الثّقافة والهويّة العربيّة

-+=

هناك شبه اجماع على أنّ الثّقافة مصنوع فنيّ اجتماعيّ أو أداة تكيف متطورة تعدّل في تفاعلها مع وظيفتها الاجتماعيّة المتطورة التي نشأت اجتماعيّاً لأدائها، وتغدو الثّقافة السائدة دالة على ما يشغل بال المجتمع، أو يحتل مكانة الصدارة والأولوية في عقله ويرصد له جهده. فالثّقافة مشروع بناء مجتمع، وهي كلّ لا يتجزأ، هي السياسة والاقتصاد والصحة والتّعلم والفن والأدب والسلوك، هي كلّ جزئية من جزئيات الحياة الاجتماعيّة، تتصل بالفرد سلوكاً، أو بالمجتمع أسلوباً في الحياة، إنها ترتبط بالسياسة تنفيذاً وممارسة، وبالاقتصاد تنمية، وبالأدب خصوصية، وبالجمال ذوقاً، وبالأخلاق قيماً، وبالتربيّة والتّعليم إعداداً وتنشئة، والإعلام اتصالاً، وبالعمران هندسة، وبالملبس أزياءً، وبالأفراح والأتراح عادات وتقاليد، وبالصناعة فناً ومهارة، وبالعالم حواراً. لذا هي تتعلق بنهوض أمة وبناء مجتمع، وإن التنظير لها وصياغتها في استراتيجية شاملة هو علم ضخم يشارك فيه الجميع. 

بيد أنّ الثّقافة كمفهوم ليست نسقاً نمطياً واحداً، كذلك المجتمع ليس بناءً ناجزاً وجاهزاً لاستقبال أو إنتاج ثقافة واحدة. وما دام كلاهما يعملان في منظومة من صيرورة المعرفة وتراكمها في حقول التجريب، وخبرات البناء في سياق الحياة البشريّة، فهما بالتأكيد يُشكلان ركيزة التواصل المعرفيّ في تأصيل كلّ منهما لقاعدة التحضير المشترك في عالمنا. لهذا تتعدد الثّقافات داخل المجتمع الواحد، كما تتعدد المجتمعات في نطاق من الثّقافة الواحدة. ومن داخلها يمكن تمييز ثقافات عدة، وحتى داخل المجتمع الواحد يمكن تمييز جمع من مجتمعات تختلف وتأتلف، وتتنافر وتتحد وتتنافس، ولكنها في تحاورها وتجاورها تخلق آليات تعايشها ومعايير التبادلية فيما بينها. فلم تعد الثّقافة الواحدة واحدة، ولا المجتمع الواحد واحداً في إطار الإقليم الجغرافيّ أو الدّولة أو الجهة أو الأمة.

أولاً، أنواع الثّقافة:

لا بدّ أنّ نميز بين نوعين من الثّقافة وبين الثوابت المرتبطة بها وهي نسبية بطبيعة الحال والمتغيرات، وأنواع الثّقافة:

أولاً، ثقافة الواقع: هي مجموعة من العادات والتّقاليد والنظم وأنماط العيش، وما يستخدم من أدوات وتقنيات ضمن إطار اجتماعيّ معين. والثّقافة في بُعدها الإبداعيّ تقع ضمن هذا المعنى الذي يتبناه أغلب الباحثين في علم الاجتماع. ثانياً، الثّقافة المعياريّة: هي جملة القيم والأفكار والتصورات المعايير النموذجيّة التي توجه الفكر والسلوك بصرف النظر عن مدى تجسيدها على أرض الواقع. 

أمّا ما يتعلق بمبدأ الثوابت والمتغيرات، فهو يحتل في بنية ثقافتنا المعياريّة مكانةً محوريّة يمكننا التعرف عليها عند معرفتنا معنى الثوابت ومعنى المتغيرات. إن الثوابت حسب رأيّي هي مجموعة العناصر التي تمتد لتؤكد مستويات من الأخلاق والتشريع والاجتماع وغيرها، وتُشكّل بمجموعها المكون الرئيسيّ لهويّة الأمة، وهذه الثوابت تتعرض باستمرار للتطور والحركة، فلها إذاً طابعها النسبيّ، أمّا المتغيرات فهي كلّ ما خرج عن دائرة الثوابت، وهذا مجال رحب جداً يتيح لأهل العلم حريّة الاجتهاد ومراجعة الأفكار وتقديم قراءات جديدة باستمرار. 

