الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد نجم الدين الخريط لـ «تقدُّم»: المرحلة التي تمر بها سورية تستوجب بلورة حالة وطنية لمواجهة العدوان الصهيوني وتحرير الأراضي المحتلة ورفض التقسيم

تمر سورية في مرحلة سياسية بالغة التعقيد والخطورة تتداخل فيها العوامل الدَّولية والإقليمية والداخلية، وأخطرها أطماع العدو الصهيوني بتوسيع رقعة احتلالاته، وسيطرته على مزيد من الأراضي السورية. 

حول ما جرى في سورية والوضع الداخلي بعد سقوط النظام واستلام الإدارة الجديدة للسلطة، وإلى أين تتجه التطورات السياسية فيها كان هذا الحوار السياسي مع الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد الأستاذ نجم الدين الخريط، قدَّم فيه قراءة سياسية شاملة للأوضاع في سورية، وأسس البديل الذي يطرحه الحزب الشيوعي السوري الموحد من أجل سورية دولة واحدة موحدة حرة وذات سيادة وطنية، ومواجهة العدوان الصهيوني وتحرير الأراضي المحتلة ورفض التقسيم، وتأكيده أن المرحلة التي تمر بها سورية تستوجب بلورة المشروع السياسي القادر على الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها وحق شعبها في تقرير مصيره ونظام حكمه واختيار قادته. 

حاوره: فريق «تقدُّم»

سقط نظام بشار الأسد خلال حوالي 72 ساعة ماذا جرى وما هي قراءة الحزب الشيوعي السوري الموحد لهذا السقوط السريع؟

نجم الدين الخريط: لقد سقط النظام السابق، وتغير نظام الحكم في سورية. وبشكل سريع وقد يبدو انه مفاجئ… وبغض النظر عن الكم الهائل من المقالات والأخبار والنشرات التي تناولت هذا السقوط، إلَّا أننا نرى أن هذا التغيير جاء نتيجة تراكم العوامل السلبية على مدى سنوات بل عشرات السنوات. وتحديداً منذ الإعلان عن التحول إلى ما سمّي “اقتصاد السوق الاجتماعي”. حيث بدأت تتحول طبيعة النظام من نظام ذو توجهات “اشتراكية” وتخطيط مركزي موجه يراعي مصالح ومطالب الجماهير الكادحة إلى نظام رأسمالي “ريعي” يعمل لتلبية مصالح البرجوازية الطفيلية والبرجوازية البيروقراطية والفاسدين وتجار الأزمات. إضافة إلى تخلف الصيغة السياسية التي استمرت بحكم البلاد، والتي لم تعد تلائم ولا تلبي متطلبات تطور المجتمع السوري. هذه العوامل الداخلية أدَّت إلى خلق استياء واسع في البلاد، وايجاد أرضية لتحرك قوى عديدة مناهضة، فضلاً عن انتشار منظومة الفساد والانسحاب التدريجي من الدور المناط بالحكومة تجاه أبناء شعبها. فدخلت البلاد بأزمة.. تطورت إلى صراع عسكري امتد على مدى ثلاثة عشر عاماً زادها احتداماً وتعقيداً تدخل القوى الأجنبية والذي أدَّى إلى وقوع أجزاء هامة من أرض الوطن تحت الاحتلال الأجنبي المباشر. طبعاً ليس الوقت الآن مناسباً لندخل في تفاصيل الأزمة السورية التي دفع ثمنها أبناء الشعب السوري فسقط الألوف من القتلى ومئات الألوف من الجرحى والمعاقين، وأكثر من نصف مواطنيها صاروا مهجرين ونازحين داخل البلاد وخارجها، يعانون البؤس والفاقة والبرد والحر والجوع. دمرت البنى التحتية والأملاك الخاصة والعامة.. ورغم كل ذلك صبر السوريون، وتحملوا، يحدوهم الأمل بالانفراج، وبتحسن الأوضاع، يحدوهم طموحهم إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. ولكن وللأسف ازدادت الأوضاع سوءاً يوماً بعد يوم، لذلك ارتفعت شدة تطلعات السوريين للتغيير، – لليوم المنشود-. وبغض النظر عن هذا اليوم وكيف حدث ولماذا حدث؟ بهذا الشكل وبهذه السرعة، نقول: هذا ما حدث ونترك للباحثين والمؤرخين دراسة ما حدث في سورية خلال أيام معدودة، أدَّى إلى سقوط نظام من أشد وأقوى أنظمة الحكم المستبد في المنطقة.

ما هو موقف الحزب الشيوعي السوري الموحد من: رؤية أحمد الشرع التي يقترحها للانتقال في سورية، وقراراته وقرارات حكومة تصريف الأعمال، والتعيينات والترفيعات التي تجري على مختلف المستويات والتعديلات على المناهج التربوية، وما هي أبعادها السياسية؟

نجم الدين الخريط: كل ما سمعناه ونسمعه – إلى الآن- حول سورية من مختلف الأطراف، هو جيد وجميل، فالكل، سواءً السيد أحمد الشرع أو وزير خارجيته أو ما نسمعه عبر وكالات الأنباء من تصريحات لقادة ووزراء دول عربية وأجنبية، كله جيد، فالجميع يركزون على: وحدة سورية وسيادتها، واستقلالها، وعلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وعلى رفع العقوبات، وتدفق المساعدات. هذا ما نسمعه أما على أرض الواقع فالأمور غير ذلك تماماً.

فالدول المحيطة بسورية ما زالت مرعوبة من حجم الحدث، ومن خوفها من امتداداته إليهم. رغم كل التطمينات والتأكيدات من مسؤولي الإدارة الجديدة بأن سورية لن تكون موطناً للإرهاب، ولا مصدراً للثورات… إلخ.  

وقد تضمن بيان اجتماع الرياض بشأن سورية فقرات هامة، أكدت على بناء سورية دولة عربية موحدة، مستقلة آمنة لكل مواطنيها، لا مكان فيها للإرهاب ولا خرق لسيادتها، أو اعتداء على وحدة أراضيها من أية جهة كانت. 

ومن الداخل السوري سمعنا، وما زلنا نسمع، تصريحات للسيد أحمد الشرع أو السيد وزير خارجيته، كلها تؤكد: ضمان انتقال السلطة بشكل سلس، وإشراك الجميع، والحفاظ على الأمن والأمان، وعقد مؤتمر حوار وطني جامع لكل مكونات المجتمع السوري. وأن مراحل سياسية عدة ستسبق انتخاب الرئيس، وعن برنامج لتحسين الوضع الاقتصادي والمعاشي للناس من خلال زيادة الرواتب وتحسين الخدمات، وتوفير الكهرباء… إلخ 

كلام جميل وجيد وعلينا التمسك به والمطالبة بتنفيذه. رغم أننا بالمقابل، وعلى أرض الواقع نرى غير ذلك، فما نراه هو:

  • توسع رقعة الاحتلال الإسرائيلي.
  • زيادة دور الوصاية التركية وتوسع احتلالاتها للأراضي السورية. 
  • اشتداد تنافس القوى الأجنبية على اقتسام حصص الكعكة السورية.

وإذا نظرنا إلى الواقع السياسي الداخلي الحالي فسنجد:

  • توجه بالانفراد والتفرد بالسلطة من قبل القوى المسيطرة، وقد تمت جميع التعيينات من لون واحد.
  • فوضى وعدم وجود مرجعيات ذات صفة قانونية.
  • تبرير للعديد من الممارسات الخاطئة بذريعة: “رد الفعل” أو “تصرف فردي”.
  • تسريح لألوف العمال، وإعلان عن الخصخصة وبيع القطاع العام.
  • تشهد بعض المناطق عمليات قتل واعتقال تحت مسميات مختلفة مثل: (فلول النظام) و(تمشيط المنطقة).
  • ممارسات تمس الحريات والحقوق الشخصية مثل الدعوات العلنية وبالشوارع التي يسكنها أغلبية مسيحية لاعتناق الإسلام، والفصل بين الجنسين في المدارس ووسائل النقل العام، الدعوة لفرض الحجاب… إلخ
  • تقوم الحكومة الحالية بحزمة من الخروقات لصلاحية “المؤقتة”، وتعمل لتغيير وجه سورية عبر ممارسات عدة، منها: طرح تعديلات على المناهج التعليمية من شأنها تشويه وعي الطلاب، وتحريف لتاريخها.   
  • تعيين ضباط من غير السوريين ومنهم رتباً عسكرية رفيعة.

