نظام الانتخابات الرئاسية الأميركية: هيمنة رؤوس الأموال وضرب لمفهوم التعددية الحزبية والديمقراطية الحقيقية وحقوق الطبقة العاملة

ترجمة: محمد السادات

تتغنى الولايات المتحدة الأميركية بنظامها “الديمقراطي” وحرية الانتخابات فيها، والحريات والدفاع عن حقوق الإنسان فأين تلك الادعاءات والولايات المتحدة الأميركية حامية للاحتلال الصهيوني ومشاركة في حربه العدوانية على قطاع غزة ولبنان.

وأي نظام ديمقراطي تهيمن عليه الطغمة المالية الممثلة بالحزبين “الجمهوري” و “الديمقراطي”، فيمنع تعدد الأحزاب ووصولها إلى المنافسة على الانتخابات الرئاسية، وتوضع جميع العراقيل أمام حقها في المنافسة بالانتخابات الرئاسية، والتعتيم الإعلامي وتمول الطغمة المالية المحمية من الحزبين “الجمهوري” و”الديمقراطي” تشويه الوعي ومحاصرة المرشحين ضدها الذين يطرحون برنامجهم النضالي ضد سياسات نظام الطغمة المالية العالمية، الولايات المتحدة الأميركية، وحمايتها للاحتلال وإشعالها للحروب في جميع أنحاء العالم للهيمنة عليه وعلى ثرواته.

أما وقد انتهت الانتخابات الرئاسية الأميركية، فما هي حقيقية نظامها وكيف تؤبد هيمنة رؤوس الأموال وحصر السلطة بالحزبين “الجمهوري” و”الديمقراطي”، هذا الواقع أضاء عليه حزب الاشتراكية والتحرير الأميركي، خلال حملته الانتخابية، بنقاط رئيسية تصيب النظام الأميركي بالعمق وتعريه، وهو حزب ماركسي يركز نضاله ضد الجشع الرأسمالي والامبريالية، ومناهضة العنصرية والطبقية ونظام الطغمة المالية، وهذه هي أبرز النقاط التي طرحها في حملته:

فيديو مترجم من منصة مدار

لا ديمقراطية حقيقية في النظام الرأسمالي

قيل لنا بأن الولايات المتحدة هي أعظم ديمقراطية وجدت على الإطلاق، لكن الواقع هو على النقيض من ذلك. لننظر إلى بعض طرق الاقتراع في الولايات المتحدة. سنجد أنها زورت لصالح الطبقة الحاكمة وحزبيها.

حكم الأموال

الرشوة قانونية في أميركا، فهي تعتبر صناعة تدعى تأييد الشركات. في هذه الانتخابات الرئاسية، تمثل سوبر باك والمجموعات الخارجية الأخرى مصالح المليارديرات الذين أنفقوا مبالغ ضخمة تقدر بـ 2 مليار دولار للتأثير على الحملات الانتخابية وجعلها تصب في مصلحتهم. لقد جمعت الحملات الرسمية بالإضافة إلى الجماعات المتحالفة التي تدعم دونالد ترامب وكامالا هاريس أكثر من 1.1 مليار دولار و1.5 مليار دولار على التوالي لتعزيز فرصهما بالنجاح. والحقيقة هي أن إدارة حملة رئاسية بفرصة حقيقية تتطلب الوصول إلى مليارات الدولارات. إن الانتخابات اليوم لا علاقة لها بمن سيلبي احتياجات الناس العاديين على أفضل وجه، بل تتعلق أكثر بمن يمكنه إنفاق أكبر قدر من المال في الولايات الرئيسية المتأرجحة عندما يحين وقت الأزمة.

الفرز وقمع الناخبين

أقصيت، بشكل ممنهج المجتمعات الأكثر تهميشاً من الفقراء والطبقة العاملة من التصويت. سواء من خلال قوانين هوية الناخبين العنصرية، أو التلاعب في الدوائر الانتخابية، أو صعوبات الوصول إلى صناديق الاقتراع أثناء الموازنة بين الوظيفة والأسرة، فإن التصويت يمثل عقبة رئيسية أمام أعداد كبيرة من العاملين. هنالك جهود في الولايات الرئيسية مثل أوهايو، وجورجيا، ونورث كارولينا، لتطهير مئات الآلاف من الناخبين السود واللاتينيين بشكل غير متناسب مع القوائم. من الواضح للنواب أن هذه المجتمعات هي أكثر المجتمعات تأثراً بشكل مباشر بظلم النظام الرأسمالي، وبالتالي من المرجح أن تكون مهتمة بالبدائل.

