المنسق العام للقاء اليساري العربي د. سمير دياب في حوار خاص مع «تقدُّم»
عملية طوفان الأقصى امتداد للتاريخ النضالي لمقاومة الشعب الفلسطيني والعربي
ومهمة اليسار العربي تقوم على استنهاض حركة تحرر وطني عربية بقيادة ثورية
تشكل فلسطين في الوعي الأردني محور القضايا الوطنية، إذ لا يختلف اثنان على مركزية القضية الفلسطينية، وتربعها على عرش اهتمامات المواطن الأردني، وانا لا ابالغ مطلقاً إذا قلت إن غالبية الأردنيين ومن شتى المنابت يقدمونها على قضية الخبز والمعيشة، وذلك لأسباب كثيرة أولها وحدة الدم، وحدة التاريخ ووحدة المصير وقرب الجغرافيا ولا يمكن أن ننسى العامل الديني لما تعنيه فلسطين من قدسية دينية للمكونين الأساسيين للأردنيين، الإسلام والمسيحية، وذلك لوجود المقدسات الدينية المتمثلة في المسجد الأقصى وما يعنيه للمسلمين من قيمة دينية فهو قبلتهم الأولى وثالث الحرمين الشريفين ومسرى ومعراج النبي محمد عليه السلام وكذلك كنيستي المهد والقيامة ورمزيتيهما في ميلاد وقيامة الفدائي الفلسطيني الأول، السيد المسيح عليه السلام، وكذلك، وبعد كل هذا، الارتباط الاقتصادي بين البلدين الشقيقين، ولذا، فنحن كأردنيين ندرك تماماً أن أي خطر يحدق بفلسطين، حتماً لنا منه نصيب ونصيب قد يتساوى مع أشقائنا هناك، وندرك أيضاً ان مطامع الصهاينة لا تقف على حدود النهر بل تتخطاها، ولا يخفى على أي متابع للحركة والفكر الصهيوني خطط ومعتقدات وأحلام الكيان، وليس آخرها استعراض النتن ياهو خريطة للكيان ومن على منبر الأمم المتحدة، والتي تلغي وجود الدولة الأردنية، بل وتمتد إلى مصر وكذلك إلى الفرات.
لكل هذا ليس صدفة أن يقوم الشارع الأردني بكل قواه الحية بحراك ومطالبات أقلها طرد سفير الكيان وتطهير الوطن من رجسه، رافضين التطبيع، ليس فقط لفظياً، بل ممارسة وسلوكاً، إذ لم يستطع لا الكيان ولا الموقف الحكومي الرسمي إقناع المواطن بإمكانية التعايش، أو التعامل مع الصهاينة في أي مجال، برغم وجود بعض الانتهاكات المدعومة من الحكومة في مجالات لا يملك فيها المواطن قراراً.
ومن هنا وبعد هذا الشرح المبسط من البديهي أن يتحرك الشارع الأردني وبهذه القوة لنصرة الأهل في فلسطين، سواء بالمساعدات وبكل أشكالها، أو بالوقفات والاعتصامات والتي يرتقي سقف مطالبها إلى طلب فتح الحدود من أجل المشاركة فعلياً بالدفاع عن الأراضي الفلسطينية المحتلة وعن الشعب الأعزل وعن أعراض حرائرنا هناك.
ونحن كجزء من هذا الشعب أولاً، بصفتنا الحزبية كحزب طليعي، وبصفتنا نحن رابطة المرأة الأردنية التي هي هيئة ممثلة للقطاع النسوي في الحزب، حزب الوحدة الشعبية الديموقراطي الأردني، ومن خلال رؤيتنا المبدئية التي نناضل من أجلها وهي السعي للوصول لأردن وطني ديمقراطي وصولاً إلى الاشتراكية، كذلك ومن أجل استرداد الحقوق الوطنية التحررية لشعبنا الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الوطنية المستقلة على طريق تحرير كامل التراب الفلسطيني، فمن البديهي أن نكون أول المبادرين وفي مقدمة المتواجدين في الساحات مستنهضين الشعب للاستمرار إلى أن تتحقق مطالب الشعب بإلغاء كل معاهدات العار وفك الارتهانات، بل واتخاذ خطوة متقدمة بالدفاع الحقيقي والاشتباك مع هذا العدو الذي لا يفهم إلّا منطق القوة.