اتسمت مواقف الحكام الجدد من تدمير العدو الصهيوني للجيش السوري واحتلاله لأراض سورية ووصوله إلى ريف دمشق، بالبرودة، في الوقت نفسه، عدم إعلان موقف من القواعد الأميركية في سورية واحتلال تركيا لأراض في سورية. الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد الأستاذ نجم الدين الخريط على ماذا يدل ذلك الموقف وما هي أبعاده السياسية؟

نجم الدين الخريط: تبقى أولى المخاطر المحدقة بسورية وأشدها خطراً هي أطماع العدو الصهيوني بتوسيع رقعة احتلالاته، وسيطرته على مزيد من الأراضي السورية. بعد أن قامت “إسرائيل” بتدمير كل قدرات سورية العسكرية، حتى أصبحت سورية الآن منزوعة السلاح، وبدون جيش وطني نظامي، ولا حتى شرطة مدنية. وللأسف، وأشد ما يلفت الانتباه هو عدم إدانة هذا التوسع وهذه الاحتلالات من قبل السلطة الحالية، بل وعدم تقديم شكوى شكلية لمجلس الأمن، بل نسمع عكس ذلك تماماً، تصريحات حول السلم، والتطبيع مع العدو الإسرائيلي، وبالوقت ذاته تسعى تركيا لإنشاء منطقة عازلة على مساحة آلاف الكيلومترات، وتطمح لزيادة نفوذها السياسي على الحكم في سورية، فضلاً عن غزو منتجاتها الاستهلاكية للأسواق السورية، بدون جمارك ولا رسوم. 

تبقى أولى المخاطر المحدقة بسورية وأشدها خطراً هي أطماع العدو الصهيوني بتوسيع رقعة احتلالاته، وسيطرته على مزيد من الأراضي السورية. بعد أن قامت “إسرائيل” بتدمير كل قدرات سورية العسكرية، حتى أصبحت سورية الآن منزوعة السلاح، وبدون جيش وطني نظامي، ولا حتى شرطة مدنية. وللأسف، وأشد ما يلفت الانتباه هو عدم إدانة هذا التوسع وهذه الاحتلالات من قبل السلطة الحالية.

كذلك تسيطر “قسد” على الشمال الشرقي لسورية، وتسعى لتثبيت مراكزها القتالية قبل الدخول في أي مفاوضات جدية مع الإدارة الجديدة في دمشق، وتحتل أميركا “قاعدة التنف” و”حقل العمر” وغيرها. وتدعم “قسد” ويوجد حوالي 2000 جندي أميركي (معززين مكرمين) على الأراضي السورية.

من ناحية أخرى تسيطر “غرفة عمليات الجنوب” على المنطقة الجنوبية، ولها عملاء ووكلاء. هذه هي الخارطة السورية اليوم. وهنا أريد أن أشير إلى أمر غاية في الأهمية: أن الشعب السوري الذي فرح بسقوط المستبد، قد بدأ يعرب أكثر فأكثر عن وعيه الناقد الذي لن يسمح لأي كان بمصادرة حقوقه، وفرض تغييرات لا تشبهه على البنية الاجتماعية وأسلوب العيش، وقيم التسامح والتعددية الراسخة في المجتمع السوري منذ نشوء الدولة السورية وحتى اليوم. والأهم هو أنه لن يقبل أن تحتل أرضه ومقدساته.

أن الشعب السوري الذي فرح بسقوط المستبد، قد بدأ يعرب أكثر فأكثر عن وعيه الناقد الذي لن يسمح لأي كان بمصادرة حقوقه، وفرض تغييرات لا تشبهه على البنية الاجتماعية وأسلوب العيش، وقيم التسامح والتعددية الراسخة في المجتمع السوري.

وسيتابع هذا الشعب نضاله الدؤوب لتحرير أرضه، ولإخراج القوات الأجنبية وفي مقدمتها الإسرائيلية والتركية والأميركية. وسيبذل هذا الشعب الغالي والنفيس لاستعادة وحدة سورية أرضاً وشعباً والوصول بها إلى سورية الحرة كاملة الاستقلال والسيادة. سورية المدنية، الديمقراطية، المتعددة والمتنوعة بكافة أطياف مكونات شعبها.

وسيعمل لاستثمار نقاط القوة التي تحتلها سورية ضمن التوازنات الإقليمية والدولية لفرض مكانتها الجديدة، وللدخول مع المجتمع الدولي بعلاقات ندية متساوية تسودها المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل.

ونؤكد أن ليس من حق ولا صلاحيات أحد – مهما كان ومن كان- أن يتكلم بالنيابة عن أبناء شعبنا السوري في قضية حقوقه المشروعة بتحرير جميع أراضيه المحتلة.     