الاحتكار الإعلامي

تمتلك خمس شركات عملاقة وسائل الإعلام السائدة، وتسيطر فعليًا على 90% من الأخبار التي نستهلكها: وليس من المستغرب أن تروج شركات الإعلام المملوكة للمليارديرات لروايات تعزز الحفاظ على ثرواتهم. ويحد هذا المستوى من التركز الإعلامي بشدة من نطاق الأفكار التي تصل إلى الجمهور، مما يخنق الاهتمام بالتحديات التقدمية لنظام الحزبين. وفي حين يهيمن مرشحو الحزبين الديمقراطي والجمهوري على دورة الأخبار، يتم إبعاد المرشحين البدلاء عن المناقشات، وإعطائهم تغطية ضئيلة أو معادية، وتركهم غير قادرين على الوصول إلى الإعلانات التي تعتمد عليها الأحزاب الرئيسية.

متطلبات الوصول إلى صناديق الاقتراع

بينما يتواجد الديمقراطيون والجمهوريون على بطاقات الاقتراع في كل ولاية بشكل افتراضي، يتعين على أي حزب ثالث التعامل مع متطلبات الوصول إلى صناديق الاقتراع المعقدة التي تختلف من ولاية إلى أخرى. في العديد من الولايات، تكون عتبة الالتماس مرتفعة للغاية وقواعد الوصول إلى صناديق الاقتراع سخيفة لدرجة أنه من الواضح أنها ليست مصممة لتسهيل ممارسة الديمقراطية، بل لعرقلتها. هذه العملية المكلفة والمستهلكة للوقت، والتي تعاني بالفعل من عيب شديد، تضع أي حزب ثالث بديل في موقف متأخر أكثر. ومع ذلك، حتى عندما يتم استيفاء هذه المتطلبات وتجاوزها، تستمر المعركة الشاقة. في جورجيا وبنسلفانيا، عمل الحزب الديمقراطي وجيشه من المحامين على إخراج حملة كلوديا وكارينا [هما مرشحتان للانتخابات الأميركية عن حزب الاشتراكية والتحرير الأميركي] من صناديق الاقتراع على الرغم من جمع مئات المتطوعين لأكثر من ضعف عدد التوقيعات المطلوبة للوصول إلى صناديق الاقتراع.

هذه الأمثلة هي تذكير آخر بالسبب الذي يجعل من الضروري للغاية بناء بديل خارج نظام الحزبين. في كل منعطف، ينتظر الحزبان الرئيسيان وأصدقاؤهما من المليارديرات سحق آمال وتطلعات العمال. لا يمثل أي من الحزبين مصالحنا!

من أجل الفوز بالمستقبل الذي نستحقه، نحتاج إلى حركة قادرة على النضال بعد الانتخابات.

المصدر

Author

اقرأ المزيد من المقالات ذات الصلة

هل يقود “فلول الإخوان” السودان إلى الحرب الأهلية

برزت قبل وأثناء الحرب العديد من الميليشيات المسلحة المنسوبة للجيش المختطف من فلول “الإخوان المسلمين”. اندلعت الحرب في الخامس عشر من نيسان/ إبريل من العام 2023 بين الجيش المختطف وميليشيا الدعم السريع، بهدف قطع الطريق على ثورة ديسمبر المجيدة حتى لا تحقق أهدافها في بناء سلطة مدنية كاملة وتصفية الثورة.

ترامب ومخاطر استراتيجية تجاه القضية الفلسطينية العربية

تستند العلاقات الأميركية – “الإسرائيلية” على قاعدة ذهبية هي أن الولايات المتحدة الأميركية أهم حليف وداعم للكيان الصهيوني منذ قيامه في 1948 وأنها تصوغ وتفرض سياستها في منطقة الوطن العربي والشرق الأوسط، بل والعالم لضمان تفوق “إسرائيل” عسكرياً وانتصاراتها في حروبها المتتالية وقضمها لفلسطين.

[zeno_font_resizer]