إن الثوابت بمحدوديّة عناصرها والمتغيرات بسعة مجالها حريتان بتشكيل نظام معرفيّ يتيح للفكر والسلوك إمكانيات التحرك نحو ألوان التجدد بما لا يبرر للحداثيين نبذ الأصالة ولا للماضويين الامتناع عن التحرر والتجديد.

ثانياً، تطور الثّقافة تاريخياً:

تُعتبر الثّقافة الاجتماعيّة في تطورها عاملاً رئيسيّاً محدداً للإدراك والمعرفة معاً، لذا فإن فهم المعرفة البشريّة على حقيقتها لا يمكن دون فهم الخصائص والأطر التي تطورت من خلالها تاريخياً، وأهمّ هذه الأطر هي:

الخاصيّة الأولى نشوء نوع تاريخيّ: أي أنّ لها نشأتها التاريخيّة المميزة للنوع، والقدرة على التكيف والتوحد مع أفراد النوع.

الخاصيّة الثانية التاريخيّة: تعني إمكانية ظهور أشكال جديدة من آليات التّعلم الثّقافيّ والتكوين الاجتماعيّ، أي التجديد والتطور بفضل التفاعل الاجتماعيّ مع الزمن، ويتجسد هذا في صورة ثقافيّة.

الخاصية الثالثة: إن أفراد البشر يكتسبون المعارف، ويستخدمونها حسب الأطر والرموز، أي حسب السياق الثّقافيّ الذي يولدون وينشؤون فيه. ثمّ تُهيأ لهم بفضل هذا الاستيعاب، وتغير السياق الاجتماعيّ قدرة على التعديل والتطوير ليتمثلها أو يتبناها المجتمع بعد ذلك لما فيها من جدوى ونفع. 

إن معنى كلّ ذلك هو أنّ البشر يولدون ويلتقون ويتفاعلون مع عوالمهم الطبيعيّة والاجتماعيّة بشكّلٍ كامل إلى حدّ كبير من خلال عدسات وسيطة هي الثّقافة بما تحتويه من مقاصد مبتكريها من السلف.

رابعاً، إشكالية الزمن في ثقافتنا العربيّة وتحدياتها: 

إذا كنا نُسلم بأنّ تحكم نزعة الانشغال بالماضيّ، والتعاطيّ مع مفرداته بذهنية تقليديّة هو أبرز ما يعوق حركة الثّقافة الراهنة عندنا، ويمنع تطورها، فهل يسوغ لنا ذلك أنّ نضع الحاضر في مواجهة مع الماضيّ والتعبئة ضمن ثنائية متناحرة؟ بداية لا بدّ من الإقرار بأنّ ثمة سلبيات تنوء بها ثقافتنا الراهنة، في مقدمتها على الصعيد الذهنيّ:

أولاً: الافتقار إلى ملكة التجاوز، والأخذ بالقراءة اللا تاريخيّة للتّراث، واتباع المنهج الذي يتمّ بموجبه مقايسة حاضر الأفكار والمواقف بغائبها دون وعي باختلافات السياقات، ولا تمييز بين أفكار حيّة وأفكار ميتة، ولا فرز بين مواقف مشعة وأخرى لا ترسل الإشعاع. 

ثانياً: إثارة ما استهلك من موضوعات جدليّة وإحياء ما انقضى من صراعات، والتغنيّ بأمجاد السلف، وإهدار الطاقات فيما لا جدوى أو قيمة من ورائه بعيداً عن هموم الحاضر، وما يقتضيه الواقع من شروط ومستلزمات. وليس من شك أنّ التوجه إلى الماضيّ على هذا النحو يُمثل مأزقاً مؤسفاً تعانيّ منه ثقافتنا اليوم. ولكن هل يكون من المناسب ونحن في صدد نقد هذا المنحى، أنّ ندعو إلى الانصراف كلياً عن الماضيّ، وأنّ نطالب بمحوه من الذاكرة بحجة أنّ التفكير بإقامة المعابر بينه وبين الماضيّ لا يُنتج إلا لغواً وتراجعاً إلى الوراء.

إن الحداثة التي سطعت في سماء الثّقافة اليابانية على سبيل المثال لم تمنع اليابانيين من التواصل مع الماضيّ ورموزه، بلّ لعلّ تواصلهم هذا كان أحد مقومات نهضتهم الحديثة، وكذلك الأمر بالنسبة للثّقافة الغربيّة التي يظنها البعض خالصة الحداثة، لم تنقطع هي الأخرى عن مثل هذا التواصل.

إن القطيعة الثّقافيّة بمعناها الحرفيّ هي مستحيلة، فهل لنا بعد ذلك أنّ نستغرب ونسأل: لماذا حين يُثار الحديث عن ضرورات تجديد اللحظة الثّقافيّة الراهنة تبرز أمامنا عقدة الماضيّ، إنه لمن الإجحاف أنّ يُقرن التخلف لكلّ أشكال الاتصال مع الماضيّ، فيما يُحصر التقدم بما هو حديث ومعاصر. وفي الحقيقة يجب الحذر من الغلو بالشكلين “الحداثي” و”الماضوي”. تواجه الثّقافة العربيّة تحديات كثيرة يمكن ذكر بعضها: 

التحديّ الأول: إثبات الذات، أو إثبات هويّة وذاتية الثّقافة العربيّة.

التحديّ الثانيّ: التكيف مع التغيرات العالميّة ومسايرة التيارات الفكريّة الكبرى التي يزخر بها العالم الخارجيّ.

التحديّ الثالث: ضرورة نشر الثّقافة العربيّة وعرضها على الساحة العالميّة، وهي مسألة يطول الشرح فيها، إنمّا هذا التحديّ لا بدّ من توجيهه في الوقت الحاليّ وتوطئته لما سوف يحدث في السنوات أو العقود المقبلة.

التحديّ الرابع: الأميّة، وهي قضية أساسيّة، فعند الحديث عن الثّقافة لا يقتصر الأمر على منتج هذه الثّقافة، ولكن أيضاً متلقيها. إذ بلغ عدد الأميين في بلداننا العربيّة حسب إحصائيات اليونسكو أكثر من 120 مليون شخص، ومن المتوقع أنّ تزيد الأعداد المطلقة نظراً للنمو الديمغرافيّ الخارق للمألوف في بلداننا.

التحديّ الخامس: تأثر الثّقافات العربيّة ورموزها في القرن العشرين بالتيارات الفكريّة والفلسفيّة الغربيّة (الأوروبية)، فمع التحولات المدنية في المجتمع، وبدء إرسال البعثات الدرّاسيّة إلى أوروبا، تخرج جيل حمل خلاصة الفكر الفلسفيّ الغربيّ وتطوره، ونشطت ترجمة الكتب الفلسفيّة، واتسعت رقعة الاهتمام بالفلسفة والتفكير الفلسفيّ، وأصبحت هناك حركة فكريّة ثقافيّة ذات طابع فلسفيّ، وبالعودة إلى أبرز التيارات التي لاقت رواجاً في تلك الفترة بين عدد لا بأس به من المثقفين والقراء وبعض السياسيين سنجد الفلسفة الماركسية، والفلسفة الوجوديّة والوضعيّة المنطقيّة الأكثر انتشاراً. 

خامساً، الهويّة:

ما هي الهويّة؟ إنها كما يؤكد الكثير من علماء الاجتماع مركبة تفاعلياً يقوم على:

– معرفة الأنا التي لا يمكن أنّ تتمّ بدون التملك المعرفيّ للآخر في علاقاته المتشابكة مع “النحن”. 

