الشيخ إمام تحية ووردة حمراء

-+=

ثلاثون عاماً على رحيل صوت أغنية الناس وآلامهم وآمالهم، صوت الأغنية السياسية الوطنية الملتزمة قضية الوطن، والعمال والفلاحين والمثقفين الثوريين، الملتزمة قضية فلسطين ومقاومة العدو الصهيوني المغتصب لأرض البرتقال والزيتون فلسطين، الأغنية الملتزمة قضية التحرر الوطني ومقاومة المشاريع الإمبريالية.

ثلاثون عاماً على رحيل الفنان والمطرب والملحن الشعبي الشيخ إمام (2 يوليو 1918- 7 يونيو 1995)، الذي شكل مع الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم “الفاجومي المصري” (توفي في 13 ديسمبر 2013) حالة ثورية في مجال الفن والأغنية، تحولت إلى ظاهرة سياسية وطنية، بلغت أوجها بعد نكسة عام 1967، بتحولها إلى أغنية تحمل النقد السياسي للواقع المرير.

أشعار أحمد فؤاد نجم التي لحنها الشيخ إمام وغناها تجاوزت حدود مصر لتجول في أنحاء العالم حاملة معها القضية الوطنية وهموم العمال والفلاحين والمثقفين، هموم الفقراء، الاستغلال واقع الفوارق الطبقية بين من لا يملكون سوى قوة عملهم ومن يملكون وسائل الإنتاج، القمع والسجن وتقييد الحريات، تحكيها بألفاظ عامية شفافة صادقة وألحان شعبية تدخل إلى قلب كل المستغَلين على امتداد أرض الإنسان.

الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم ثنائي مثلا أحد أشكال الثقافة الوطنية التي تنصهر فيها الكلمة مع اللحن في أغنية تحمل قضايا الناس والوطن بلغتهم، ويمكن القول إنها شكلت أحد أشكال الرد على مقولة الفن للفن، فلقد تحول الشعر الملحن معهما إلى أداة من أدوات النضال الوطني التحرري من أجل التغيير الديمقراطي ومقاومة العدو الصهيوني والمشاريع الإمبريالية الاستعمارية. وبسبب الكلمة والأغنية التي انتقد فيها أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام الفساد والفقر والقمع والاعتقالات وتقييد الحريات، وحكيا عن اغتصاب فلسطين والهزيمة، تعرضا للسجن والاعتقال لمرات عديدة بين عامي 1969 1974.

الشيخ إمام جال العالم حاملاً الأغنية النقدية الجريئة لقضايا سياسية واجتماعية لا مواربة فيها وصلت إلى حد السخرية، وأحيا العديد من الاحتفالات والأمسيات الشعبية خارج مصر، في سوريا ولبنان والمغرب العربي وبلدان أجنبية حضرها الملايين، كانت محطة نضالية تحث على الثورة والنضال ومقاومة العدو الصهيوني. 

الشيخ إمام تحية ووردة حمراء من المناضلين أحباء الحرية والتقدم… ومن كل المقاومين على درب تحرير آخر شبر من أرض فلسطين كل فلسطين. 

Author

اقرأ المزيد من المقالات ذات الصلة

شهداء الثلاثاء الحمراء: فؤاد حجازي.. محمد جمجوم.. عطا الزير “الاستقلال التام أو الموت الزؤام”

حكاية أبطال ساروا في درب الجلجلة، المقاومة، ضد المشروع الصهيوني، هو درب ستبقى جذوره راسخة جيلاً بعد جيل إلى تحرير فلسطين، كاملة، من الاحتلال الصهيوني، وليد الاحتلال البريطاني ورأس حربة الإمبريالية الأميركية ومشاريعها التوسعية في منطقتنا العربية.

في ذكرى شهداء نابلس

في الرابع من حزيران / يونيو العام ١٩٨٩ نفذ ثلاثة أبطال عملية داخل فلسطين المحتلة، هي “عملية نابلس”، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فقد تسلل المقاومون

حديث للشهيد حسين مروة في ذكـرى النـكـبـة

إنه لأمر عظيم أن يكون شعبُ فلسطينَ العربيُّ نفسُه هو الذي حدّد لنا جميعاً إحدى هذه المهمات، بل أهمها وأعمقها أثراً، وأقربَها إلى المنطق العملي الثوري، أعني مهمة المقاومة المسلّحة.