شهداء الثلاثاء الحمراء: فؤاد حجازي.. محمد جمجوم.. عطا الزير “الاستقلال التام أو الموت الزؤام”

-+=

في السابع عشر من شهر حزيران/ يونيو العام 1930 في مدينة عكا أقدمت سلطات الاحتلال البريطاني لفلسطين على إعدام ثلاثة مناضلين فلسطينيين هم: فؤاد حجازي من مدينة صفد، ومحمد جمجوم وعطا الزير من مدينة الخليل. ثلاثة مناضلين ساروا في درب مقاومة الاحتلال البريطاني ومشاريعه الذي اتهمهم بقتل مستوطنين صهاينة خلال ثورة البراق العام 1929. وأصدر حكم الإعدام، شنقاً، بالأبطال الشهداء الثلاثة، الذين تسابقوا، بتحد لقرار الاحتلال، إلى “مرجوحة الأبطال” حبل المشنقة… بخطى راسخة وبهمة من همّة المقاومين أصحاب الأرض، فلسطين، وحق الدفاع عنها ضد الاحتلال البريطاني ووعده المشؤوم للصهاينة بكيانهم، كيان الإجرام والقتل، الكيان الصهيوني، على أرض الزيتون والبرتقال، فلسطين. هي حكاية أبطال ساروا في درب الجلجلة، المقاومة، ضد المشروع الصهيوني، هو درب ستبقى جذوره راسخة جيلاً بعد جيل إلى تحرير فلسطين، كاملة، من الاحتلال الصهيوني، وليد الاحتلال البريطاني ورأس حربة الإمبريالية الأميركية ومشاريعها التوسعية في منطقتنا العربية.

اندلعت ثورة البراق رداً على مظاهرة ضخمة نظمها المستوطنون الصهاينة يوم 14 آب/ أغسطس العام 1929 بمناسبة ما يدّعون أنه ذكرى “تدمير هيكل سليمان” المزعوم، وقاموا في اليوم التالي بتنظيم مظاهرة في شوارع القدس، تحدياً لأصحاب الأرض والحق بها، بحماية، بالطبع، من الاحتلال البريطاني، وهم يرددون “النشيد القومي الصهيوني”، ووصلت مظاهرة الصهاينة إلى حائط البراق، الحائط الغربي للمسجد الأقصى، وكانوا يريدون الاستيلاء عليه، فهبت ثورة عارمة في كل فلسطين دفاعاً عن فلسطين، ضد مشاريع تهويد القدس، والاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية.

اعتقلت سلطات الاحتلال البريطاني 26 شاباً فلسطينياً شاركوا في الثورة، وكان من بينهم الأبطال الثلاثة فؤاد حجازي، ومحمد جمجوم، وعطا الزير، وحكمت على جميع المعتقلين بالإعدام، ولكن الحكم انتهى بتخفيف العقوبة عن 23 من المعتقلين إلى السجن المؤبد، باستثناء الشهداء الثلاثة الذين ثبتت سلطات الاحتلال البريطانية حكم الإعدام بحقهم.

شهداء ثلاثة أقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد   

“كانوا ثلاثة رجال يتسابقوا عالموت… أقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد…

وصاروا مثل يا خال وصاروا مثل يا خال… طول وعرض البلاد…”

فؤاد حجازي (1911- 1930): 

مولود في مدينة صفد عام 1911، وهو أصغر الشهداء الثلاثة، أعدمته قوات الاحتلال البريطاني قبل أن يتم عامه العشرين، معروف منذ صغره بشجاعته وانتمائه إلى الوطن فلسطين ومقاومة الخطر الصهيوني. تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الجامع الأحمر، والثانوية في الكلية الإسكندرية التي تعرف باسم “مدرسة سمبل” وحصل منها على شهادة “المترك”.

عطا الزير (1865- 1930): 

مواليد مدينة الخليل عام 1865 عمل في العديد من المهن اليدوية، وعمل أيضاً في الزراعة. عرف منذ صغره بقوته وجرأته، شارك في المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها مدينة الخليل ضد مشاريع هجرة الصهاينة إلى فلسطين لتوطينهم فيها. 

محمد جمجوم (1902- 1930): 

مواليد الخليل حارة القزازين عام 1902، تعلم فيها القراءة والكتابة. معروف أنه كان يتقدم المظاهرات ضد الاحتلال البريطاني ومقاومة الحركة الصهيونية. في نهاية صيف عام 1929 كان يستعد للزواج، ولكن سلطات الاحتلال البريطاني اعتقلته قبل زفافه. 

الثلاثاء الحمراء أبطال تحدوا الموت وتسابقوا إلى حبل “مرجوحة الأبطال”

تعود تسمية “الثلاثاء الحمراء” إلى إقدام قوات الاحتلال البريطاني صبيحة يوم الثلاثاء الواقع فيه 17 حزيران/ يونيو عام 1930 بإعدام الشهداء الثلاثة الأبطال، فؤاد حجازي، ومحمد جمجوم، وعطا الزير، شنقاً في سجن القلعة في مدينة عكا، خلال ثلاث ساعات متتالية.

قرار الإعدام واجهه الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية، بمظاهرات واحتجاجات في العديد من المدن الفلسطينية والعربية، ولكن سلطات الاحتلال البريطاني نفذت حكم إعدام الأبطال الثلاثة. وفي يوم إعدام الشهداء الثلاثة والأيام التي تلته ارتفعت أصوات المآذن والكنائس كتعبير عن الوحدة في رفض حكم الإعدام والحث على المقاومة. هي أصوات الجوامع والكنائس تحية للشهداء الأبطال الثلاثة في مظهر يدل على وحدة الانتماء إلى الوطن فلسطين والشهادة في سبيل تحريرها ومواجهة مخططات الاستعمار والحركة الصهيونية المدعومة منه. وفي إمعان منها بالإجرام وعدم احترام حقوق الإنسان، حتى بعد موته، قامت سلطات الاحتلال البريطاني بدفن جثامين الشهداء الثلاثة داخل سجن عكا ولم تفرج عنهم إلَّا بعد 40 يوماً. 

حاولت سلطات الاحتلال البريطاني من خلال إعدام الشهداء الثلاثة وأسر جثامينهم، إرهاب الشعب الفلسطيني ومنع الهبة التي قام بها ضد السلطات البريطانية وحركة المستوطنين الصهاينة، ولكنه شعب لا يهاب القمع ولا الموت ولا الاحتلال فهب في وجه سلطات الاحتلال البريطاني…. 

مقاومون دربهم درب الحرية وتكسير قضبان الظلم والاحتلال… مقاومون كان ردهم المجلجل على السجان بفداء بعضهم الآخر والتسابق إلى درب الشهادة من أجل فلسطين.

يوثق كتاب “الثلاثاء الحمراء في الحركة الوطنية الفلسطينية“، للمؤلف عادل مجاهد العشماوي، الصادر من دار المبتدأ للطباعة والنشر- دمشق، والصادر أيضاً من دار عويدات للطباعة والنشر، في فصل منه، أحاديث الشهداء الثلاثة مع أهلهم ووصيتهم لهم، وهناك أيضاً العديد من المقالات والدراسات حول شهداء الثلاثاء الحمراء، ووصية كل شهيد منهم إلى أهله، والوصية التي خطها فؤاد حجازي بخط يده موقعة بأسماء الشهداء الثلاثة، ونشرتها جريدة اليرموك التي كانت تصدر في حيفا.

الشهيد محمد جمجوم طلب أن ينفذ حكم الإعدام به قبل رفيقه عطا الزير فكان له ما أراد وسار إلى درب الجلجلة. قال لأمه حين رآها تبكي:

“ولماذا تبكين يا أماه؟ أتبكين عليّ لأنني أريد أن أموت شهيداً؟ زغردي يا أماه، زغردي، لأن هذا اليوم هو يوم عرسي”.

الشهيد عطا الزير طلب أن ينفذ حكم الإعدام به من دون أصفاد، طلبه رُفض، فكسر عطا أصفاده وسار إلى “مرجوحة الأبطال” حبل المشنقة مرفوع الرأس، وكان عطا قد طلب من أقاربه أن يجلبوا له “الحناء”، المعروف في عادات أهل مدينة الخليل وتقاليدها أنه في الأعراس توضع الحناء على الأصابع، وقد عدَّ عطا يوم استشهاده أنه يوم عرسه، فرحه.

قال عطا لأخواته حين ذهبن لوداعه: “لا تظنوا أني ميت، أنا حي فلا تبكين علي، أتأسفون علي؟ لست جبانا لأخشى الموت، لا يخاف الموت إلا الجبناء، الأنذال، وضعيفي الإيمان بالله والآخرة”.

فؤاد حجازي كتب وصيته قبل ليلة من تنفيذ حكم الإعدام، نشرتها جريدة “اليرموك”، خاطب فيها أمه والأمة العربية. قال لأمه: “أما أنت يا أماه، فصبراً صبراً، ولا يشتد جزعك لمصرع فؤاد، لأنه حي خالد الذكر، أبد الدهر، إذ ما معنى الحياة في هذه الدنيا إلا الاجتهاد في العمل الصالح لأجل تخليد الذكر، فأنا بحمد الله قد تخلّد ذكري وستتوارثه الأجيال الآتية جيلاً بعد جيل، لهذا عليك أن تفرحي لفؤاد، الذي قضى، قبل أن يتجاوز العقد الثاني من عمره وقد خلد له هذا الذكر…”. 

وعن الأمة كتب في رسالته إن الأمة “التي تقف في وجه بؤسها وتقاتل، أمةٌ لن تموت”.

وصية الشهداء الثلاثة:

ممّا جاء في الوصية:

“رجاؤنا إلى الأمة العربية في فلسطين أن لا تنسى دماءنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة، وأن تذكر أننا قدّمنا عن طيب خاطر أنفسنا وجماجمنا لتكون أساساً لبناء استقلال أمتنا وحريتها، وأن تبقى الأمة مثابرةً على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الاعتداء، وأن تحتفظ بأراضيها فلا تبيع للأخصام منها شبراً، وأن لا تهون عزيمتها، وأن لا يضعفها التهديد والوعيد، وأن تكافح حتى تنال الظفر، ولنا في آخر ساعات حياتنا رجاء إلى أمراء وملوك العرب والمسلمين في سائر أنحاء المعمورة، بأن لا يثقوا بالأجانب ولا سياسييهم، وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى: ويروغ منك كما يروغ الثعلب”.

واختتموا رسالتهم- وصيتهم بالقول: “الآن بعد أن رأينا من أمتنا وبلادنا وبني قومنا هذه الروح الوطنية وهذه الحماسة القومية، فإننا نستقبل الموت بالسرور والفرح الكاملين ونضع حبلة المرجوحة، مرجوحة الأبطال، بأعناقنا عن طيب خاطر فداء لك يا فلسطين. وختاماً نرجوكم أن تكتبوا على قبورنا إلى الأمة العربية، الاستقلال التام أو الموت الزؤام، وباسم العرب نحيا وباسم العرب نموت”.

قصيدة “الثلاثاء الحمراء”

قصيدة للشاعر إبراهيم طوقان تحكي آخر لحظات من حياة الأبطال الثلاثة فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجوم، ومواجهتهم لحكم الإعدام بشموخ، وقد أصبحت من القصائد التي توثق نضالات الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال. 

تصف القصيدة بكلمات عميقة معبرة عن تسابق الشهداء إلى حبل مرجوحة الأبطال، إلى درب الشهادة خلال الساعات الثلاث لتنفيذ حكم الإعدام بهم.

