نظرية الثورة العلمية: عرض ونقد 2/2

تنشر مجلة “تقدُّم” الفعالية (23) من فعاليات منتدى الأطروحة (11) على منصة “كلوب هاوس”، وهي محاضرة للدكتور هشام غصيب قدمها ضمن سلسلة (الماركسية والعلم)، التي طرح فيها رؤيته النقدية لبنية الثورات العلمية.


د. هشام غصيب: بعدما قدمنا نقداً لنظرية الثورة العلمية لدى كل من توماس كون ولوي ألتوسير، الآن أريد أن أعرض نظرية بديلة في الثورات العلمية بناءً على دراستي لتاريخ علوم الطبيعة. تحديداً، أريد أن أطرح هذه الفكرة: ليس هناك نمط واحد من الثورات العلمية، هناك نمطان من الثورات العلمية. أولاً يوجد ما أسميه “السوبر” ثورة، وثانياً توجد الثورات الهيجلية. “السوبر” ثورة هي التي يتم بموجبها ولادة علم جديد وذلك على أنقاض فلسفة الطبيعة، بمعنى أنه كل علم لديه فترة تاريخ وفترة ما قبل التاريخ، في فترة ما قبل التاريخ يتمثل العلم في فلسفة الطبيعة، ولكن في “السوبر” ثورة يتم تحطيم فلسفة الطبيعة وعبر أنقاضها يولد العلم الجديد. في هذه الحالة فإن العلم الجديد ينسف ما قبله، فعلى سبيل المثال جاليليو قام بنسف تصورات أرسطو فيما يخص الطبيعة. هنا، في “السوبر” ثورة يولد العلم الجديد على أنقاض مرحلة ما قبل التاريخ في العلم، وهذه الثورة تنطوي على ولادة أسس منهجية جديدة، بمعنى أنها ليست فقط ثورة في النظرية وإنما أيضاً في المنهج، فهي تؤدي إلى بروز أسس منهجية جديدة، وهذا في الواقع ما حصل. مثلاً، جاليليو – وإلى حدٍ ما كبلر ولاحقاً نيوتن– أعطانا أسس منهجية جديدة تختلف عن الأسس الأرسطية، فهي كانت ثورة في المنهج وليست فقط ثورة في النظرية. أكبر مثال على “السوبر” ثورة في اعتقادي هي الثورة العلمية الكبرى التي قامت بين عامي 1543 — 1687، أي بين السنة التي صدر فيها كتاب كوبرنيكوس حول دوران الأفلاك السماوية والتي توفي فيها أيضاً كوبرنيكوس مُشعل فتيل الثورة العلمية الكبرى، وبين السنة التي صدر فيها كتاب نيوتن “المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية” الذي شكّل قاعدة العلم الحديث كله. فهذه الفترة هي فترة الثورة العلمية الكبرى التي حطمت فلسفة الطبيعة تماماً، وأقامت على أنقاضها قاعدة العلم الحديث. هي “سوبر” ثورة لأنه هناك ثورة ليست فقط في النظرية، وإنما أيضاً في المنهج، في الأسس المنهجية الجديدة التي نشأت في هذه الفترة في الواقع. أهم شيء أنها ثورة نسفت القديم ولم تتركه على حاله. طبعاً القديم كان فيه تناقضات كبيرة ولكن الثورة العلمية الكبرى وجدت حل هذه التناقضات بتحطيم القديم، بتحطيم فلسفة الطبيعة وليس بتكريسها. يجب ملاحظة أن هذه النقطة في غاية الأهمية، بمعنى أن تناقضات القديم تجعله قابلاً لأن يُحطَّم تماماً: على أنقاض مرحلة ما قبل تاريخ العلم ينشأ تاريخ العلم أي ينشأ العلم الجديد.
طبعاً هنا النقد ليس فقط بمعناه النظري وإنما أيضاً بمعناه العملي، النقد Critique يؤدي دوراً كبيراً، في الواقع كوبرنيكوس بدأ العملية بوضع بديل لعلم الفلك القديم، وعلى هذا الأساس قام جاليليو بحملة نقدية حارقة لكل مقولات العلم القديم، وذات الشيء فعله كبلر. هذا النقد الحارق دمر القديم أو فلسفة الطبيعة وأقام على أنقاضها العلم الجديد. فإذن هذا ما تتسم به “السوبر” ثورة، فهي أولاً تنطوي على ثورة في الأسس المنهجية وليست فقط في النظرية، وهي تنقل العلم من مرحلة ما قبل التاريخ إلى مرحلة تاريخه، وهي تلك الثورة التي يولد بموجبها العلم الجديد على أنقاض العلم القديم، وهي تقوم على النقد الحارق للقديم. طبعاً في الثورة العلمية الكبرى اكتشف جاليليو قوانين الحركة الأرضية، اكتشف كبلر قوانين السماوات أو الكواكب، ثم قام نيوتن بدمج قوانين جاليليو التي تحكم الحركة على سطح الأرض بقوانين كبلر التي تحكم حركة السماوات. عندما ننظر إليهما على السطح، فهذه القوانين لا تشبه بعضها بعضاً بل تتناقض مع بعضها البعض، إلّا أن نيوتن أجرى دمجاً جدلياً ديالكتيكياً بين النقيضين فأعطانا نظريته الكونية في الجاذبية وفي الحركة: الديالكتيك موجود في النظرية العلمية ولا أحد يستطيع إنكار ذلك.