– أساس التنوع والاختلاف والمغايرة، فهي صيرورة دائمة، قابلة للتطور بفعل الزمن، ليست منعزلة بل منفتحة دائماً على حركة التاريخ.

– فعل خلاّق وخيار حرّ بين خيارات متعددة يواكب منجزات المعرفة، لذلك هي غير مكتملة وفي حراك دائم يقوم على هدم وبناء.

– فهم التاريخ على أنّه الماضيّ فحسب لأنّ هذا فهم عقيم، فالتاريخ هو ماضٍ وحاضر ومستقبل، إنه صيرورة فاعلة على أساسها تتشكل الهويات، فالمستقبل هو ماضٍ سيأتي.

– لا يتعارض فيها الجزئي مع الكليّ، ولا الخاص مع العام، وبذلك يسقط التعارض الوهميّ بين خصوصية الهويّة وعموميتها الوطنيّ – والقوميّ – والإنسانيّ.

– لا تقوم على تذويب أو انصهار أحد مكوناتها وإنمّا إطلاق الخصوصية إلى أقصى مداها.

ومن أخطر المشاكل التي تواجه الهويّة: الاجتزاء والتعميم وهما خطران في منهجية تشكل الهويات، إذ لا يجوز اجتزاء مرحلة تاريخيّة، ثمّ تعميمها على كلّ المراحل، فالهويّة العربيّة الإسلاميّة جزء من سياق التشكل العام لصيرورة تاريخيّة شديدة التعقيد والتداخل، وهي دون شك مكون أساسيّ من مكونات هويّة أبناء المنطقة. لذ فإن قوة أي هويّة تكمن في قدرتها على الانفتاح والتفاعل والتخصيب والإبداع، فالانغلاق والانعزال مقتل للهويات، والتعارض بين الأصالة والمعاصرة واحد من أوهام الثّقافة. فالأصيل دائماً هو المعاصر، والمعاصر في صيرورة الزمن لا يعيش إلا إذا كان أصيلاً.

إن الهويّة مركبات متفاعلة حيوية لها صفة الديمومة والثبات منها يشكّل خطراً عليها، وتبقى الإجابة النظرية على السؤال: هل الهويّة ماهية أم صيرورة؟ مفتاحاً لكلّ الأجوبة على أسئلة الهويّة وتشكلها، وما هو الثابت في الهويات وما هو المتغير فيها، وعلاقة الثبات والتحول وجدلها، وما هو التكويني، وما هو المضاف في الهويات؟ لا يمكن الإجابة عليها مرة واحدة وإلى الأبد لكنه يستحق منا كلّ جهد واجتهاد لأنّه سؤال مصيري وليس معرفة فقط.

سادساً، الهويّة والأخطار المحدقة بها:

لم يعد البحث في الهويّة فكرياً ونظرياً فحسب لأن التطورات المتسارعة أصبحت تُمثل تحدياً حقيقياً لبلداننا العربيّة، إذ ازدادت حدة الاهتمام بموضوع الهويّة منذ العقد الأخير من القرن الماضيّ، وبطريقة غير مسبوقة ولا يختلف اثنان على أنّ هذا الموضوع أصبح يفرض نفسه على مجتمعنا. فمع الانفتاح الكبير بين الشعوب وتطور وسائل الاتصالات ونقل المعلومة، والتوسع الاقتصاديّ الكبير للشركات عابرة الجنسية، دشن العالم مرحلة جديدة تزامن الاهتمام بها مع تناول موضوع الهوية ألا وهي مرحلة العولمة، تلك الظاهرة التي لا تزال آخذة بالتبلور، وإن اتضحت بعض الجوانب منها، إلا أنّها لم تأخذ مداها كاملاً.

