
آفاق الصراع مع العدو الصهيوني بعيداً عن التشاؤم والتفاؤل
هناك نظرتان سائدتان تجاه ما آل إليه الصراع مع العدو الصهيوني الأولى متشائمة والأخرى متفائلة، ولكلا هاتين النظرتين ما يبدو أنه يثبت ظاهرياً صحة كل
أقيمت في الكويت النسخة ٢٦ من بطولة كأس الخليج لكرة القدم خلال الفترة من ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤ إلى ٤ يناير ٢٠٢٥، ولهذه البطولة مكانة خاصة بين أبناء الخليج والجزيرة العربية، فهي ليست مجرد حدث رياضي، وإنما هي فرصة لتلاقي وتجمع الشعوب وتكاتفهم والتعبير عن عمق العلاقات بين شعوب المنطقة.
وقد نجحت البطولة بشكل ملموس “نسبياً” في جوانب عديدة تطرق لها الإعلام والمتابعون للبطولة، ولابد من كلمة شكر لجميع من ساهم في هذا النجاح من منظمين ومتطوعين وجماهير ورياضيين وإعلاميين وغيرهم.
وبعد ختام البطولة نود تسليط الضوء والإشارة لبعض الملاحظات:
1- نجاح البطولة كان بعد تكتيف أطراف الصراع الرياضي وأقطابه.
2- كما يبدو أن “ردة الفعل” بعد الكارثة التنظيمية في إحدى مباريات تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، شكلت تحدياً للحكومة ودافعاً للنجاح، وليس كمشروع رياضي استراتيجي جدي لتطوير المجال الرياضي، الذي شهد تراجعاً بل انحدر في السنوات الأخيرة، حيث آن الأوان لتطوير جذري للمنظومة الرياضية في الكويت.
3- قصور بل إنعدام التضامن مع القضية الفلسطينية، ومنع مظاهر التضامن بعدم السماح بإدخال الكوفية وغيرها، فلم يستغل هذا الحدث للتعبير عن موقف الشعوب الرافض للعدوان الصهيوني على فلسطين كما يحدث في الملاعب العالمية، وهو أمر يدعو للقلق خصوصاً مع المعطيات والمستجدات السياسية الخارجية الكبيرة في المنطقة وتأثيرها على موقف الحكومات من العدو الصهيوني.
4- ملاحظة تركّز ثقل حضور الجماهير في الأماكن الشعبية التاريخية مثل سوق المباركية مقارنة مع المجمعات التجارية والأبراج الكبيرة، وهو ما يستدعي الاهتمام بالجانب التراثي والتاريخي ضمن منظور الدولة للتنمية والثقافة والعمران، وليس بالمنظور التجاري الرأسمالي.
5- انتعاش السياحة المحلية وتأثيرها الإيجابي على الشعب والدولة، ما يستدعي الاهتمام الجدي من الحكومة لتطوير هذا الجانب والاستثمار في ترفيه الشعب.
6- مع وجود بعض العيوب في طريقة حجز التذاكر وما واجهته من قصور إلا أن الحضور في ملعب استاد جابر الدولي كان كبيراً ومشجعاً لحضور الجمهور من رجال ونساء وعوائل، لكن لوحظت هجمة ذكورية متخلفة على حضور النساء في المباريات وتعميم سلبي مبالغ فيه كثيراً من هذه الأصوات الرجعية.
٨ يناير ٢٠٢٥
هناك نظرتان سائدتان تجاه ما آل إليه الصراع مع العدو الصهيوني الأولى متشائمة والأخرى متفائلة، ولكلا هاتين النظرتين ما يبدو أنه يثبت ظاهرياً صحة كل
رغم الطبيعة العنجهية والخطاب المتعالي المتغطرس للولايات المتحدة الأميركية خصوصاً في ظل الإدارة الحالية للرئيس ترامب وزمرته، ورغم ما نشهده من عدوان أميركي سافر يستهدف
كشفت حادثة التلاعب في سحوبات الجوائز في أحد المهرجانات التسويقية أنّ ما حدث سبق أن تكرر مرات ومرات، وأنّ حادثة التلاعب ليست حادثة فردية منعزلة،
ما دام هناك كيان صهيوني عدواني عنصري استيطاني مزروع على أرضنا العربية، فإنّ الصراع الدائر معه ومع حماته لن ينتهي، وإن هدأ حيناً أو توقّف أحياناً.