
غسان كنفاني في الذكرى الـ 53 لاستشهاده.. الفكرة والمشروع والوعي المضاد
كنفاني لم ينتج فكراً يخص جزءاً من الشعب الفلسطيني أو العربي أو يخص بعض مكوناته، بل كانت أفكاراً لكل الفلسطينيين ولكل الأحرار في العالم
ثلاثون عاماً على رحيل صوت أغنية الناس وآلامهم وآمالهم، صوت الأغنية السياسية الوطنية الملتزمة قضية الوطن، والعمال والفلاحين والمثقفين الثوريين، الملتزمة قضية فلسطين ومقاومة العدو الصهيوني المغتصب لأرض البرتقال والزيتون فلسطين، الأغنية الملتزمة قضية التحرر الوطني ومقاومة المشاريع الإمبريالية.
ثلاثون عاماً على رحيل الفنان والمطرب والملحن الشعبي الشيخ إمام (2 يوليو 1918- 7 يونيو 1995)، الذي شكل مع الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم “الفاجومي المصري” (توفي في 13 ديسمبر 2013) حالة ثورية في مجال الفن والأغنية، تحولت إلى ظاهرة سياسية وطنية، بلغت أوجها بعد نكسة عام 1967، بتحولها إلى أغنية تحمل النقد السياسي للواقع المرير.
أشعار أحمد فؤاد نجم التي لحنها الشيخ إمام وغناها تجاوزت حدود مصر لتجول في أنحاء العالم حاملة معها القضية الوطنية وهموم العمال والفلاحين والمثقفين، هموم الفقراء، الاستغلال واقع الفوارق الطبقية بين من لا يملكون سوى قوة عملهم ومن يملكون وسائل الإنتاج، القمع والسجن وتقييد الحريات، تحكيها بألفاظ عامية شفافة صادقة وألحان شعبية تدخل إلى قلب كل المستغَلين على امتداد أرض الإنسان.
الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم ثنائي مثلا أحد أشكال الثقافة الوطنية التي تنصهر فيها الكلمة مع اللحن في أغنية تحمل قضايا الناس والوطن بلغتهم، ويمكن القول إنها شكلت أحد أشكال الرد على مقولة الفن للفن، فلقد تحول الشعر الملحن معهما إلى أداة من أدوات النضال الوطني التحرري من أجل التغيير الديمقراطي ومقاومة العدو الصهيوني والمشاريع الإمبريالية الاستعمارية. وبسبب الكلمة والأغنية التي انتقد فيها أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام الفساد والفقر والقمع والاعتقالات وتقييد الحريات، وحكيا عن اغتصاب فلسطين والهزيمة، تعرضا للسجن والاعتقال لمرات عديدة بين عامي 1969 1974.
الشيخ إمام جال العالم حاملاً الأغنية النقدية الجريئة لقضايا سياسية واجتماعية لا مواربة فيها وصلت إلى حد السخرية، وأحيا العديد من الاحتفالات والأمسيات الشعبية خارج مصر، في سوريا ولبنان والمغرب العربي وبلدان أجنبية حضرها الملايين، كانت محطة نضالية تحث على الثورة والنضال ومقاومة العدو الصهيوني.
الشيخ إمام تحية ووردة حمراء من المناضلين أحباء الحرية والتقدم… ومن كل المقاومين على درب تحرير آخر شبر من أرض فلسطين كل فلسطين.
كنفاني لم ينتج فكراً يخص جزءاً من الشعب الفلسطيني أو العربي أو يخص بعض مكوناته، بل كانت أفكاراً لكل الفلسطينيين ولكل الأحرار في العالم
بعد أكثر من خمسة عقود من اغتياله على يد طغمة مايو العسكرية 1969- 1985 ما زلنا نعاود قراءة إسهامات عبد الخالق محجوب (22 سبتمبر 1927- 28 يوليو 1971) الفكرية ونتأمل مواقفه السياسية. إنها قراءات مستفيضة تارة وقاصرة في كثير من الأحايين لبزوغ نجم أنار الدجى باشتعاله كالنيزك لكنه وصل الأرض صريعاً.
حكاية أبطال ساروا في درب الجلجلة، المقاومة، ضد المشروع الصهيوني، هو درب ستبقى جذوره راسخة جيلاً بعد جيل إلى تحرير فلسطين، كاملة، من الاحتلال الصهيوني، وليد الاحتلال البريطاني ورأس حربة الإمبريالية الأميركية ومشاريعها التوسعية في منطقتنا العربية.
تمر في الثالث من يونيو هذا العام الذكرى الثانية والستين لوفاة الشاعر والمناضل الشيوعي الكبير ناظم حكمت (١٩٠٢- ١٩٦٣) الذي توفي إثر نوبة قلبية في