في ظل هذا الواقع في سورية ما هي أسس البديل الذي يطرحه الحزب الشيوعي السوري الموحد؟

نجم الدين الخريط: إذا لم يكن المهم الآن الغرق في بحث أسباب سقوط الأسد بهذا الشكل المفاجئ، وهل كان السبب:

هيئة تحرير الشام؟

أم روسيا؟

أم إيران؟

أم أميركا؟

أم العوامل الداخلية من فساد واستبداد؟

أم كل هذه العوامل مجتمعة؟

إذا كان ليس هذا المهم الآن – رغم أهميته فإن الأهم هو: ما هي أسس البديل الذي يطرحه الحزب الشيوعي السوري الموحد؟ للتاريخ نؤكد أننا في اليوم الثاني بعد سقوط نظام بشار الأسد وتحديداً بتاريخ 9/12/2024 أصدر حزبنا بياناً قال فيه: “لم يتضح تماماً البرنامج السياسي الاقتصادي والاجتماعي للحكام الجدد، لكننا نؤكد أن مهاماً كبرى تقع على عاتق الأحزاب الوطنية ومنظمات المجتمع المدني، يأتي على رأسها العمل بكل تفاني واخلاص لإعادة الحياة إلى طبيعتها، ومنع انتشار الفوضى.. وصولاً لاستقرار البلاد وانتقالها المدروس والممنهج سلمياً إلى دولة مدنية تضمن الأمان والسلامة والكرامة لجميع أبنائها”. وحددنا بكل وضوح ماذا يتطلب ذلك، من تجميع للسلاح وحماية المنشآت العامة والأملاك الخاصة، وعودة العاملين إلى أعمالهم وتأمين الحد الأدنى والضروري من مستلزمات الحياة للمواطنين. هذا كان همنا الأول وهذا رأينا وموقفنا منذ اليوم الأول.

واليوم وبعد مضي أكثر من شهر ونصف الشهر نؤكد مرة أخرى أهمية صياغة عملية انتقال سياسي تشاركية تمثل تطلعات السوريين، كل السوريين، بدولة الحقوق والمواطنة.

  • وقف ومنع التجاوزات التي تصدر عن بعض أعضاء الحكومة المؤقتة، وأجهزتها المختلفة خارج صلاحياتها ودورها الحالي.
  • ضرورة إشراك ذوي الكفاءات والخبرات من السوريين والسوريات من خارج حكومة الإنقاذ، وعدم الاكتفاء بتعيينات اللون الواحد.
  • المطلوب توافق وطني يستند على التسامح – وليس التسويات- ويولد الدستور، توافق يبنى على الحوار المسؤول لخلق ظروف العيش المشترك بين جميع أبناء سورية.

من هنا تأتي أهمية عقد مؤتمر حوار وطني واسع. إن الهدف من هذا المؤتمر ينبغي أن يكون هو أن السوريين شركاء في صياغة القرارات الكبيرة المفصلية في هذه اللحظة التاريخية. وينبغي أن يتم الإعداد له بشكل جيد من خلال لجنة تحضيرية متنوعة، ويصدر عنه إعلاناً دستورياً للمرحلة المقبلة. 

المهام الموضوعة والتحديات الكبيرة أمام الشعب السوري لا يمكن حلها بدون إشراك أوسع طيف من القوى السياسية الوطنية السورية.

لقد بدأت المخاوف من تغيب قوى وشخصيات وازنة عن هذا المؤتمر، والاكتفاء بحضور أفراد معينين، بما يسمح للإدارة الجديدة بالتفرد في توجيه المؤتمر نحو الاتجاه الذي تريد، وخاصة في ظل تسريبات من أن الإدارة الجديدة لن توجه دعوات لأحزاب وتشكيلات سياسية بل لأشخاص داخلها.

سورية الجديدة ينبغي أن يتم بناؤها على مبدأ المواطنة المتساوية لكل السوريين بغض النظر عن أي انتماءات أخرى.

وهنا نؤكد أننا في الحزب الشيوعي السوري الموحد -كنا- أول من دعى لعقد مؤتمر حوار وطني واسع وشامل منذ العام 2011، وما زلنا مقتنعين أن المهام الموضوعة والتحديات الكبيرة أمام الشعب السوري لا يمكن حلها بدون إشراك أوسع طيف من القوى السياسية الوطنية السورية. وهنا نؤكد مرة أخرى، يجب أن يشمل المؤتمر أكبر طيف من المجتمع السوري، ويضم ممثلين عن القوميات والأديان والطوائف والعشائر، ولكنه – وهذا هام جداً- ينبغي أن يضم بالدرجة الأولى التمثيلات السياسية لأن عملية توحيد البلد تحتاج إلى قوى سياسية، ولأن سورية الجديدة ينبغي أن يتم بناؤها على مبدأ المواطنة المتساوية لكل السوريين بغض النظر عن أي انتماءات أخرى.

