
تأسيس النقابات العمالية الكويتية في منتصف الستينات
كان تأسيس النقابات العمالية واحداً من بين أهم ما شهدته فترة أواسط ستينات القرن العشرين في الكويت من أحداث وتطورات. وقد أدركت الطبقة العاملة في
المرحوم راشد حمد المحارب الهين المطيري، مناضل كويتي تقدمي بدأ الخطوات الأولى لمسيرته الكفاحية في إطار حركة القوميين العرب، وعندما شهدت انقسامها التاريخي في أعقاب هزيمة حرب يونيو ١٩٦٧، اختار المرحوم المحارب أن يصطف يساراً، حيث تمّ انتخابه عضواً في قيادة ‘الحركة الثورية الشعبية’، التي ناضل في صفوفها، وكانت له مساهمته في الاحتجاج على تزوير الانتخابات النيابية في الذكرى الثانية لجريمة التزوير في ٢٥ يناير/ كانون الثاني من العام ١٩٦٧، وقبلها كانت له مساهمته في معارضة زيارة شاه إيران إلى الكويت في خريف ١٩٦٨، واستمر يشارك في القيادة الجماعية للحركة إلى أن تعرضت إلى ضربة اعتقالات مايو/ أيار ١٩٦٩، حيث لوحق بهدف القبض عليه، ولكنه تمكّن من الاختفاء، ثم نجح في مغادرة وطنه الكويت سراً إلى الإمارات، حيث أقام في عجمان… وعندما جرت محاكمة أعضاء التنظيم أمام محكمة أمن الدولة في الكويت في القضية، التي حملت اسم ورقم ‘قضية أمن الدولة رقم ٦٧٠/١٩٦٩ (١٤ سنة ١٩٦٩ المدينة) المتهم فيها ناصر الغانم وآخرون، حيث كان المرحوم راشد المحارب المتهم السابع من بين المتهمين في تلك القضية، وقد تمّ الحكم عليه غيابياً بالحبس لمدة أربع سنوات مع الشغل، بعدما تمت تبرئته من التهمة الباطلة بالشروع في القتل.
وواصل المرحوم راشد المحارب نشاطه النضالي في الإمارات ضمن إطار تنظيم “الحركة الثورية الشعبية في عمان والخليج العربي”، ولم يسلم هناك من الاعتقال، الذي نجا منه في الكويت، فكان أن تمّ اعتقاله في الإمارات مع رفاق آخرين أواخر العام ١٩٧٢، وبعدها جرى تسليمه إلى السلطات الكويتية، حيث تمّ حبسه وتقديمه إلى محكمة أمن الدولة، وبعد صدور الحكم الحضوري النهائي عليه شمله العفو الأميري عن باقي مدة العقوبة، شأنه في ذلك شأن ما حدث لرفاقه الآخرين المحكومين حضورياً في القضية ذاتها بعدما أمضوا في السجن نحو تسعة أشهر … فخرج المرحوم راشد المحارب من السجن.
وبعد عودته واصل المرحوم راشد المحارب دربه النضالي، حيث شارك رفاقه د. أحمد الربعي وأحمد الديين وآخرين في العام ١٩٧٢ في عملية تأسيس تنظيمي “حزب الشعب الديمقراطي” وواجهته الوطنية “حركة العمل الديمقراطي”، إلى أن توقف نشاط ذلك الحزب في العام ١٩٧٤ بسبب الخلافات الفكرية داخل قيادته.
ولاحقاً، في العام ١٩٧٨ شارك المرحوم راشد المحارب في تأسيس “التجمع الديمقراطي”، الذي ضمّ في صفوفه التنظيمات التقدمية والوطنية الكويتية.
وعندما تعرضت الكويت إلى محنة الغزو وكارثة الاحتلال حرص المرحوم راشد المحارب على الصمود داخل الوطن… وفي سبتمبر/ أيلول من العام ١٩٩٠ جرى اعتقاله مع العديد من العناصر الوطنية الكويتية في ديوانية الأسير الشهيد الوطني الكويتي الكبير المرحوم فيصل الصانع، النائب السابق عن دائرة كيفان، وتمّ نقل المعتقلين إلى العراق، ثم أفرجت سلطات الاحتلال عن عدد منهم، وبينهم المرحوم راشد المحارب، في ديسمبر/ كانون أول ١٩٩٠.
وقد عانى الفقيد أمراضاً مزمنة لم تؤثر على روحه المعنوية، وإن أَثَّرت على نشاطه وقدرته على الحركة، ولكنه استمر أميناً لمبادئه ووفياً لأفكاره الوطنية والتقدمية والديمقراطية… إلى أن غادرنا فجر الخميس ٢٩ أبريل/ نيسان من العام ٢٠١٠ ليمضي استراحته الأبدية… استراحة المحارب.
(بالاستناد إلى مقالة سابقة للزميل أحمد الديين نشرتها صحيفة “الآن” الإلكترونية في ٣٠ أبريل/ نيسان ٢٠١٠)
كان تأسيس النقابات العمالية واحداً من بين أهم ما شهدته فترة أواسط ستينات القرن العشرين في الكويت من أحداث وتطورات. وقد أدركت الطبقة العاملة في
قبل ستة أعوام وفي يومٍ مماثل لليوم 20 مارس، دخلتُ خيمة عزاء غريبة، في منطقة العيون بالجهراء. لم أكن أعرف أحداً فيها سوى الغائب الوحيد
في ذكرى رحيل المفكر والفيلسوف كارل ماركس
في ذكرى رحيل الشهيد الصحافي اللبناني سهيل طويلة