ثانياً، توجد الثورات الهيجلية – وأسميها النظريات الهيجلية أو الثورات الهيجلية – لأنها في الواقع تسير وفق جدل هيجل كما في كتابه علم المنطق. إذا كانت “السوبر” ثورة تقع في مرحلة ما قبل تاريخ العلم، فإن الثورات الهيجلية تقوم في مرحلة تاريخ العلم، أي بعد أن تقطع النظرية العلمية شوطاً في التطور تصل معه إلى حد أن تقوم فيها ثورات، لكن هذه الثورات لا تكون في الأسس المنهجية، بحيث تظل الأسس المنهجية كما هي، وإنما تكون ثورات في النظريات وتأويلها. لذلك نحن مثلاً، في الفيزياء، نجد أن النظرية الكلاسيكية التي أرسى قواعدها اسحق نيوتن قد أضحت مثقلة بالتناقضات في نهاية القرن التاسع عشر. طبعاً أغلب العلماء لم يشعروا بذلك- بعضهم شعر بهذه التناقضات ولكنهم لم يتملّكوها تماماً- ولكن هذه التناقضات موضوعياً أدت إلى تفجر القديم، وإلى تحويل القديم إلى جديد. بالدرجة الأولى حدث ذلك على يد ماكس بلانك وألبرت آينشتاين. في الواقع قامت ثلاث ثورات هيجلية في مطلع القرن العشرين، الثورة النسبية الخاصة، الثورة النسبية العامة، وثورة ميكانيكا الكوانتوم، وهذه الثورات قامت نتيجة التناقض -وليس كما قال توماس كون بالقفزات- وأوضحت، في أكثر من عمل لي، أنها قامت نتيجة تناقضات النظرية الكلاسيكية نفسها. النظرية الكلاسيكية كان فيها أبعاد ميتافيزيقية، بحيث كان تصور الكون – في نهايات القرن التاسع عشر- أنه يتكون من كيانات جوهرية معزولة تماماً عن بعضها البعض، وتتفاعل عرضياً مع بعضها بعضاً، ولكنها في الوقت ذاته تستثني بعضها بعضاً. لاحظوا التناقض الجدلي هنا، مثلاً كان المكان المطلق قائماً بذاته وجوهري؛ الزمان المطلق قائم بذاته وجوهري؛ الجسيمات المادية قائمة بذاتها وجوهرية؛ المجالات مثل المجال الكهرومغناطيسي يكون فيها المجال قائماً بذاته ومختلف عن الجسيمات؛ الأثير- كان هناك افتراض أن هناك أثيراً أي ذلك المائع الذي يملأ المكان اللا نهائي كله؛ ثم كان لدينا أيضاً التفاعل اللحظي عن بعد إشارة إلى الجاذبية: ستة كيانات جوهرية مختلفة، هكذا كانت المادية الميتافيزيقية تحكم النظرية الكلاسيكية.
الآن كان هنالك توتر بين هذه النقائض أدى في النهاية إلى تدمير كل هذه الجدران المطلقة التي تفصل هذه الكيانات الجوهرية عن بعضها البعض، وتحل التناقضات بينها عن طريق هذه الثورات. الحل ليس لكل التناقضات ولكن عدداً منها.
على سبيل المثال، الآن في نهاية القرن التاسع عشر كانت توجد لدينا هذه المجموعة المُطلقات (مكان مطلق، زمان مطلق، جسيمات مطلقة، مجال كهرومغناطيسي مطلق، أثير مطلق، وتفاعل جاذبي لحظي مطلق عن بعد)، والتي كانت كلها في الواقع متناقضة مع بعضها البعض، وتستثني بعضها البعض، ولا يتحول واحد منها للآخر، لا توجد علاقات ضرورية بينها. لكن في التصور الجدلي – الديالكتيك- فإن أساس الجدل هو العلاقات الضرورية والتناقضية والتحولية، هذا هو جوهر الديالكتيك، ذلك أن العلاقات الديالكتيكية هي علاقات ضرورية وليست عرضية، وعلاقات تناقضية، وتحولية بحيث يتحول الشيء إلى آخر، بمعنى أنه ليس هناك جدران مطلقة بينها كما كان في الفيزياء الكلاسيكية في نهاية القرن التاسع عشر بوجود هذه المطلقات.
