“الكويت” للشيخ عبدالعزيز الرشيد أول مجلة خليجية

لئن كانت مجلة “الكويت”، التي أصدرها الشيخ عبدالعزيز الرشيد هي أول مجلة كويتية، حيث صدر العدد الأول منها في رمضان من العام الهجري 1346 الموافق لشهري فبراير ومارس من العام الميلادي 1928، فإنّ مجلة “الكويت” هي في الوقت نفسه أول مجلة تصدر في بلدان الخليج العربية، مع استثناء ما كان يصدر من صحف في الحجاز قبل توحيدها في إطار المملكة العربية السعودية، وما يعنينا أكثر في هذا المجال أنّ مجلة “الكويت” كانت بحقّ مجلة كويتية – بحرينية، حيث انتقل ناشرها ومحررها الشيخ عبدالعزيز الرشيد من الكويت إلى البحرين في الفترة بين 28 نوفمبر من العام 1928 إلى مارس من العام 1930 وأقام فيها معظم أيام العمر القصير لتلك المجلة الرائدة الخالدة، الذي لم يتجاوز العامين، حيث توقفت في شهر شوال 1348 الموافق لشهر مارس العام 1930 بعد صدور الجزء العاشر من المجلد الثاني، فمن الكويت أولاً ثم من البحرين لاحقاً كان الرشيد يتولى تجهيز مادة المجلة للنشر ثم يرسلها إلى الطباعة في مصر، بسبب عدم وجود مطابع في الكويت والبحرين، ولعلّه أمر ذو دلالة أنّ سعر الاشتراك السنوي في المجلة المثبّت على غلافها محدد بتسع روبيات في الكويت والبحرين وعشر روبيات في الخارج، فالكويت والبحرين موطن المجلة وسعر الاشتراك فيهما أدنى من سعره خارجهما!

وكانت هوية مجلة “الكويت” وفق تعريفها المثبّت على غلافها أنّها مجلة دينية، تاريخية، أدبية، أخلاقية شهرية، وفي هذا الإطار أدّت المجلة دوراً إصلاحياً رائداً، خصوصاً في التصدي لقضايا التطور، التي كانت مثار خلاف وجدل، بسبب تخلف التقاليد، وتزمت بعض المتدينين.

من هو الرشيد؟

عبدالعزيز أحمد الرشيد البداح (1887-1938) هو أول صحافي كويتي، ورائد الصحافة الخليجية، تعلم على يد الشيخ عبد الله خلف الدحيان، وتلقى العلم في الزبير والإحساء وبغداد والقاهرة والمدينة المنورة ومكة المكرمة، مدرس في المدرسة المباركية، وهي أول مدرسة نظامية في الكويت، قاتل في معركة الجهراء 1920، وعضو مجلس الشورى 1921، ومؤلف كتاب “تاريخ الكويت” 1926، أصدر مجلة “الكويت” 1928-1930 من الكويت والبحرين، استقر في إندونيسيا وهناك أصدر مجلة “الكويت والعراقي” مع الرحالة العراقي يونس بحري، وأصدر مجلة “التوحيد”، وتوفي هناك في 3 فبراير من العام 1938.

Author

اقرأ المزيد من المقالات ذات الصلة

على هامش الوطن: من يكتب لا يموت

 قبل ستة أعوام وفي يومٍ مماثل لليوم 20 مارس، دخلتُ خيمة عزاء غريبة، في منطقة العيون بالجهراء. لم أكن أعرف أحداً فيها سوى الغائب الوحيد