
فنزويلا وكولومبيا تستحقان التضامن
شهدت الأسابيع الماضية تصعيداً إمبريالياً أميركياً خطيراً موجّهاً ضد جمهورية فنزويلا البوليفارية وضد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، اللذين لم يكن صدفة أنهما من أبرز المتضامنين
هناك نظرتان سائدتان تجاه ما آل إليه الصراع مع العدو الصهيوني الأولى متشائمة والأخرى متفائلة، ولكلا هاتين النظرتين ما يبدو أنه يثبت ظاهرياً صحة كل نظرة منهما سواءً على مستوى الخسائر والمكاسب المتحققة أو على مستوى الوقائع والأحداث الجارية.
فالنظرة المتشائمة يعززها ما تعرّضت له غزة من تدمير وتقتيل وقصف وتشريد وتجويع، وما طاول قادة المقاومة الفلسطينية من استهداف مباشر بالاغتيال، وما يحاول العدو الصهيوني فرضه من شروط هي أقرب ما تكون إلى الاستسلام مصحوبة بلغة متبجحة من التهديد والوعيد والإصرار على مواصلة الحرب وتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى… يضاف إلى ذلك ما حدث في لبنان من خروج لقوى المقاومة عن منطقة جنوبي الليطاني، وما لحق بزعامتها وبقياداتها وكوادرها من استهدافات مميتة، وصولاً إلى الرفض الصهيوني المتعنت للانسحاب الكامل وفق اتفاق وقف إطلاق النار واستمرار احتلال التلال اللبنانية الخمسة، ومواصلة الاعتداءات الصهيونية على الضاحية الجنوبية في بيروت في ظل الامتناع عن الردّ المفترض عليها، بحيث لم يبقَ على جدول الأعمال الصهيوني غير بند فرض تسليم سلاح المقاومة.
ثم جاء ما حدث في سورية ليكمل رسم الدائرة، بحيث جرى قطع طرق الإمداد للمقاومة، وتمدد التوغل العسكري الصهيوني في الأراضي السورية على نحو غير مسبوق وجرى احتلال المزيد منها.
وتحت ضغط هذه الوقائع والأحداث والخسائر يجري ضخ هجمات إعلامية مركّزة ضمن حرب نفسية ممنهجة تسعى لكسر ما تبقى من إرادة الصمود والمقاومة وتكريس الاستسلام والهزيمة المعنوية في النفوس.
وفي المقابل، نلحظ نظرة متفائلة لما يدور في المنطقة من صراع مع العدو الصهيوني، تستخف بما لحق بالمقاومة من خسائر وما فُرِض عليها من تراجعات، وتقفز على ما يواجهها من تعقيدات ومصاعب، وتتحدث عن انتصارات تحققت وعن فشل ذريع لحق بالعدو الصهيوني… ومثل هذه النظرة المتفائلة وإن كانت تنطلق من إرادة صمود ومقاومة لا تزال تعتمل في النفوس، ومع أنها تمثّل محاولة مفهومة وربما مطلوبة لصدّ الحرب النفسية الإعلامية الممنهجة، التي يشنها العدو وأعوانه، إلا أنها قد تقود إلى استنتاجات بعيدة عن الواقع وتخلق أوهاماً ضارة.
ومن هنا، وبعيداً عن النظرتين المتشائمة والمتفائلة، فإنّ واقع الصراع مع العدو الصهيوني يكشف أنّه بالأساس صراع وجودي وتناقض تناحري لا يمكن أن تحسم نتيجته جولة من جولات الصراع والمعارك والاشتباكات الممتدة، كما لا يمكن طيّ صفحة هذا الصراع الوجودي عبر اتفاقات الهدن ووقف إطلاق النيران وتبادل الأسرى، التي طالما تكررت.
فما دام هناك كيان صهيوني غاصب، فإنّ الصراع مستمر…وما دامت هناك حقوق وطنية مشروعة مغتصبة للشعب العربي الفلسطيني فإنّ الصراع لن يتوقف… وما دام هناك احتلال صهيوني للأراضي العربية فإنّ السلام المزعوم لن يتحقق.
وغير هذا، فإنّه رغم كل واقعنا العربي البائس، إلا أنّ العدو الصهيوني اليوم يواجه أزمة وجودية عميقة غير مسبوقة، بدءاً من تفككه الداخلي الذي لا يمكن إنكاره عبر العرائض الجماعية التي وقعها المئات من قياداته ونخبه وكوادره… مروراً بالتهرب الملحوظ عن التجنيد للآلاف من جيشه الاحتياطي، والهجرة المعاكسة خارج الكيان لمَنْ استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وتردد النازحين من مستوطني غلاف غزة وشمال فلسطين المحتلة عن العودة… وصولاً إلى الانقسام المتزايد بين سكان مستوطنات الضفة الغربية من الصهاينة المتزمتين دينياً من جانب وسكان المدن الفلسطينية المحتلة على الساحل من جانب آخر… وانتهاءً بما لحق بالكيان الصهيوني ومستوطنيه من عار السمعة بالغة السوء على مستوى المجتمعات في مختلف بلدان العالم بما فيها أوروبا والغرب جراء جرائم الحرب والإبادة الصهيونية، هذا غير الكلفة الباهظة لحماية الكيان واستمرار تأديته لدوره الوظيفي… هذه العوامل جميعاً أدت وستؤدي إلى تصدّع الكيان وتفككه، وهي عوامل موضوعية لا يمكن تجاهل تفاعلها وتداعياتها بمعزل عن مشاعر التشاؤم والتفاؤل.
أما الأهم فهي إرادة الصمود والمقاومة.

شهدت الأسابيع الماضية تصعيداً إمبريالياً أميركياً خطيراً موجّهاً ضد جمهورية فنزويلا البوليفارية وضد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، اللذين لم يكن صدفة أنهما من أبرز المتضامنين

فيما تحلّ الذكرى السنوية الثانية لطوفان الأقصى، فإنّه رغم ضراوة حرب الإبادة الصهيونية وما صاحبها من تقتيل وتشريد وتجويع وتدمير وحشي غير مسبوق، ورغم الإسناد،

تصريح مجرم الحرب الصهيوني بنيامين نتنياهو عما أسماه رؤية “إسرائيل الكبرى” لم يكن زلّة لسان، وإنما هو إفصاح متعمّد في هذا التوقيت بالذات على لسان

جاء الغزو العراقي الغاشم للكويت في الثاني من أغسطس/ آب من العام ١٩٩٠ ليشكّل زلزالاً قوياً وذلك ليس في الكويت فحسب، وإنما على مستوى المنطقة