وقد أدرك بعض العلماء إنه لا يجوز أن يكون لدينا كيانات جوهرية إلى هذا الحد، فبدأت محاولات توفيق بين بعض هذه المطلقات مع بعضها البعض، مثلاً، حاول لودڤيج غولدمان، العالم النمساوي الكبير، بقوله إن قوانين الحرارة الثيرموديناميكا لابد أن تكون انعكاساً لقوانين الميكانيكا، فاستطاع أن يشتق قوانين الثيرموديناميكا وبالذات مفهوم الانتروبي من قوانين نيوتن في الحركة عندما طبقها على الذرات التي افترض وجودها. ورغم أنه أفلح في ذلك إلّا أنه هوجم بشدة خصوصاً من جانب إيرنست ماخ الفيلسوف الوضعي المشهور [الذي كان موضع نقد لينين في كتاب المادية والمذهب النقدي التجريبي]، ليزعم أن غولدمان يتحدث عن أوهام مثل فكرة الذرة. نفس الأمر قام ماخ أيضاً بمهاجمة العالم الكيميائي الألماني أوستفالد، واستطاعوا أن يقنعوا الناس أنهم على حق [في فكرة فصل مجموعة المطلقات] ولكن فيما بعد اتضح بأن غولدمان كان محقاً.
هذه أول محاولة، جرت بعدها محاولة أخرى لاختزال إما الكهرومغناطيسية إلى الميكانيكا أو الميكانيكا إلى الكهرومغناطيسية، حيث قام العالم الكبير ماكسويل بمحاولة اختزال المجال الكهرومغناطيسي إلى معادلات نيوتن لكنه أخفق في ذلك. ثم جاء العالم الهولندي لورنس والرياضي الفرنسي الشهير بوانكاريه، وعالم ألماني اسمه ماكس ابراهام، وهؤلاء حاولوا في الواقع أن يشتقوا قوانين نيوتن من المجال الكهرومغناطيسي لكنهم أخفقوا في ذلك. هنا جاء دور آينشتاين والذي كان عبارة عن مجرد كاتب من الدرجة الثالثة في مكتب براءة الاختراع في مدينة بيرن السويسرية، إلّا انه كان يشتغل منذ عدة سنوات على هذه التناقضات إذا لاحظ أن هناك علة في هذه التركيبة الميتافيزيقية. بالمناسبة، هذه العلة كان قد بدأ في نقدها فريدريك انجلز في الواقع بإشارته إلى البعد الميتافيزيقي في النظرية الكلاسيكية في كتاباته ضد دوهرينغ، وفي جدل الطبيعة.
المهم أن آينشتاين تساءل عن سبب إخفاق العلماء المذكورين في اجراء هذا الاختزال؟ لكنه أدرك بأن هناك تناقضاً بين نظرية ماكسويل في الكهرومغناطيسية ونظرية نيوتن في الميكانيكا. لاحظ هنا بأنه كان جدلياً من حيث لا يدري بينما هو كان يظن بأنه كان وضعياً، لكنه في الواقع كان جدلياً دياليكتيكياً، إذ أننا نستطيع أن نشتق هذه من تلك لأن هناك تناقض في التناظر، التناظر الذي يحكم نظرية ماكسويل مختلف عن ذاك الذي يحكم نظرية نيوتن، وبدون دخول في تفصيلات فيزيائية كان هناك تناقض بينهما وعلينا بحسب آينشتاين أن نحل هذا التناقض. هو مال نحو ماكسويل لأن نظرية ماكسويل كانت أكثر اتساقاً من نظرية نيوتن، فبدأ من نظرية ماكسويل مفترضاً بأن تناظرها يحكم حتى الميكانيكا، وقام بتطبيق تناظر ماكسويل على نظرية نيوتن ليقلبها رأساً على عقب، إذ حطم مفهوم المكان المطلق، وحطم مفهوم الزمان المطلق، وبالتالي أزال هذا الجدار المطلق بين المكان والحركة وبين الزمان والحركة. ثم بعد ثلاث سنوات، قام هيرمان مينكوفسكي، أستاذ آينشتاين، بدمج النقيضين الزمان والمكان فيما يُعرف بـ “الزمكان”، Space-Time وبدون التعمق في هذه التفصيلات أود الإشارة إلى الجدل هنا، والأهم من ذلك، اكتشف آينشتاين كنتيجة لهذه الثورة التي قام بها، وهي أن التناظر الماكسويلي ينسحب حتى على الميكانيكا، وتوصل إلى نتيجة أن هناك علاقة ما بين الطاقة والكتلة، وهي المعادلة المشهورة: E= mc2
أي أننا يمكن أن نحول ما يسمى الطاقة إلى الكتلة، ونحول الكتلة إلى طاقة، أي أنه أزال هذا الجدار المطلق بين الجسيمات وبين المجالات، بحيث يمكن أن تتحول الجسيمات إلى مجالات وأن تتحول المجالات إلى جسيمات.

