اللجنة الكويتية للسلم والتضامن: نرفض السياسات الإمبريالية ونحمّل الولايات المتحدة والناتو المسؤولية الكاملة عن التهديد المباشر للأمن والسلام العالميين

شهدت الحرب الروسية – الأوكرانية التي تدخل في فبراير 2025 عامها الثالث، تصعيداً خطيراً تمثل بقرار الإدارة الأميركية السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى قدمتها أميركا ودول حلف “الناتو” لها قادرة على ضرب العمق الروسي، وهو قرار أكدت اللجنة الكويتية للسلم والتضامن أنه يعكس رغبة المعسكر الإمبريالي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في تأجيج الصراعات وتعميق الفوضى لتعزيز هيمنته على الساحة الدولية، متجاهلاً بذلك الأمن والاستقرار العالميين. وهو المعسكر الذي يدعم، أيضاً، الكيان الصهيوني في جرائمه ضد الأبرياء من الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وقد تلقت «تقدُّم» نسخة من بيان اللجنة الكويتية للسلم والتضامن الصادر بتاريخ 21 نوفمبر 2024 هذا نصه:

في ظل التصعيد غير المسبوق الذي تشهده الحرب الروسية الأوكرانية، الناتج عن قرار الإدارة الأمريكية السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى قادرة على استهداف العمق الروسي، إضافة إلى الأسلحة المشابهة التي قدمتها دول حلف الناتو، يتضح جليًا مدى رغبة المعسكر الغربي في تأجيج الصراعات وتعميق الفوضى لتعزيز هيمنته على الساحة الدولية، متجاهلاً بذلك الأمن والاستقرار العالميين.

منذ بداية الأزمة، عمل المعسكر الإمبريالي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا على تقديم دعم عسكري متواصل لأوكرانيا، تحت ذريعة “الدفاع عن النفس”. إلا أن هذا الدعم تجاوز حدوده ليأخذ طابعًا تصعيديًا عبر تقديم أسلحة هجومية قادرة على إشعال الجبهات، بدلاً من السعي إلى إيجاد حلول سلمية تنهي هذا النزاع المأساوي.

إن هذا المعسكر، الذي يقف أيضًا داعمًا للكيان الصهيوني في جرائمه ضد الأبرياء من الشعبين الفلسطيني واللبناني، لم يكتفِ بتصعيد الحرب، بل عمل إلى استفزاز روسيا، مما دفعها إلى تعديل بروتوكولات استخدام الأسلحة النووية. هذه التطورات تشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار الأمن العالمي وتزيد من خطر استخدام الأسلحة النووية في النزاعات الدولية.

هذا التصعيد لا يقتصر خطره على إطالة أمد الحرب، بل يفتح الباب أمام سباق تسلح نووي جديد وتوسيع نطاق الصراع إلى مستوى قد يتسبب في كارثة إنسانية عالمية كان بالإمكان تجنبها عبر خطوات بسيطة مثل التعهد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، والدفع نحو حوار جاد من أجل السلام.

وفي سياق هذا النهج الاستفزازي، ندين بشدة قرار الإدارة الأمريكية بالسماح لأوكرانيا باستخدام الألغام الفردية، التي تعد من أكثر الأسلحة وحشية وفتكًا، نظراً لآثارها المدمرة وطويلة المدى على المدنيين ليعكس هذا القرار استهتارًا بالقيم الإنسانية وانتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.

إننا في اللجنة الكويتية للسلم والتضامن نرفض هذه السياسات الإمبريالية ونحمّل الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو المسؤولية الكاملة عن التهديد المباشر للأمن والسلام العالميين. كما نحث روسيا على ضبط النفس وعدم الوقوع في فخ التصعيد الذي يهدف الغرب من خلاله إلى تعقيد الصراع وتوسيع نطاقه لتحقيق مكاسبه الجيوسياسية.

وعليه، نطالب شعوب العالم بالتصدي لهذه السياسات التوسعية والمدمرة، والضغط على حكوماتهم للعودة إلى طاولة الحوار. كما ندعو المجتمع الدولي إلى تحكيم العقل والعمل على إيجاد حلول سلمية تضمن الأمن والاستقرار، وتجنب البشرية كوارث مدمرة تهدد مستقبل الأجيال القادمة.

اللجنة الكويتية للسلم والتضامن
الكويت في ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤

Author

اقرأ المزيد من المقالات ذات الصلة

مأزق ترامب وأزمة نتنياهو أمام صمود غزة

انقلبت الإدارة الأميركية على اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث والذي كان بوساطتها مع مصر وقطر وقد دخل حيز التنفيذ بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال

قراءة سياسية للمشهد اللبناني: تحدّيات مواجهة العدوان الصهيوني في ظل التركيبة السلطوية المستجدة

يمرّ الوضع اللبناني بمرحلة شديدة الخطورة على جميع الصعد، فمن ناحية ما زال العدو الصهيوني يحتلّ عدداً من المواقع الحدودية، بما يشكّل انتهاكاً سافراً  لاتفاق

كيف يسرق العدو الصهيوني المياه اللبنانية

إنَّ الأطماع الصهيونية في المياه اللبنانية لها تاريخها الطويل، ذُكر بعضها في اللمحة التاريخية عن الأطماع “الإسرائيلية” في المياه العربية وسرقتها (في العدد الرابع عشر