هل هناك خطوات تقومون بها لتجميع القوى اليسارية والديمقراطية الوطنية المعارضة للعمل على طرح البديل الديمقراطي الجامع لسورية؟

نجم الدين الخريط: حول دورنا كحزب لتجميع القوى اليسارية والديمقراطية الوطنية للعمل على طرح البديل الديمقراطي الجامع لسورية، فإننا نرى أن هذه المرحلة البالغة الخطورة التي تمر بها سورية، تستوجب العمل على استكمال بلورة حالة وطنية تطرح مشروعها وآليات عملها بكل وضوح لمواجهة العدوان الصهيوني، وتحرير الأراضي المحتلة، ولرفض التقسيم وهذا يتطلب من جميع القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية والشيوعية، العمل الدؤوب على توحيد صفوفها وبلورة مشروعها السياسي القادر على الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها، وحق شعبها في تقرير مصيره ونظام حكمه واختيار قادته.

من هذا المنطلق، ومنذ اليوم الأول بعد سقوط النظام قمنا بحملة اتصالات واسعة مع عدد من القوى والشخصيات الوطنية.

تواصلنا مع الرفاق الشيوعيين الآخرين ومع الرفاق في حزب الإرادة الشعبية، ومع رفاق آخرين بمن فيهم – كما اعتدنا على تسميتهم “شيوعيين قدامى” أي رفاق شيوعيين لا ينتمون الآن لأي تنظيم.

وشاركنا في اجتماع القوى والأحزاب الوطنية في الداخل الذي صدر عنه بيان بتاريخ 11-12-2024، موقع من نحو 80 حزبا وقوى وشخصية وطنية، كما ساهمنا بفعالية بإصدار وثيقة بعنوان “إعلان مبادئ دستور” يمكن أن تؤخذ بالحسبان عند صياغة أي مشروع دستوري للبلاد.

كما شاركنا بالوفود التي التقت مع عدد من الفعاليات الوطنية، ومنها الزيارة الأخيرة في 21-1-2025، لعدد من مشايخ العقل لطائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء.

سنتابع هذه الأنشطة والفعاليات وسنعمل على تنظيم لقاء يضم ممثلين عن الشيوعيين السوريين لكي يتم الاتفاق على آليات التنسيق والعمل المشترك ضمن الخط الوطني الذي يمثل كل السوريين، ويشكل أساساً متيناً للنضال من أجل إقامة الدولة المدنية العصرية الديمقراطية.

سنتابع عملنا وبالاشتراك مع الآخرين لتجميع القوى السياسية والاجتماعية من كل المناطق لتوحيد الرؤى والجهود في إطار العمل الوطني وإشراك الجميع في الحل السياسي وتحقيق السلم الأهلي، والعدالة الانتقالية كأساس وحيد مقبول لأي عملية محاسبة.

نعم سنتابع سعينا مع الآخرين لتشكيل كتلة سياسة اجتماعية مدنية فاعلة على مساحة الوطن كله للتعبير عن أهم القواسم المشتركة التي تعبر عن طموحات الشعب السوري وتبين قضيته في الوطن وخارجه من أجل سورية دولة واحدة موحدة حرة وذات سيادة وطنية تضمن الرفاه والتقدم لشعبها.

Author

اقرأ المزيد من المقالات ذات الصلة

حرب السودان … مهددات التقسيم

يبدو أن هناك مهددات باتت واضحة لتقسيم السودان أسفرت عنها حرب الجنرالات في السودان التي انطلقت في الخامس عشر من إبريل/ نيسان من العام 2023، والتي تكاد تكمل عامها الثاني.

بين مطرقة نتنياهو وسندّان ترامب: “اتفاقية وقف الأعمال العدوانية” خارج التطبيق

من الواجب رفع الصوت في هذه المرحلة المصيرية والدعوة إلى تكاتف القوى السياسية والشعبية التي لا تزال تعتبر الكيان الصهيوني عدواً لنا. فالمصلحة الوطنية العليا تقتضي، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، العمل على استعادة السيادة الحقيقية على أرض الوطن ومياهه وثرواته

‏الكونغو الديمقراطية على حافة الانهيار: تصعيد الحروب بالوكالة وتحولات الخريطة السياسية

سيطرة المتمردين على غونا قد تؤدي إلى انهيار الحكومة المركزية في بعض المناطق، ما قد يخلق فراغاً سياسياً يسمح بتوسع الجماعات المسلحة الأخرى في مناطق أخرى من البلاد.

مستقبل الصراع اليمني – الإسرائيلي

باتت “إسرائيل” ترى في اليمن تهديداً استراتيجياً طويل الأمد، وتقدر أنها في حرب مفتوحة مع اليمن لا تنتهي بمجرد التوصل لاتفاق إطلاق نار مع المقاومة في غزة الذي تحقق مؤخراً.