الساعات الثلاث

الساعة الأولى

أنا ساعةُ النفسِ الأبيَّهْ   الفضلُ لي بالأسبقيَّهْ

أنا بِكرُ ساعاتٍ ثَلاثٍ، كلُّها رمزُ الحميَّهْ

بنتُ القضيّةِ إنّ لي   أثرًا جليلًا في القضيّه

أثرَ السيوفِ المشرفيّـةِ، والرماحِ الزاغبيّه

أودعتُ، في مُهج الشبيـبةِ، نفحةَ الرُّوحِ الوفيّه

لا بدَّ من يومٍ لهم    يَسقي العِدى كأسَ المنيّهْ

قسمًا بروح (فؤاد) تَصْــعَدُ من جوانحِهِ زكيّه

تأتي السماءَ حفيَّةً         فتحلُّ جنّتَها العليّه

ما نال مرتبةَ الخُلودِ     بغير تضحيةٍ رضيّه

عاشتْ نفوسٌ في سَبيـلِ بلادها ذهبتْ ضحيّه

الساعة الثانية

أنا ساعةُ الرجل العتيدِ  أنا ساعةُ البأسِ الشديدِ

أنا ساعةُ الموتِ المُشَرِّف  كلَّ ذي فعلٍ مجيد

بطلي يُحطّمُ قيدَهُ         رمزًا لتحطيم القيود

زاحمتُ مَنْ قبلي لأَسـبقَها إلى شرَفِ الخلود

وقدحتُ، في مُهجِ الشَّبابِ، شرارةَ العزمِ الوطيد

هيهات يُخدَعُ بالوعودِ، وأنْ يُخدَّرَ بالعهود

قسمًا بروح (محمّدٍ):  تلقى الردى حُلْوَ الورود

قسمًا بأمّكَ عند مَوْتِكَ، وَهْي تهتف بالنشيد

وترى العزاءَ عن ابنِها في صيتِه الحَسَنِ البعيد

ما نال مَن خدمَ البِلادَ أجلَّ من أجرِ الشهيد

الساعة الثالثة

أنا ساعةُ الرجلِ الصبورِ  أنا ساعةُ القلبِ الكبيرِ

رمزُ الثباتِ إلى النِّهايَةِ، في الخطير من الأمور

بطلي أشدُّ على لقاءِ الموتِ من صُمِّ الصخور

جذلانُ يرتقبُ الردى    فاعجبْ لموتٍ في سرور

يلقى الإلهَ (مُخضَّبَ الْــكَفَّينِ) في يوم النُّشور

صَبْرُ الشبابِ على المصابِ، وديعتي ملءُ الصدور

أنذرتُ أعداءَ البِلادِ بشَرِّ يومٍ مُستطير

قسمًا بروحكَ يا (عطاءُ)، وجنَّةِ المَلِكِ القدير

وصِغارِكَ الأشبالِ تَبْـكي الليثَ بالدَّمعِ الغزير

ما أنقذ الوطنَ المفَدَّى      غيرُ صبّارٍ جسورِ

“من سجن عكا طلعت جنازة”

قصيدة – مرثية بالعامية ارتبطت باسم الشاعر نوح إبراهيم (1913- 1938) مطلعها:

 “من سجن عكا طلعت جنازة.. محمد جمجوم وفؤاد حجازي.. وجازي عليهم يا شعبي جازي.. المندوب السامي وربعه عمومه”. 

أنشدت بعض مقاطعها فرقة “العاشقين” الفلسطينية في أغنية “من سجن عكا” وهي من ضمن ألبوم بعنوان: “عز الدين القسام”. وقد لحنها الفنان الراحل حسين نازك، وأداها الفنان الراحل حسين منذر.

بدأت فرقة العاشقين الأغنية بموال: 

كانوا ثلاث رجال تسلبقول على الموت

 أقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد 

وصاروا مثل يا خال وصاروا مثل يا خال… 

طول وعرض البلاد…

نهوا ظلام السجن يا أرض كرمالك

يا أرض يوم تندهي بتبين رجالك

يوم الثلاثا وثلاث يا أرض ناطرينك

من اللي يسبق يقدم روحه من شأنك

يا عين…. يا عين….

***

من سجن عكا وطلعت جنازه

محمد جمجوم وفؤاد حجازي

وجازي عليهم يا شعبي جازي

المندوب السامي وربعو عموما

..

محمد جمجوم ومع عطا الزير

فؤاد حجازي عز الذخيره

انظر المقدر والتقادير

بأحكام الظالم تا يعدمونا

..

ويقول محمد انا اولكم

خوفي يا عطا اشرب حسرتكم

ويقول حجازي انا اولكم

ما نهاب الردا ولا المنونا

..

امي الحنونه بالصوت تنادي

ضاقت عليها كل البلاد

نادو فؤادي مهجه فؤادي

قبل نتفرق تا يودعونا

..

تنده ع عطا من ورا الباب

وامي بستنظر منو الجواب

عطا يا عطا زين الشباب

يهجم علي العسكر ولا يهابونا

..

خيي يا يوسف وصاتك امي

اوعي يا اختي بعدي تنهمي

لاجل هالوطن ضحيت بدمي

وكلو لعيونك يا فلسطينا

..

ثلاثه ماتو موت الاسودي

وجودي يا امي بالعطا جودي

علشان هالوطن بالروح نجودي

ولاجل حريتو بيعلقونا

..

نادي المنادي يا ناس إضراب

يوم الثلاثا شنق الشباب

اهل الشجاعه عطا وفؤادي

ما يهابو الردا ولا المنونا

وما زال الشعب الفلسطيني يقاوم الكيان الصهيوني الذي زرعه على أرض فلسطين “وعد بلفور” المشؤوم، وتحميه القوى الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة، وسيبقى الشعب الفلسطيني يقاوم ويقاوم حتى تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني، تحريرها “من المي للمي”، وإلى جانبه جميع أحرار العالم.

Author

اقرأ المزيد من المقالات ذات الصلة

عبد الخالق محجوب نجم أنار الدجى

بعد أكثر من خمسة عقود من اغتياله على يد طغمة مايو العسكرية 1969- 1985 ما زلنا نعاود قراءة إسهامات عبد الخالق محجوب (22 سبتمبر 1927- 28 يوليو 1971) الفكرية ونتأمل مواقفه السياسية. إنها قراءات مستفيضة تارة وقاصرة في كثير من الأحايين لبزوغ نجم أنار الدجى باشتعاله كالنيزك لكنه وصل الأرض صريعاً.

الشيخ إمام تحية ووردة حمراء

ثلاثون عاماً على رحيل صوت أغنية الناس وآلامهم وآمالهم، صوت الأغنية السياسية الوطنية الملتزمة قضية الوطن، والعمال والفلاحين والمثقفين الثوريين، الملتزمة قضية فلسطين