  • أي أن المنطق الصوري هنا انهار بأكمله!
    د. هشام غصيب: بالضبط، تحت ظروف معينة يمكن أن نحول هذه إلى تلك وتلك إلى هذه، وقد أثبتتها التجارب منذ ذلك الوقت آلاف المرات، فالكتلة والطاقة هما شيء واحد، هما مظهران متناقضان لشيء واحد، ويتحولان إلى بعضهما بعضاً. هذه كانت ثورة كبيرة قام بها آينشتاين، عندما بيّن بأننا نستطيع أن نحول الجسيمات إلى مجالات والمجالات إلى جسيمات. آينشتاين دمّر هذه الكيانات الجوهرية: أولاً أقصى مفهوم الأثير فقال لسنا بحاجة إليه؛ كما قال بأن التفاعل عن بعد غير صحيح فعلينا أن ننشئ نظرية مجالية في الجاذبية وبذلك حطَّمَ هذه المسألة؛ حطَّمَ مفهوم المكان المطلق والزمان المطلق، وقام بالتوحيد بين الزمان والمكان كما فعل بين الجسيم والمجال.
    بهذه النظرية، نظرية النسبية الخاصة، استطاع آينشتاين في الواقع – بطريقة جدلية فذة- أن يُدمِّرَ تماماً هذا التصور الميتافيزيقي للكيانات الجوهرية التي تفصلها عن بعضها بعضاً جدران شاهقة لانهائية في العلوم، وأن يبين بأن كل هذه الكيانات التي نقول إنها جوهرية، تتحول إلى بعضها بعضاً أو أنه لا لزوم لها، هذه في نظرية النسبية الخاصة.
    الوقت لا يتسع هنا للحديث عن النظرية النسبية العامة، ربما في مناسبة أخرى أبيّن كيف قاد التناقض بين نظرية النسبية الخاصة ومفهوم التسارع ومفهوم الجاذبية إلى النظرية النسبية العامة عند آينشتاين. فقط أريد أن أذكر نقطة واحدة حال حديثنا هنا عن الثورات الهيجلية. لاحظوا بأنه في الثورات الهيجلية، يتم تخطي القديم لكنه لا يُلغى. بمعنى أن النظرية النسبية الخاصة تخطت نظرية نيوتن لكنها لم تُلغها؛ نظرية النسبية العامة لم تُلغ النظرية النسبية الخاصة ولا نظرية نيوتن وإنما تخطتهما؛ نظرية الكوانتوم تخطت نظرية نيوتن لكنها لم تُلغها. هذه نقطة أساسية في الثورات الهيجلية، التناقضات الداخلية تتفجر فتُنتج هذه الثورات، لكن هذه الثورات لا تلغي القديم، وإنما تبقي عليه ولكن تغير معناه وتتخطاه. إذن هي تتخطى بالطريقة الهيجلية Aufhebung، من دون أن تنسف القديم أو تلغيه، هذا ما يميزها عن “السوبر” ثورة.
    وبذلك تتميز الثورات الهيجلية في العلم عن تلك الأخيرة في النقاط التالية: أولاً، أنها تحدث في مرحلة تاريخ العلم؛ ثانياً، أنها تطيع منطقاً جدلياً مألوفاً هو منطق هيجل – ماركس؛ ثالثاً، هي لا تلغي القديم، وإنما تتخطاه فقط؛ رابعاً: إنها لا تحصل في الأسس المنهجية وإنما فقط على صعيد النظرية. فهكذا أنا أميز بين هذين النمطين، “السوبر” ثورة والثورات الهيجلية.
    الآن في نظرية ميكانيكا الكوانتوم هي نظرية هائلة لا أريد أن أدخل في تفصيلاتها ولكن يوجد فيها مسألة أساسية مثلاً الضوء هو جسيم وموجة في آن واحد، وبحسب بعض العلماء أن كل كيان مادي هو عبارة عن جسيم ومجال في آن واحد: لاحظ هنا بأن كل شيء يتضمن النقيضين في جوهره، بمعنى أن الإلكترون هو من جهة جسيم ومن جهة أخرى مجال، وليس فقط أنه شيء ويتحول إلى نقيضه، بل النقيضان موجودان فيه، ويظهر هذا الوجه تحت ظروف معينة أو الوجه الآخر تحت ظروف معينة، لكننا لا نستطيع أن نفهم الشيء إلّا بأنه يتضمن النقيضين في آن واحد كما قال هيجل وكما قال ماركس. هذا التوتر بين النقيضين هو الذي يدفع الشيء لبيان أوجهه المختلفة، وهذه فكرة جدلية ديالكتيكية. العلم مُضمخ بالديالكتيك كما أوضح انجلز لكن في عهده لم يكن واضحاً تماماً مدى جدلية النظرية العلمية والعلم.
    الآن نلاحظ بأن الجدل أساسي ليس فقط لفهم تاريخ العلم، وإنما أيضاً في فهم العلم ذاته، لكني أريد أن أكتفي بهذا القدر حيث طرحت نظرية جدلية في مجابهة توماس كون وألتوسير وإلى حدٍ ما غاستون باشلار، وطبعاً لن أذكر كارل بوبر لأنه لا يوجد لديه نظريه ولا تاريخ بعكس كون وألتوسير وباشلار.

