
حديث للشهيد حسين مروة في ذكـرى النـكـبـة
إنه لأمر عظيم أن يكون شعبُ فلسطينَ العربيُّ نفسُه هو الذي حدّد لنا جميعاً إحدى هذه المهمات، بل أهمها وأعمقها أثراً، وأقربَها إلى المنطق العملي الثوري، أعني مهمة المقاومة المسلّحة.
كان تأسيس النقابات العمالية واحداً من بين أهم ما شهدته فترة أواسط ستينات القرن العشرين في الكويت من أحداث وتطورات.
وقد أدركت الطبقة العاملة في الكويت بوعيها العفوي منذ بدايات تشكّلها حاجتها لوجود نقابات تمثلها وتدافع عن مصالحها وتطالب بحقوقها.
وجاء إقرار حق عمال الكويت بتشكيل نقاباتهم أول مرة في الدستور الصادر في العام ١٩٦٢، ولكن تفعيل هذا الحق ارتبط بصدور قانون العمل في القطاع الأهلي رقم ٣٨ لسنة ١٩٦٤، الذي لعبت المعارضة الوطنية في مجلس الأمة الأول دوراً بارزاً في إقراره.
ومع أنّ ذلك القانون نظم حق تشكيل النقابات العمالية، إلا أنه تضمّن العديد من القيود الإجرائية، التي تعرقل عملية التأسيس، ناهيك عن تقييد عضوية العمال غير الكويتيين في النقابات، مع أنهم يشكلون غالبية الطبقة العاملة في الكويت.
وقد ساهمت الحركة الوطنية في تأسيس النقابات العمالية عبر التنسيق مع رواد الحركة النقابية العمالية مثل حسين اليوحة وحسين صقر عبداللطيف وحسن فلاح، الذي تولاه عضو مجلس الأمة من كتلة “نواب الشعب” حينذاك سامي المنيس، بالإضافة إلى استضافة “نادي الاستقلال” الثقافي الاجتماعي، وهو مركز تجمع المعارضة الوطنية، لاجتماعات الجمعيات العمومية التأسيسية للنقابات العمالية الوليدة بمقره في حولي.
وكانت أول النقابات العمالية، التي تأسست هي نقابة عمال ومستخدمي دائرة البلدية، التي عقدت جمعيتها التأسيسية المكونة من ٢٨ عاملاً في مقر نادي الاستقلال مساء الأربعاء ٢١ أكتوبر/ تشرين الأول ١٩٦٣، حيث انتخبت أول مجلس إدارة لنقابة عمالية كويتية برئاسة حسين اليوحة، فيما تولى محمد العصيمي منصب نائب الرئيس، وأحمد محمد إبراهيم الرفاعي منصب السكرتير.
وبعدها اجتمعت بمقر نادي الاستقلال مساء الجمعة ٢٣ أكتوبر/ تشرين الأول ١٩٦٣، الجمعية العمومية التأسيسية لنقابة عمال ومستخدمي وزارة الصحة العامة، التي انتخبت مجلس إدارتها الأول برئاسة حسين صقر عبداللطيف.
وبسبب إجراءات التسجيل والإشهار فقد أشهرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل نقابة عمال ومستخدمي وزارة الصحة العامة كأول نقابة عمالية كويتية، بينما أشهرت نقابة عمال ومستخدمي دائرة البلدية تحت رقم الإشهار (٢)، مع أنها سبقت زميلتها في التأسيس.
ثم تتالى إشهار النقابات العمالية الكويتية، وكان أبرزها نقابة عمال شركة نفط الكويت، التي بلغ عدد أعضاء جمعيتها التأسيسية ٤٣١ عضواً، حيث اجتمعوا يوم الخميس ١٢ نوفمبر/ تشرين ثاني ١٩٦٤ وشكلوا أول نقابة عمال في القطاع النفطي، وانتخبوا مجلس إدارة النقابة برئاسة حسن فلاح، وهذه النقابة كانت ولا تزال أكبر النقابات العمالية في الكويت من حيث العدد.
وفي العام ١٩٦٥ شكّلت النقابات العمالية في القطاع الحكومي اتحاد نقابات عمال ومستخدمي القطاع الحكومي، الذي أشهر في الأول من أبريل/ نيسان ١٩٦٥، فيما شكّلت نقابات عمال قطاع البترول اتحاد نقابات عمال البترول في مايو/ أيار ١٩٦٥، وبعدهما أسس الاتحادان الحكومي والبترولي الاتحاد العام لعمال الكويت في العام ١٩٦٧.
إنه لأمر عظيم أن يكون شعبُ فلسطينَ العربيُّ نفسُه هو الذي حدّد لنا جميعاً إحدى هذه المهمات، بل أهمها وأعمقها أثراً، وأقربَها إلى المنطق العملي الثوري، أعني مهمة المقاومة المسلّحة.
مظفر النواب شاعر التمرُّد والثورة على الظلم والاستغلال ومقاومة الاحتلال الصهيوني، شاعر “القصيدة المهربة” المتمرّدة سليطة اللسان، عاش حياته متنقلاً بين المنافي بسبب مواقفه السياسية
مع أنّ الفقيد لم يدوّن مذكراته، وكان متحفظاً في سرد ذكرياته، إلا أنّه لا يمكن لأحد أن يتجاهل دوره التاريخي الريادي المشهود في إطار الحركة الوطنية البحرينية والخليجية وتحولاتها خلال الفترة بين نهاية خمسينات القرن العشرين والنصف الأول من سبعيناته
المرحوم راشد حمد المحارب الهين المطيري، مناضل كويتي تقدمي بدأ الخطوات الأولى لمسيرته الكفاحية في إطار حركة القوميين العرب، وعندما شهدت انقسامها التاريخي في أعقاب