
كان الله في عون أصحاب الدخول المتدنية
إنّ هذا التوجيه في حال تنفيذه يعني بالضرورة رفع أسعار السلع والخدمات العامة، التي تقدّمها الجهات الحكومية والشركات المملوكة لها، وهذا ما سيثقل كاهل المواطن والمقيم بأعباء معيشية مرهقة
رغم المجازر الوحشية، التي اقترفها العدو الصهيوني، والدمار الشامل والتضحيات الجسام والمعاناة الرهيبة، التي تعرّض لها أهلنا الصامدون في غزة طوال سنة كاملة منذ “طوفان الأقصى”، إلَّا أنه رغم ذلك كله يبقى الطوفان عملاً بطولياً استراتيجياً نوعياً هزّ أركان الكيان الصهيوني ووجّه ضربة أليمة للمنظومة العسكرية والأمنية الصهيونية.
والأهم، أنّ الطوفان قد أعاد الاعتبار إلى المقاومة بوصفها الخيار الأساسي الأول أمام شعبنا العربي الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وأبرز مآثر الصمود الشعبي الفلسطيني الأسطوري في وجه آلة القتل والدمار الوحشية الصهيونية، وقطع الطريق على محاولات التآمر الصهيوني- الإمبريالي المحمومة لتصفية القضية الفلسطينية، وطوى صفحة العار المتمثلة في اتفاقات أوسلو الخيانية.
وفي الوقت ذاته فقد كشف الطوفان أنّ الإمبريالية الغربية، وبالأساس الإمبريالية الأميركية ليست مجرد داعم مساند للكيان الصهيوني الغاصب، وإنما هي شريك كامل له في عدوانه وجرائمه، مثلما فضح تخاذل ما يسمى المجتمع الدولي وتواطؤه، وعرى عجز بعض الأنظمة الرسمية العربية، وأبرز تآمر أنظمة التطبيع وضلوعها في إسناد العدو. وفي المقابل فقد أبرز الطوفان بداية تحرر شعوب الغرب من سطوة الدعاية الصهيونية الخادعة، حيث بدأ يتشكّل رأي عام شعبي مناصر للقضية الفلسطينية في أوروبا وأميركا.
وأما في بلداننا العربية، فإنّ معظم شعوب الأمة العربية الخاضعة لقيود الاستبداد السلطوي أو المكوية بنيران الحروب الأهلية والصراعات الداخلية المدمرة، لم تتمكن، بكل أسف، من أداء واجبها في التضامن مع الشعب العربي الفلسطيني والمقاومة والمشاركة في مواجهة العدو الصهيوني، ما يؤكد حقيقة ارتباط الصراع مع العدو الداخلي والعدو الخارجي، وأن النضال من أجل الحرية والخلاص من الاستبداد وإطفاء نيران الحروب الأهلية هما المدخل نحو المشاركة في معركة الكفاح ضد الهيمنة الإمبريالية والتصدى للعدوان الصهيوني.
ويبقى الدور المشهود هو دور قوى الإسناد العربية خصوصاً في لبنان واليمن، والدور المساند لإيران في التصدي للعدوان الصهيوني الإمبريالي، ما يؤكد حقيقة أنّ الصراع مع العدو الصهيوني وشركائه ليس مجرد قضية وطنية فلسطينية، وإنما هو صراع تحرري وطني ذو أبعاد قومية وأممية.
واليوم، وفي هذا الظرف العصيب، الذي أصبح فيه لبنان وشعبه ومقاومته في قلب المواجهة وليس مجرد طرف مساند، حيث يتعرض إلى عدوان صهيوني – أميركي غاشم، فإننا نستذكر ذلك التاريخ الطويل من مسلسل الاعتداءات والمجازر الصهيونية، التي استهدفت لبنان ونسترجع معها بفخر السجل المشرف للمقاومة اللبنانية، وأبرزها الاحتلال الصهيوني لبيروت في العام 1982، وتحرير الجنوب في العام 2000، وحرب العام 2006، ما يؤكد الحقيقة الثابتة بوحدة المصير بين الشعبين الفلسطيني واللبناني… وضرورة مواصلة المقاومة حتى التحرير.
وفي هذا السياق فإنّ المهمة الأولى، التي تبرز أمام شعوب أمتنا العربية وقواها التحررية، يفترض أن تتمثل في التحرك الجاد للفكاك من قيود الاستبداد والتهميش، وتجاوز التناقضات الجانبية، وصولاً إلى المشاركة الفاعلة في معركة الأمة ومواجهة العدو ودعم الصمود الشعبي الفلسطيني واللبناني وإسناد قوى المقاومة، ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني.
إنّ هذا التوجيه في حال تنفيذه يعني بالضرورة رفع أسعار السلع والخدمات العامة، التي تقدّمها الجهات الحكومية والشركات المملوكة لها، وهذا ما سيثقل كاهل المواطن والمقيم بأعباء معيشية مرهقة
تأتي الجريمة الصهيونية الجديدة اليوم بتفجير مربع سكني كامل في مخيم جنين بالضفة الغربية لتضاف إلى سجل جرائم الحرب، التي يقترفها الكيان الصهيوني الغاصب ضد
الدلالة الأهم مما حدث ويحدث تتمثّل في واقع ما شهده الكيان الصهيوني من تحجيم، بحيث أصبحت المشاريع التوسعية الأسطورية من شاكلة “إسرائيل الكبرى” وهماً فارغاً
يؤكد العدوان الصهيوني المتجدد على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية الفلسطينية أنّ الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب لا يمكن أن يتوقف، وهو صراع وجودي