ومع الحديث عن العولمة وانتشار بعض مظاهرها في العالم، انتشرت معها ثقافة جديدة، أثرت في شعوب الكثير من الدّول، ومن بينها شعوبنا العربيّة، وخصوصاً الأجيال الجديدة، التي باتت تتأثر وبشكّلٍ سريع مع هذه المؤثرات الثّقافيّة، فأصبح الفارق بينها وبين الأجيال التي سبقتها واضحة للعيان، خصوصاً من حيث المفاهيم والسلوك والتطلعات والعلاقات التي تربط الأفراد ببعضهم بعضاً، إنها الثّقافة الاستهلاكية. ولكن هل هذه الثّقافة تُشكل حقيقية بمعناها التقليدية. أيّ هل أصالتها تعكس روح المجموع بين أفراد المجتمع ومن ثمّ هويته؟ هل تعكس نفسها بفنون وابداعات ذات مستوى متميز ورصين؟ 

الإجابة عن هذه التساؤلات هي النفي. فالثّقافة الاستهلاكيّة ليست ثقافة تحمل مظاهر ثقافات شعوبنا التقليديّة من قيم واعتقادات وفنون وغيرها، بلّ تعنى بالدرجة الأولى بالجوانب الغريزية لدى الإنسان، وبالمظاهر والكماليات الشكلية التي تحدد قيمة الإنسان بمقدار ما تقتنيه من أشياء ماديّة أو مال. أفلحت تيارات العولمة وثقافتها من فرض نفسها على مظاهر الحياة اليوميّة في مجتمعاتنا بشكّل أو بآخر، لذا فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل قضت تلك التغييرات الجذريّة التي طالت كلّ شيء على الهويات الفرديّة والاجتماعيّة والثّقافيّة؟ إن الجواب على هذا السؤال أمر معقد، لكن من الواضح تأثيرها السلبيّ على مقومات الهويات الخاصة، إذ أصبح إنساننا المعاصر الآن يواجه على جميع المستويات وشتى المجالات مشكلة البحث عن الهويّة في عالم تختلط فيه الخصائص والمقومات المتمايزة لعوامل ومؤثرات تحاول أنّ تحل التشابه والتماثل والتجانس محل التنوع والتغاير الذي عهدته الإنسانيّة خلال تاريخها الطويل. 

وهنا تبرز مشاكل الهجرات والتعقيدات والصراعات الناتجة عنها وتأثيرها على الهويات، ولا شك أنّ تقوية العوامل الدّاخليّة عندنا تلعب دوراً هاماً في مواجهة الأخطار التي تهدد الانتماء والهويّة، وأبرز هذه العوامل هي: 

– مهام استكمال مقومات تشكل الدّول ومبدأ المواطنة.

– مهام التّنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة بما ينسجم مع المرحلة التي تعيشها بلداننا.

إن حلّ مشاكل شعوبنا ومواجهة الأخطار المحدقة بها، بما في ذلك الأخطار المحدقة بالانتماء والهويّة مرهون بمسألة التّنمية والديمقراطيّة، وباختيار الطريق الصحيح للتطور الاقتصاديّ والاجتماعيّ، وحرية الاعتقاد والرأيّ والانفتاح، وبحل المسائل التي يتعلق بها بقاء كوكبنا أو فناؤه، والتي يتعلق بها مصير البشريّة.

سابعاً، كيف يمكن النهوض بثقافتنا العربيّة:

يُطرح هنا السؤال التاليّ: هل من المصلحة تكييف ثقافتنا، ومفاهيمنا وقيمنا السائدة وفق الأحوال الحضاريّة والاجتماعيّة والبيئية المتغيرة في العالم ككلّ؟ فإن كانت الإجابة بالإيجاب، انتقلنا إلى التساؤل كيف؟ وهنا تُطرح الأسئلة التالية: ما هي طبيعة التغييرات الرئيسيّة التي يشهدها العالم المعاصر اليوم، وعلى وجه الخصوص في الثّقافة؟ كيف يمكن مواجهة هذه التغيرات على ضوء القيم الأساسيّة التي اخترناها؟ ما هي حقائق البيئة المتغيرة التي يمكننا قبولها؟ وما هي الحقائق التي يجب علينا مقاومتها؟ للإجابة على هذه التساؤلات للنهوض بثقافتنا في هذا العالم المتغير، وهي تحتاج لجهود جماعيّة. 

Author

اقرأ المزيد من المقالات ذات الصلة