وكما ذكرت آنفاً بأننا هيئة نسوية حزبية، بفكر طليعي نؤمن بنديتنا مع أشقائنا الذكور، فنحن كنا دوماً في مقدمة الحراكات وشريكات بكل الوقفات ونحمل ذات المطالب، بل اننا بادرنا أكثر من مرة إلى تنظيم الحراكات الشبابية والشعبية، ولربما، وإن كان هناك خصوصية لنضال المرأة في مجتمع محافظ كالمجتمع الأردني، إلّا أن الأحداث الأخيرة في فلسطين الحبيبة وقطاع غزة، ساهمت بتعزيز التواجد النسوي ليس كمجرد تعاطف، بل لقناعتنا بوحدة الحال مع الشقيقات الفلسطينيات، وإحساسنا العميق بكل ما تعرضن له من أشكال الإبادة والقتل الممنهج والتنكيل المقصود، والذي بلغ حد الاغتصابات، ولم يعد يخفى على أحد أن النساء والأطفال هما الفئتان الأساسيتان المستهدفتان في حرب الإبادة هذه، سعياً لقتل المستقبل الفلسطيني وكذلك استشعاراً للمخاطر التي تحدق بوطننا الأردني وبنا كنساء أردنيات إن لم نقف بوجه هذا الطغيان، وإدراكاً منا اننا أساس المجتمع واننا دينمو الحياة، كان ضرورياً أيضاً ان نكون دعامات الحراك الشعبي جزءاً منه.
ندرك جيداً ان كل ما قُدِمَ قليلٌ، لكننا سنمضي قدماً ولن نتوقف حتى تتغير سياسة حكومتنا ويكون لنا جميعاً دوراً حقيقياً في وقف هذه الإبادة، وأيضاً سنعمل جاهدين، نحن وكل القوى التقدمية العربية على استنهاض شعوبنا العربية الحية في كل أرجاء العالم العربي لرفض الخنوع والتبعية والصمت المعيب والمواقف المخزية لأنظمة الذل والعار.
ونعاهد الأهل في فلسطين أن لا نتراجع ولا نتوقف إلّا بوقف هذه الإبادة وتحقيق كل مطالب المقاومة، وإننا لمنتصرون.
عملية طوفان الأقصى امتداد للتاريخ النضالي لمقاومة الشعب الفلسطيني والعربي
ومهمة اليسار العربي تقوم على استنهاض حركة تحرر وطني عربية بقيادة ثورية
الاحتجاجات تكشف عن تزايد الاستقطاب السياسي في البلاد، حيث يعبر الشعب عن قلقه العميق من تفشي الفساد وغياب العدالة الاجتماعية.
برزت قبل وأثناء الحرب العديد من الميليشيات المسلحة المنسوبة للجيش المختطف من فلول “الإخوان المسلمين”. اندلعت الحرب في الخامس عشر من نيسان/ إبريل من العام 2023 بين الجيش المختطف وميليشيا الدعم السريع، بهدف قطع الطريق على ثورة ديسمبر المجيدة حتى لا تحقق أهدافها في بناء سلطة مدنية كاملة وتصفية الثورة.
تستند العلاقات الأميركية – “الإسرائيلية” على قاعدة ذهبية هي أن الولايات المتحدة الأميركية أهم حليف وداعم للكيان الصهيوني منذ قيامه في 1948 وأنها تصوغ وتفرض سياستها في منطقة الوطن العربي والشرق الأوسط، بل والعالم لضمان تفوق “إسرائيل” عسكرياً وانتصاراتها في حروبها المتتالية وقضمها لفلسطين.