرى وبلدات في الجنوب والبقاع واستخدامه لأسلحة محرمة دولياً، قنابل الفوسفور الأبيض، واستهدافه للمدنيين ومنازلهم، ترد عليه المقاومة اللبنانية بضرب تجمعات العدو ومواقعه وقصف مستعمراته، واختراق لقبته “الحديدية”، بتصوير مواقع أمنية وعسكرية صهيونية حساسة داخل فلسطين المحتلة.
يعرف العدو الصهيوني، جيداً، أنَّ شنه لعدوان واسع ضد لبنان لن يكون نزهة، ففي العام 1982 اجتاح العدو لبنان وتوهم ان الاجتياح سيكون نزهة فكان الجحيم في انتظاره، ضربات المقاومة الوطنية اللبنانية التي أخرجته من بيروت مهزوماً ينادي بمكبرات الصوت “يا أهالي بيروت لا تطلقوا النار علينا نحن منسحبون”، وبقيت المقاومة الوطنية تلاحق جيش العدو وتحرر الأراضي المحتلة إلى أن حاصرته في ما سمَّي الشريط الحدودي الذي حرر في العام 2000. كما تأتي تهديدات العدو الصهيوني ولبنان على أبواب شهر تموز/ يوليو ذكرى عدوان العام 2006، والعدو تلاحقه كوابيس المعارك البطولية التي خاضتها المقاومة ضد جيشه، ومنعه من تحقيق أهداف عدوانه على لبنان.
وهي الهزيمة التي تلاحق العدو الصهيوني في غزة العزة والكرامة على أيدي المقاومة الفلسطينية الباسلة التي تسطر ملاحم بطولية ضد العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي وتلقنه دروساً في المقاومة والدفاع عن الأرض والصمود فيها.
إنَّ الحرب العدوانية الصهيونية المستمرة على قطاع غزة والاعتداءات على لبنان، بدعم أميركي، تستهدف منطقتنا العربية كلها، لتفتيتها، لذا فإن مواجهة المشاريع الإمبريالية التوسعية والاحتلال تستلزم المواجهة الشاملة بمشروع سياسي وطني تحرري مقاوم يكسر التبعية بالنظام الرأسمالي العالمي الإمبريالي على جميع المستويات.
تمثّل الذاكرة الوطنية أهم العناصر المكوّنة لوحدة المجتمع والمشكّلة لوعي أفراده بهويتهم الوطنية، حيث تشمل الذاكرة الوطنية الأحداث والوقائع والوثائق والفعاليات والصراعات التاريخية الكبرى، التي
انعقدت قمّة منظّمة شنغهاي للتعاون لعام 2025 في تيانجين، الصين، في الفترة من 31 أغسطس إلى 1 سبتمبر الحالي. وكأكبر قمة منذ تأسيس المنظّمة، تميزت
قد تكون الانتخابات بين خارا، الشيوعية المجتهدة التي تريد بناء نظام تقاعد اجتماعي، وماتي، التي عملت في ظل الدكتاتورية العسكرية لخصخصة نظام التقاعد. لو كان الاختيار بهذه البساطة، لما كانت هناك انتخابات حقيقية.
في ظل ما يجري من تجدد العدوان، وإن تغيرت وجوه المعتدين، فإن الشعب اللبناني، الذي طالما رفض الذل والعدوان، يتمسك أكثر من أي وقت مضى بحقه في مقاومة العدوان والاحتلال. لأن المقاومة الوطنية هي الحل الوحيد للحفاظ على تراب الوطن وكرامة الشعب.