Author

  • الأطروحة (11)

    الأطروحة (11) هي منصة فكرية تبادر بالاسهام في الجهود الرامية إلى نشر الوعي بالفكر النقدي على قاعدة من أطروحات كارل ماركس بأبعادها الفلسفية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

اقرأ المزيد من المقالات ذات الصلة

أزمة مصرفية أم أزمة نظام اقتصادي؟ – 1

يتناول الأستاذ محمد عبد الحليم ضمن فعاليات الأطروحة (11) بقراءة نقدية المنظور الاقتصادي فيما يخص تعامله مع أزمات البنوك أو المصارف، كما تجلت – مؤخراً – في انهيار بنك وادي السيليكون Silicon Valley Bank SVB وما تبعه من ارتدادات سواء على مستوى أميركا أو القارة الأوروبية. وهنا نسأل، هل أزمة البنوك فعلياً هي أزمة تخص البنوك، منفصلة عن المنظومة الرئيسية التي تعمل من خلالها البنوك؟ وتعمل بحسب آلياتها وقوانينها المعلنة، بل وقوانين حركة المجتمع الرأسمالي؟

نظرية الثورة العلمية: عرض ونقد 2/1

من خلال دراستي لتاريخ الفيزياء تحديداً والفلك والكوزمولوجيا وعلوم الطبيعة، وجدت أنني أضيع تماماً من دون مفهوم الديالكتيك، حيث أنه مفهوم أساسي في فهم أي منظومة فكرية، أو أي منظومة اجتماعية أو أي منظومة طبيعية.

نقد فلسفة العلم 2/2

تستكمل “تقدُّم” نشر محاضرة د. هشام غصيب “الماركسية والعلم”، التي ألقاها ضمن السلسلة الـ (21) من فعاليات منتدى الأطروحة الـ 11 على منصة “كلوب هاوس”، حيث ينتقد فيها، بعض أطروحات كارل بوبر وتوماس كون، ويظهر ارتباطها بالاطار الايديولوجي الموجودة فيه، وخلفية هجومهما على النظرية الماركسية

نقد فلسفة العلم 2/1

سلسلة مخصصة تتناول فيها فلسفة العلم والتطور التاريخي للعلم في الحضارات المختلفة وعلاقة هذا التطور بالرأسمالية، كما تتناول فيها بُنية الثورات العلمية، والعلم في نظرية ماركس في التاريخ، وحديث عن الجدل أو الديالكتيك في العلم وفي الطبيعة.

[zeno_font_resizer]