![](https://taqadoom.com/wp-content/uploads/2025/01/sodan-2024.jpg)
السودان.. حصاد العام 2024
عبثية الحرب تتجلى في أنها تدور داخل سكن المواطنين الأبرياء في أسواقهم ومدارسهم وبيوتهم وكل أماكن تجمعاتهم.
ليست الثورة الكوبية التي كانت انطلاقتها في ٢٦ شهر تموز ١٩٥٣ عملاً مزاجياً أو مرتجلاً بل شكلت تعبيراً عن إرادة الشعب الكوبي في تغيير ظروف حياته الصعبة في ظل انتشار البطالة والظلم الاجتماعي والقمع السلطوي والتمييز العنصري وتبعية السلطة في كوبا لواشنطن ومصالحها. وهذا ما تجلى بالطابع الشعبي للثورة على طول مسيرتها من سانتياغو دي كوبا حتى العاصمة هافانا.. فكان انتصار الثورة في أول كانون الثاني ١٩٥٩… وهذا الانتصار شكَّل حدثاً تاريخياً كونه الأول في نصف الكرة الغربي وعلى تخوم أقوى دولة إمبريالية فكانت له أصداء وأبعاد في كل العالم. وفي حين ناصبت أميركا العداء لكوبا من اليوم الأول ألهب هذا الانتصار تعاطف وتضامن الشعوب وقوى التحرر مع كوبا وبخاصة شعوب أميركا اللاتينية التي رأت فيه تعبيراً عن مطامحها… وأبرز تجليات البعد العالمي لهذه الثورة هي في انها عززت ثقة الشعوب بإمكانية انتصارها ورفعت من منسوب صراعها مع الاستعمار والإمبريالية ومنها في منطقتنا العربية ومجمل القارة الأفريقية، ومنها مصر والجزائر، وشكلت مظهراً لبداية توازن عالمي جديد.. وقد عزز ذلك رسوخ الاتجاه التحرري خصوصاً أنَّ كوبا انتصرت، أيضاً، على الغزو الفاشل في بلايا هيرون الذي نظمته المخابرات المركزية الأميركية في أواسط نيسان ١٩٦١… والذي واجهته قيادة الثورة الكوبية بتعميق نهجها وتجذير تحولاتها وإعلان الاتجاه الاشتراكي وتدابير بتحقيق ضمانات ومكاسب اجتماعية للشعب صحية، وتعليمية، وسكنية وغيرها وإلغاء التمييز على أساس اللون والجنس إلخ..
وكان لدور كوبا تأثير بما في ذلك في منطقتنا فكانت مصر بقيادة جمال عبد الناصر تقوم بتدابير وخطوات داخلية في أوائل الستينيات، القرن الماضي، تقلص نفوذ الرأسمال الأجنبي فتطال البنوك وأخرى في مجال تقليص أراضي الاقطاع وكبار الملاكين وتوزيعها على الفلاحين… والتقدم في تحرير السياسة الخارجية والتوجه للتنمية الاقتصادية وتعزيز دور مصر. وقد ترك هذا المناخ تأثيره في الثورة الجزائرية واتجاه تقوية مسارها التحرري. وكان القائد تشي غيفارا قد زار مصر والجزائر.
أهمية تركيز قيادة الثورة الكوبية على تعميم الوعي السياسي على صعيد الشعب والمجتمع في مواجهة الإمبريالية
لقد أظهرت التجربة الكوبية ان المعركة مع الاستعمار والإمبريالية بطبيعة نظامهم الجامح إلى الربح ونهب ثروات الشعوب تقتضي عدم الوقوف في منتصف الطريق، فجذرية الجمع بين الوجهَين الوطني والاجتماعي للتحرر هي في أساس صمود كوبا. ويعود الأمر للإدراك الفكري والسياسي لجذرية عداء الإمبريالية لتحرر الشعوب.. وتصبح مواجهة ضغوطها وأساليب عدوانيتها بالاستناد إلى الشعب وتمسكه بمكاسب الثورة الاجتماعية والوطنية… وتبرز في تجربة كوبا أهمية تركيز قيادة الثورة على تعميم الوعي السياسي على صعيد الشعب والمجتمع ليطلع على الظروف وأيضاً الصعوبات المتعلقة بالبلاد.. وهذا الوعي السياسي هو أساس الثقة المتبادلة بين القيادة الثورية والشعب.. فالشعب هو الضمانة في مواجهة ضغوط وعدوانية الإمبريالية وحصارها الاقتصادي والتجاري على كوبا. وليس أمراً هامشياً أن تطلق الثورة طاقات الشعب وحقه في التعبير والتنظيم الشعبي والنقابي والشبابي والنسائي إلخ… بذلك يصبح الشعب قوة فاعلة في حماية الثورة والوطن، بينما التضييق على الجماهير وحريتها والخوف من دورها يدفع السلطة، حتى لو كانت، وطنية إلى تنازلات أمام الضغوط والتدخلات الخارجية. فرحيل القائد الكبير للثورة فيديل كاسترو، مثلاً، لم يرحل معه النهج الثوري ولم ينقلب موقف الدولة ضده.. ومثله هو شي مينه قائد الثورة الفيتنامية.. وتجدر الإشارة إلى مبدأ التضامن الأممي للثورة الكوبية، وخصوصاً، مع نضال شعوبنا العربية وخصوصاً شعب فلسطين وحقوقه الوطنية ضد العدوانية الصهيونية وسندها الأميركي.. وكان لهذا التضامن الثابت تأثير مهم في تقارب كوبا مع مصر عبد الناصر ومع ثورة الجزائر.
وعزز ذلك الاندفاع لمساندة شعوب البلدان المستقلة حديثاً وفي التعاون في إطار حركة دول عدم الانحياز
وتطوير دورها للتنمية والتقدم داخلياً ولتأخذ دورها كأكبر كتلة على الصعيد العالمي وفي التوازن الدولي …
وتشكل كوبا الثورة في صمودها أمام كل الصعوبات مثالاً مضيئاً لشعوبنا والبلدان الأخرى يعزز نضالها من أجل تحررها واختيار شعوبها طريق تطورها ومستقبلها، وضد العدو الامبريالي المشترك.
عبثية الحرب تتجلى في أنها تدور داخل سكن المواطنين الأبرياء في أسواقهم ومدارسهم وبيوتهم وكل أماكن تجمعاتهم.
موقع سورية وتموضعها الدولي، ليس ملكاً لمن يجلس على كرسي حكمها، أياً تكن خلفيته؛ تموضع سورية ملك للشعب السوري الذي سيحدد هو في نهاية المطاف، اتجاه السفينة ومرساها.
إنها تحديات العام الجديد وعلى أبواب مرحلة جديدة تتشكل ملامحها في خضم التحوّلات التي تطرح أهمية المراجعة النقدية والحفاظ على الحقوق والثوابت الوطنية، والتعامل مع المتغيرات المحيطة بحذر وجدية وشعور عالٍ بالمسؤولية.
شهدت الكويت خلال الأشهر الأخيرة صدور العديد من المراسيم والقرارات بسحب الجنسية الكويتية وفَقْدها وإسقاطها عن آلاف المواطنين والمواطنات، وهي في الوقت الحاضر قد تجاوزت ١٨ ألفاً وقابلة للزيادة