العقل زين.. مو وقته !

جميعنا تابع ما حدث وأثير بالأيام الماضية من بيانات وتصريحات ملتبسة وغامضة تحتاج إلى توضيح بعد اجتماع مجلس الوزراء الكويتي في بداية شهر يوليو ٢٠٢٤ حول عدم رفع أي راية أو عزف أي نشيد وطني يخص دولة أخرى في أي مناسبة رسمية داخل الكويت، وما تلاها من تعليمات وزارة الداخلية لأصحاب الحسينيات بعدم رفع رايات والتشديد على الإلتزام وتطبيق القانون قبل يومين من شهر محرم مع بداية السنة الهجرية الجديدة، وهو ما سبب ربكة وأثار جدلاً واسعاً في المجتمع مع تذمر بعض المشرفين على الحسينيات من عدم التنسيق المسبق كما يبدو بسبب البيروقراطية القاتلة في المعاملات والإجراءات الحكومية.

وللأسف تحول المشهد إلى مزايدات ومناكفات طائفية هنا وهناك بلا أي داعي، فقد كان بالإمكان التنسيق المباشر بين وزارة الداخلية والمسؤولين عن الحسينيات دون أيّ إثارة أو بهرجة إعلامية، فهناك من يتربص لأي فرصة لنشر سمومه الطائفية وأفكاره الظلامية الهدامة من هذا الطرف أو ذاك.

‏التلوث الطائفي يخلق بيئة خصبة لتجار الدين والمتطرفين بمختلف المذاهب لإثارة النعرات الطائفية النتنة وزراعة سمومهم لممارسة ارهابهم الفكري.

التأجيج والطرح الطائفي أو العنصري أو القبلي لن يخدم أيّ مطالب، إنما سيخدم كل من يقتات على هذه النعرات التي تكرس ثقافة الإنتماء للمكون الإجتماعي على حساب الوطن، والسلطة هي المسؤول الأول عن ذلك.

المطلوب تحكيم لغة العقل والتحلي باليقظة وعدم الانجرار وراء محاولات إثارة الفتن الطائفية والعنصرية خصوصاً في مثل هذه الظروف الاستثنائية المحلية التي نمر بها والوضع الإقليمي الملتهب، مهم التحلي بثقافة الانتماء الوطني والتحليل العقلاني.

نحن بحاجة ماسة لوحدتنا الوطنية وتماسك جبهتنا الداخلية على أسس الديمقراطية والمشاركة الشعبية والمواطنة الدستورية المتساوية والعدالة الاجتماعية، في إطار دولة ديمقراطية مدنية تكون قادرة على نهوض بلادنا واستقرارها.

نصيحة لبعض المستشارين الإعلاميين للحكومة ووزرائها: هنا الكويت.. هدوا اللعب وقللوا متابعة أفلام بوليسية.

Author

اقرأ المزيد من المقالات ذات الصلة

غارات معادية على قلب بيروت والضاحية الجنوبية.. نخبة قوات العدو في مرمى المقاومة

إمعان العدو الصهيوني في إجرامه ضد المدنيين في مختلف المناطق اللبنانية والمحافظات، هو تأكيد على هزائمه من قطاع غزة إلى لبنان التي يتكبدها على يد أبطال المقاومة الفلسطينية واللبنانية. وبدأ العدو الصهيوني يقع في بدايات ما ينتظره على أرض جنوب لبنان، الجحيم ومقبرة قواته ودباباته.

طوفان الأقصى الذي فعل فعلته ومتطلبات المرحلة

في السابع من أكتوبر 2024، يطوي طوفان الأقصى عامه الأول كاشفاً الكثير من قدرات المقاومة على مواجهة الاحتلال وأذنابه وهي تُسطّر أروع معارك الصمود والتصدي لعدم تمكين العدو الصهيوني من تحقيق أهدافه التي وضعها في حرب إبادته على قطاع غزة والضفة الغربية وعموم فلسطين.

الكيان الصهيوني يعلن بدء غزو بَريٍ لجنوب لبنان والمقاومة تستهدف التجمعات العسكرية للعدو على الحدود وتواصل دكّ عمق الكيان

بعد يوم دامٍ من القصف المدفعي والجوي الهمجي الصهيوني على العديد من المناطق والمحافظات اللبنانية أعلن جيش العدو الصهيوني ليل الاثنين – الثلاثاء بدء غزوه البري للبنان بقرار سياسي صادق عليه كابينت الكيان الصهيوني بالإجماع

دور صنعاء الجيو-سياسي في معركة طوفان الأقصى 

على مدار تاريخ اليمن الحديث، كانت فلسطين تحتل مكانة خاصة في قلوب اليمنيين. تميز الشعب اليمني بالاعتزاز بعروبته ونصرة القضايا القومية والإسلامية. ولم تكن الحرب الراهنة على غزة استثناءً، إذ خرج اليمنيون إلى الساحات بمختلف أطيافهم وولاءاتهم – وبرغم انقساماتهم في الشأن السياسي الداخلي- احتجاجاً على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني.